أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

فتح باب السيارة بيده فإذا سكن الأب وقر واطمئن في مقعده لم يغلق الابن الباب ويدع أباه يغلق الباب بنفسه حتى لا يصبح حال الوالد والوالدة في مقام واحد لما؟ لان الله جعل للوالدةِ حقاً أعظم فهو لم يعق أباه لأن هذا إتيان للنهي، ولكنه بر أمه أشد لأن العاقل يتدبر القرآن فيقدم من قدمه الله،فإن وجد والعياذ بالله من يملك قلباً قاسياً لا يعرف لأمه قدرا ولا لأبيه ويرفع الصوت عليهما فهذا إلى سخط الله أقرب ومن عذاب الله أدنى وعن رحمة الله جل وعلا أبعد.

ولها حقٌ إن كانت زوجة "إنهن عوانٍ عندكم " أسيرات والقائل بهذه الوصية رسول الله r وقبل أن تدعوك قدرتك ورجولتك إلى اضطهاد زوجتك تذكر قدرة الله تبارك وتعالى عليك والظلم ظلمات وفي الخبر الصحيح القدسي: (إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً) ولها حقٌ إن كانت أخت والنبي r على ما ذكر أهل السير لما جاءته الشيماء أخته من الرضاعة أجلسها وفرش لها البساط وأدناها.

ولها حقٌ إن كانت ابنه فإن نبينا r كان إذا أقبلت عليه ابنته فاطمة يقوم إليها ويرحب بها ويقول: "أهلاً بابنتي" ويقبلها ويجير من تجير كما أجار أبا العاص بن الربيع زوج ابنته زينب رضوان الله تعالى عليهما قبل أن يسلم، ولها حقٌ إن كانت خالة جاء رجل ٌ إلى رسول الله فشكا له غدراتي وفجراتي فقال r: " ألك والدة؟ " حتى يبُرها قال:" لا يا رسول الله" يعني ماتت قال: "ألك خالة؟ " قال: نعم، قال: " فبرها". فجعل الخالة عليه الصلاة والسلام بمنزلة الأم جعل الخالة بمنزلة الأم.

ولها حقٌ إن كانت عمة لأنها أخت للأب وكان النبي r وهو القدوة يُكرم صفية عمته ولهذا كان يُجل ابنها يُجل زوجها الزبير ويُكرم ابنها عبد الله رضوان الله تعالى عليهم من رعيلِ أمثل وجيل أكمل، والمقصود من هذا كله صنيع جابر رضي الله تعالى عنه وأرضاه كما أن في قوله: "حفرت عن قبر أبي فوجدته كما هو" ليس فيه دليل صريح على أن الشهداء لا تأكل الأرض أجسادهم فهذا مما هو شائع لكنه لا دليل على صحته والأصلُ أن الأرض جعل الله له قدرة جعل الله لها قدرة على أجساد بني آدم كل جسدِ بني آدم يبلى إلا عجب الذنب، وهذا عموم لا يستثنى منه إلا ما استثناه رسول الله قال r: ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) فإن علم ابنُ آدم أن القبر هو داره أعد العدة لأمور أعظمها كيف يقدِمُ على الله ثم كيف سيكون حاله في قبره ثم كيف سيكون حاله عند بعثه ثم كيف سيكون حاله إذا وقف بين يدي الله فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير لكن الراحم هو الله والموفق هو الله والمعين هو الله.

ممن ارتبطت حياتهم بحياة رسول الله r أُبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه وأُبي منّ الله جل وعلا عليه بحفظ القرآن فكان مقدماً في هذا الشأن وهو الذي قال له النبي r : ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك سورة لم يكن الذين كفروا فقال يا رسول الله: آلله أمرك بهذا قال: نعم) فبكى رضوان الله تعالى عليه، القرآن أيها المؤمنون كتابٌ عظيم القدر جليل الأثر أنزله الله على قلب رسولنا r جعل الله جل وعلا فيه من الخير ما لم يجعله في غيره من الكتب وإن كانت الكتب السماويةُ قبله فيهن من الخير الشيء الكثير لكن الله جعل هذا الكتاب مهيمناً على الكتب كلها وجعل لأبي أنه سيد القراء في زمن رسول الله r خذوا القرآن من أربعة وعدا منهم r أبي بن كعب رضوان الله تعالى عليه، والقرآن شرف لمن يتلوه شرف لمن يحفظه شرف لمن يتدبره شرف لمن يعلمه الناس، وهو من أعظم الشفعاء يوم القيامة، شافعٌ في القبر، أقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابها، فتلاوتك لكتاب ربك قربة وأي قربة تعينك على أن تحسن وفادتك على الله (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ) [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn5) ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=59#_ftn6) إلى غير ذلكم من الآيات الظاهرة الشهيرة في بيان فضل تدبر هذا القرآن، ولن يزود أحدٌ بشيء أعظم من أن يعمل بكلام الله جل وعلا، قال أصدق القائلين يبين أن القرآن هو الطريق الأمثل والسبيل

¥