[نظرة خاطفة على الروايات الواردة في تعيين تاريخ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم]
ـ[عبدالعليم السلفي]ــــــــ[22 - 03 - 10, 10:21 ص]ـ
إن من أكبر نعم الله سبحانه وتعالى وأعظم امتنانه على البشرية قدوم النبي الكريم صلى الله عليه وسلمفي العالم وبعثته لهدايته. ويوم ولادته أزهرالأيام التي طلعت عليها الشمس , وهو يوم الخلاص للإنسانية من العنف والوحشة والذعر والفوضى والظلم والتعدي , وهذه الساعة السعيدة قدلاحت للباحث عن درة التوحيد مبيضة السحرللحصول على الأمنية الكريمة.
إن شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلمالعظيمة الشريفة قدنورت عالم الظلمة والضلالة بالنورالتام , وعلمت الدنيا المبادئ التوجيهية للأمن والسلام والثقافة الصحيحة والأخلاق الكريمة , ورفعت الإنسانيةمن الثرى إلى الثريا. ومن كان خبيراً في ازدحام الأفكار الباطلة والمتورطين في لعائن الشرك وعبادة الأوثان من العرب بأن المولود من بطن السيدة آمنة بنت عبدالمطلب سيكون أفضل الناس وسراجاً منيراً للعالم كله؟ فبهذاالسبب الأساسي لم يحتفظ بالتاريخ الصحيح ميلاده , واختلف جمع من العلماء في تعيينه.
والضروري من الذكر هنا بأن العناية بيوم ولادته صلى الله عليه وسلم من الأمور التي لم يشرعها الله سبحانه وتعالى ولارسوله صلى الله عليه وسلمولم يهتم به الصحابة رضي الله عنهم , فالتحاق التضجروالاحتيار بالعلماءالمحققين بهذاالموضوع أمربديهي. وقد جاءت روايات عديدة مختلفة تتناقض بعضها مع بعض في تعيين التاريخ الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسباب تناقض الروايات في ميلاده
إن أسباب تناقض الروايات في الميلاد واختلافها عديدة نذكرأهمها بغاية من الإيجاز:
الأول: إن من أهم أسباب تناقض الروايات هو الثقة على الروايات الضعيفة والموضوعة وغيرها.
الثاني: شوب الروايات الواهية بالروايات التاريخية التي تسببت تناقض تاريخ القرن الأول وماقبلها.
الثالث: لم يهتم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بهذااليوم ولم يعينوه فلم ينقل إليناالتعيين:
الرابع: من آفة المؤرخين دون المحدثين ضعف التفحص وقلة التمحيص فيذكرون ما ينقل إليهم من غيراعتبار الروايات صحة إو ضعفاً.
الخامس: في البداية كانت الشهور والسنون تقدر بواقعة خاصة ذات أهمية كبيرة أو معروفة لدى الناس , فالتقدير مع مرورالسنين مشكل جداً وخاصة تزدادالمشاكل إذالم تكن الواقعة الموحلة إليها معينة أو تكون تخمينية.
السادس: من أكبرالتعقيدات في تعيين التاريخ الصحيح إعدادالرواة للأيام المذكورة بين الفيل والميلاد , فمنهم من قال: " بين الفيل والميلاد خمسون يوما" ومنهم من قال:" خمس وخمسون" وقيل:" أربعون " وقيل:"شهر"
السابع: قدترسم الملامح على تعيين التاريخ زيادة الشهور القمرية ونقصها , لأن بعض شهورهايحتوي على تسع وعشرين يوماً وبعضهاالآخر على الثلاثين.
الروايات الواردة في الميلاد
والآن نحن في هذه العجالة نلقي نظرة خاطفة على الروايات المختلفة في ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ونسعى بتقديم الروايات كلهاعنه , ولانبالي أن نقول: إن تساقط بعض الروايات أوبعض الدلائل من العناصراللازمة للبحث والتحقيق , وإن سلسلة البحث والتحقيق تستمرفي كل العصور فتفتح خبايا جديدة لشتى المسائل:
(1) جاءت رواية تقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم ولد في اليوم الأول من شهرربيع الأول: ذكره محمد بن محمد بن منهد (م 855هـ) بلاأصل (راجع: اتحاف الورى صـ 47).
(2) وقبل: ولد لليلتين خلتا من ربيع الأول: ذكره ابن سعد (الطبقات الكبرى1/ 101) وابن سيدالناس (عيون الأثر1/ 79 بصيغة التمريض) وابن كثيرعن ابن عبدالبر (البداية 2/ 260) واليعقوبي (تاريخه 2/ 7) وابن الجوزي (المنتظم2/ 245) والزرقاني عن المغلطائي (شرح المواهب1/ 131) نسبه ابن عبدالبر إلى الجمهور , وفي إسناده أبومعشرنجيح المدني وقدضعفه جمع من العلماء كأبي داؤدوالدارقطني. (راجع:تهذيب التهذيب10/ 419 رقم758).
(3) وقيل: ولد لثمان خلت من ربيع الأول: ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب (1/ 31) وابن سيدالناس عن الخوارزمي (عيون الأثر1/ 81) ونقل ابن عبدالبرعن أصحاب التاريخ أنهم صححوه ورجحه الحافظ أبوالخطاب بن دحية في كتابه
¥