ولكن في ذلك الشهر تحديدا أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصا في رحلته الأولى والقوية جدا لاستراليا التي تحدث عنها الاعلام الاسترالي لأنه ذهب لعرض الاسلام عليهم وتحدى عددا من المنصرين الاستراليين الذين اساءوا للاسلام، وكان ديدنه أن لا يناظر ولا يبادر المنصرين الا الذين يتعدون على الاسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان، ولذلك ذهب إلى استراليا وطاف بها محاضرا ومناظرا، وعندما عاد حدث له ما جرى واصيب بجلطة في الدماغ.
اهتمت به زوجته (حواء) التي كان يلقبها بأم الأمهات اهتماماً عظيماً حتى توفاه الله، فى صباح يوم الإثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426هـ، ولم يتوقف عن الدعوة حتى وافته المنية مجاهدا داعيا وصابرا محتسبا.
وقد لاقى الشيخ ديدات ربه عن عمر يناهز (87) عاماً بمنزله في منطقة (فيرولام) بإقليم (كوازولو ناتال) بجنوب إفريقية بعد صراع طويل مع المرض، وبعد أن أقام الحجة على النصارى، وجاهد في سبيل الدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة مرسلاً رسالة سامية إلى كل شعوب الدنيا يخبرهم فيها بأن الإسلام هو دين العقل والمنطق، وهو دين المحبة والسلام.
فقدت الأمة الإسلامية الداعية الإسلامي الكبير الشيخ المجاهد 'أحمد ديدات', وفقد المسلمون بموته داعية ومحاور ومناظر يشار إليه بالبنان فعليه من الله جزيل الرحمات وواسع المغفرة و الكرامات.
لقد علمنا النبى عليه الصلاة و السلام " ان عظم الجزاء مع عظم البلاء ...
و أن الله اذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضى فله الرضا , ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى و ابن ماجه ...
واذا تتبعنا سير الأنبياء و المرسلين و سير علماء أمة التوحيد من المستقدمين و المستأخرين وجدت العجب العجاب فى الإبتلاء.
فنحسب شيخنا أحمد ديدات مِن مَن أخبر عنهم رسولنا وقدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ...
فرحمك الله يا فارس الإسلام, طبت حيًا و ميتًا, نسأل الله أن يجمعنا بك
تعتبر أهم أمنية لديدات هي ما عبر عنها بقوله: " لئن سمحت لي الموارد فسأملأ العالم بالكتيبات الإسلامية، وخاصة كتب معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية ".
لقد كان ديدات -ولا يزال- يتطلع لطباعة معاني القرآن الكريم، وقد أكد ذلك لأعضاء مجلس أمناء المركز في زيارتهم الأخيرة له حاثاً إياهم على ضرورة طبع معاني القرآن الكريم ونشرها في العالم: " ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية .. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي…".
وفي سعيه الدؤوب لطباعة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية كثيراً ما يستشهد الشيخ ديدات بجهود الكنيسة في ترجمة وطباعة الإنجيل إلى 2000 لغة، ومات الشيخ وهو مازال متفائلا بأن المسلمين سيطورون قدراتهم وإمكاناتهم لطباعة معاني القرآن الكريم بالملايين، وتوزيعها في العالم.
وقد تعلق ديدات بهذا الهدف منذ أن رأى رؤيا في منامه، يرويها رفيقه إبراهيم جادات قائلاً: " في عام 1976م روى لنا الشيخ ديدات أنه رأى في منامه أنه يقدم بيده مليون نسخة من القرآن الكريم لكل من يناظره حول الإسلام .. وبعد أن استيقظ من منامه أخذ على نفسه عهداً بطباعة وتوزيع مليون نسخة من معاني القرآن الكريم في كل مكان يذهب إليه من العالم ".
وعندما أصيب بالمرض عام 1996م كان الشيخ قد أتم توزيع 400 ألف نسخة من معاني القرآن الكريم مترجمة بواسطة العالم "يوسف علي" أشهر مترجم لمعاني القرآن، يضيف السيد إبراهيم جادات: "وقد استدعاني الشيخ بعد مرضه، وحمّلني أمانة إكمال هذه المهمة، والحمد لله ما زلت أقوم بإكمالها بالتعاون مع المركز العالمي للدعوة الإسلامية برئاسة الأستاذ أحمد سعيد مولا الذي أكد مراراً أن المركز تعهد للشيخ بضمان استمرار نشر رسالة القرآن الكريم على نطاق واسع ودون انقطاع…".
رحمك الله يا فارس الدعوة ويا قاهر المنصرين ورزقنا ولو القليل من همتك في الدعوة إلى الله وجمعنا بك في دار روح وريحان
كتب أحمد ديدات باللغة العربية
أساقفة كنيسة انجلترا وألوهية المسيح ( http://ifile.it/hl4oje1)
الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية ( http://ifile.it/r3p7x6v)
الخلاف الحقيقي بين المسلمين و المسيحيين ( http://ifile.it/pbmvsyd)
¥