تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاءهم ودعا الحلاق تفاؤلاً فأخذت أمهم أسماء تشتكي فقال r:" آ الفقر تخشين عليهم؟ وأنا وليهم في الدنيا والآخرة".

فكان r يحب أبناء أخيه جعفر حباً جماً ودعا لهم بالبركة أخذ بيد محمد فسأل الله أن يبارك له في تجارته فأضحى بعدها من أشد الناس غنى وأكثرهم ثراء ببركة دعا نبينا r له، جعفرٌ هذا هو الذي قدمه المهاجرون حتى يخاطبوا النجاشي فلما أسقط في يد عمرو بن العاص وكان يومئذ كافراً ومن معه ممن بعثتهم قريش قالوا: "أيها الملك إنهم يقولون في مريم وعيسى قولاً عظيماً ".فاستدعاهم النجاشي بعد أول الأمر وقال لهم: " ما تقولون في عيسى؟ فقال جعفر: "نخبرك بما أخبرنا نبينا عنه هو عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه." فأقر لهم النجاشي بجوابهم وكتب لهم الأمن في بلاده.

هذا جعفر رضي الله عنه وأرضاه قال له رسول الله r : " أشبهت خَلقي وخُلقي." ولهذا كان أبو هريرة يقول: (ما لبس النعال ولا احتذاها بعد رسول الله r أحد أفضل من جعفر بن أبي طالب).وزوجته كانت معه أسماء بنت عميس لما مات جعفر تزوجها الصديق رضي الله عنه وأرضاه وهو التي نفست في ميقات ذي الحليفة وولدت محمداً يوم حجة الوداع فنشأ محمد في حجر عليٍ لأن علياً رضي الله عنه تزوج أسماء بعد وفاة أبي بكر.

يفهم من هذا الجزء أن النبي r كان ممتلئاً رحمة وعاطفة للعامة وثمة أناس ظفروا بأشد من محبته r بالأكثر من عاطفة وخاصة أهل بيته،وجعفر نال النصيب والأوفر الحظ منها والأوفر حظاً منه صلوات الله وسلامه عليه حتى أنه رآه في المنام له جناحين يطير مع الملائكة في الجنة حيث يشاء وهذا يدل على أن جزاء الإحسان هو الإحسان كما أخبر الله جل وعلا في آية محكمة من كتابه.

من الذين ارتبطت حياتهم بحياة رسول الله r بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه وبلالٌ حبشي في أصل موطنه، أسمر في لون بشرته، صحابي في سيرته،هذا الصحابي الجليل كما هو مشهور معروف أعتقه أبو بكر بعد أن اشتراه وهو يعذب فأكرمه الله جل وعلا بعد ذلك أن شهد بدراً وقبل ذلك لما رأى عبد الله بن زيد الخزرجي الرؤيا التي فيها الآذان أقبل بها على رسول الله r فقال له النبي ألقها على بلال فإنه أندى منك صوتاً فعرف بلال بعدها بأنه مؤذن رسول الله r فأضحى لا يؤذن أحدٌ إلا ابن مكتوم معه رضوان الله تعالى عليه، فلما مات رسول الله قدم هو وأخوه على قومٍ من خولان- فأنظر كيف عرف بلال وأخوه بنفسيهما - قال: أنا بلال وهذا أخي كنا كافرين فهدانا الله وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فإن تعطونا فالحمد لله وإن رددتمونا فلا حول ولا قوة إلا بالله. فزوجوهما، هذا الصحابي الجليل قال r: ( يا بلال ما دخلت الجنة قط إلا رأيت خف نعليك أمامي) رؤيا الأنبياء حق والنبي r يرى أحياناً في منامه أنه يدخل الجنة فليست هذه أضغاث أحلام بل هي حق محض فكلما رأى نفسه يدخل الجنة لا يعدم أن يرى صوت نعلي بلال يعني يقال له ذلك في الرؤيا فاستدعى بلال قال يا بلال: إني ما دخلت الجنة قط إلا وسمعتُ خف نعليك فأخبرني بأرجى عملاً لك في الإسلام. ولولا أن السائل رسول الله لما أجاب بلال فقال يا رسول الله: لا أعلم من نفسي إلا أني ما توضأت وضوءً إلا صليت ما كتب الله لي أن أصلي.إلا صليت ما كتب الله لي أن أصلي يعني أصلي ركعتين أربع ست ثمان إلى ما شاء الله ومنها أخذ العلماء ما يعرف بسنة الوضوء.

أيها المبارك من أعظم ما يُتقرب به إلى الله الصلاة وإن كان الحديث يدل جملة على أن ما يفتحه الله للعباد يختلف من رجلٍ إلى آخر والمهم أن تعرف أنت ما الذي تقدر عليه؟؟، وتجمع إليه سريرةً صالحةً وطويةً خالصة مع ربك،وكل أحد لو يعقل يتخذ لنفسه سريرة يتاجرُ بها مع الله والمتاجرة مع الله تجارةٌ رابحة،من هذه السريرة يحقق الله لك الغايات ويدفع الله لك المكروهات قد لا يرغبها لا يعرفها لا يدري عنها أقرب الناس إليك وألصقهم بك لكن ربك يعلم وأنت قد اتخذتها تجارةً بينك وبين الله تصنعها رجاء ما عند الله تصنعها ليدفع الله بك عنها كل مرهوب ويحقق الله جل وعلا لك بها كل مرغوب، يقول r لبلال: "أخبرني عن أرجى عملٍ عملته في الإسلام " وهذا يدل على أن أعمال العباد تختلف فبعضها قد يكون أعظم زلفى وأشد آثراً وأجل سبباً من أسباب الرحمة كما بينا r في خبره

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير