[(مواقف من السيرة النبوية) " محاضر مفرغة للشيخ المغامسي حفظه الله "]
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 03 - 10, 01:45 م]ـ
محاضرة (مواقف من السيرة النبوية)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة: الحمد لله العلي القدير الذي قدر فهدى، والذي أخرج المرعى، فجعله غثاءً أحوى .. الحمد لله الذي أرسل إلينا النبي الأمي الذي كسر أغلالنا ورفع آصارنا وأحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، وجعلنا ممن يؤمنون به ويعزروه وينصروه ويتبعون النور الذي أنُزل معه لنكون ممن يسعى هذا النور بين أيديهم وبأيمانهم لنكون من المفلحين بإذن الله، والصلاة والسلام على حبيبنا وسيدنا ونبينا محمد بن عبد الله.
فيا أبا القاسم المختار يملأني حبٌ يجلُ عن التصوير والصور
صلى عليك آله الكون ما ابتسمت شمس وما أجهش الباكون في السحر
نستضيف في هذا اللقاء الطيب العطر شيخٌ قد أحبه الكثير وحرص على المجيء له الصغير والكبير، فنسأل الله أن يكون ممن أحبهم الخالق فأحببهم الخلق، نستضيف فضيلة الشيخ: صالح المغامسي.
في سيرة لم يرى التاريخ توأمها ... برغم ما بصرت عيناهم من سير.
في يوم مولده أو يوم بعثته ... أو يوم هجرته ما شئت من عبر
فليتفضل مشكوراً مأجوراً بإذن الله ..
الشيخ صالح: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أراد ما العباد فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه، ولو شاء أ ن يطيعوه جميعاً لأطاعوه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته، فجزاه الله بأفضل ما جزى به نبياً عن أمته صلى الله وملائكته والصالحون من خلقه عليه، كما وحد الله وعرف به ودعي إليه .. وبعد أيها المباركون فإن سيرة نبينا صلوات الله وسلامه عليه كالشمس الساطعة يُمكن أن يراها كل أحد ولذلك فإن تدارُسها يمكن أن يتم بطرائق شتى وليس هناك أحد يستطيع أن يضيف على السيرة ما ليس فيها، كما أنه لا يقدر أحد على أن ينزع من السيرة ما هو فيها وإنما تختلف أعطيات العلماء في هذا الباب بتناولهم للسيرة بطرائق مختلفة ومسالك متباينة كلٌ بذلك يريد أن يصل إلى المقصود هو تعريف الناس بالسيرة العطرة والأيام النضرة بحياة أحب الخلق إليهم نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، وفي هذا اللقاء المبارك في هذا الملتقى الطيب المبارك سنحرص أن نتحدث عن أعلام لهم ارتباط بسيرة نبينا r ومن خلال أولئك الأعلام نفقه شيئاً ولو يسيراً من سيرة رسولنا صلوات الله وسلامه عليه، أجمع أهل السير على أن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف جده لأبيه صلوات الله وسلامه عليه هو أول من تولى كفالته إذ أنه عليه الصلاة والسلام ولد يتيماً فارتبطت شخصية عبد المطلب بشخصية نبينا r ويؤيده أنه عليه الصلاة والسلام قال يوم حنين:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
وقال عندما أراد أن يُقسم غنائم خيبر لما سأله بعض بني عبد شمس قال: إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيءٌ واحد -وليس المقصود هنا عبد المطلب هذا - لكن المقصود أن عبد المطلب هو عبد المطلب ابن هاشم جد رسول الله r مجتمع مكة قبل البعثة مجتمع قبلي يتنازع فيه السيادة القرشيون في أنفسهم فقريش لها القدح المعلى والإمرة على مكة لكن قبائل قريش تتقاسم تلك السيادة وقلما تفيءُ تلك السيادة إلى فرد بعينه حتى قُدر لعبد المطلب أن يرى في المنام أن أحداً يقول له: احفر طيبة، قال: وما طيبة؟ فانقطعت الرؤيا، ثم قيل له في اليوم التالي: أحفر ضرة قال: وما ضرة؟ فانقطعت الرؤيا، ثم قيل له احفر المضنونة قال: وما المضنونة فانقطعت الرؤيا ثم قيل له في اليوم الرابع احفر زمزم قال وما زمزم؟ قال: لا تنزف ولا تذم تسقي الحجيج الأعظم بين الفرث والدم عند نقرة الغراب الأعصم، فعمد عبد المطلب إلى هذا الموضع وكان معروفاً لديه من خلال الرؤيا،وليس له إلا ابن واحد يقال له حارث فأخذ يحفر هو وابنه وقريش في أنديتها تبصر ولا تشارك فلما رأى طي البئر وكان الله جل وعلا قد طوى زمزم لان خزاعة في إمرتها على مكة قبل قريش وقع منها الفساد فحرمهم الله من زمزم التي حُفرت أصلاً على يد إسماعيل
¥