تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهاجر فلما رأى طي البئر فرح وكبر وأظهر البشر والسرور فخرجت قريش من أنديتها تقول شاركنا فيما أنت فيه، فرفض وأبى فاختصموا، فلما كثُر النزاع قال لهم: احتكموا إلى من شئتم قالوا نحتكِم إلى كاهنة سعد بن هذيل فقبل فخرجت قريش بعثت كل قبيلة منها نفر وخرج هو مع أبناء عمومته من بني عبد مناف ذهبوا إلى أطراف الشام يريدون الكاهنة في الطريق والأرض مفاوز انقطعت بهم السبل ونفذ الماء، فلما نفذ الماء أصبح الجمع كله والركب كله ينتظر الموت لشدة العطش فلما قامت بعبد المطلب راحلته إذا من خفها نبع الماء العذب فدعا قريش من معه فسقاهم فقالوا: يا عبد المطلب قد نُصرت إن الذي سقاك في هذه المفاوز له الذي سقاك عند الحرم فلا نحاكمك إلى كاهنة ولا إلى غيرها قد قبلنا أنا غير شركاء في الأمر فرجعوا.

هذا أول أيام سيادة عبد المطلب الحقيقية على قريش بدأت السيادة تنفرد تأخذ أحادياً بعد أن كانت قبليةً متوزعة شيئاً يسيراً، ثم قدر أن أبرهة أراد هدم البيت في العام الذي ولد فيه رسولنا r حاولت بعض قبائل العرب فيما بينه وبين مكة أن يقاومه فعجزوا فممن أسر رجلاً يقال له نفيل بن حبيب الخثعمي أراد أبرهة أن يقتله فقال: أيها الملك إنك لن تستفيد من قتلي فلعلي أنفعك ببعض رأيي فقبل فمضى به ضمن الأسرى حتى أقبل على مكة ثم أرسل بعض رجالاته فأخذوا ما للناس من إبل ونعم ومنها إبل عبد المطلب، فأخذ عبد المطلب يحتال للوصول إلى أبرهة فسأل نفيلاً قال نفيل: وما يغنيك رجلاً مأسور ينتظر أن تضرب عنقه لكن لي علاقة بسائس الفيل فهو صديق لي سأوصيه بك فقال له عبد المطلب يكفيني هذا، فلما قيل لأبرهة أن بالباب سيد قريش وأعظمهم ومطعم الطير في السهول والوحوش السباع في الجبال قبل أن يدخل عليه، وكان الله قد أتَى عبد المطلب وسامةً وجلالةً وعظمةً في العيون، فلما دخل عبد المطلب على أبرهة وكانت الملوك يومئذ تجلس على سرير ممتد يسمى عرش يحمل الملك وغيره، والناس تحت قدميه فلما رآه أبرهة أعظمه وأجله ورأى وسامته، فأستعظم أن يجلسه عند قدميه، وفي الوقت نفسه أبت عليه نفسه أن يجلسه على عرشه حتى لا تنظر إليه الأحباش فيقل قدره في أعينهم فنزل إلى الأرض وأجلس عبد المطلب عنده، قال له عبد المطلب بعد أن قال له أبرهة: سلني حاجتك؟ قال: إن جيشك أخذ لي مائتين من الإبل فقال له أبرهة: إنك أول ما دخلت علي أعظمتك وأجلتك لكن لما قلت لي هذا زهدت فيك أتحدثني في الإبل وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك وأجدادك من قبل فقال عبدالمطلب بإلهام من الله: قال إني رب الإبل وللبيت رب سيمنعه، فقال أبرهة: لا قِبل لأحدٍ بي، فقال له عبد المطلب: أنت وذاك.ثم رجع عبد المطلب بعد أن أخذ إبله وأمر قريشاً بعد أن تمسك بحلقة باب الكعبة قليلاً ودعا ربه ثم أمر قريشاً أن تأتي الجبال والكل يدرك أن البيت محاطٌ بالجبال، أراد أبرهة أن يدخل مكة بفيل فجاء نفيل هذا إلى الفيل واسمه محمود أي الفيل قال: أبرك محمود فإنك في حرم الله أو انصرف راشداً من حيث جئت. ومضى فبرك الفيل وإن كانت العرب لا تسمي سقوط الفيل بروكا لكن هذا من باب التجاوز في اللغة، ثم صعد الجبل فكان ما كان من أمر الله المعروف أن أهلكتهم الطير فأصبحوا أي جيش أبرهة يبحثون عن نفيل ليدلهم على الطريق فكان نفيل يقول:

أين المفر والإله الغالب ... والأشرم المغلوب وليس الغالب.

فكان ما كان مما قاله الله عنه: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ {1} أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ {2} وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ {3} تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ {4} فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ {5}) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn1) .

في هذا العام ولد سيد الخلق وأشرفهم وأطهرهم رسولنا r .

يومٌ يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمدٍ وضاء

صلوات الله وسلامه عليه، التصقت شخصية عبد المطلب بنبينا أنه بقدر الله هو الذي سمى رسولنا r محمد، فقد كان عبدالله قد مات وهو حملٌ عليه السلام في بطن أمه، فالبشارة التي بعثت بها آمنة لم تبعث لأحدٍ إلا لعبد المطلب، لأن الجد يقوم مقام الوالد فقيل له: قد ولد لك ابن من آمنة. أي لأبنك، فأقبل يتهلل وسماه محمد صلوات الله وسلامه عليه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير