[جزء من حكايات شعبة بن الحجاج.]
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[23 - 03 - 10, 08:23 م]ـ
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعد
أمَّا بعد:
فهذا جزء لطيف فيه من أخبار شعبة بن الحجاج ما يثلج صدور طلاب العلم - وقد جمعها أبو القاسم البغوي رحمه الله تعالى - أضعه هنا بين يدي إخواني من طلاب العلم بعد أن منَّ الله علي وفرغتُ من تحقيقه والتعليق عليه بما فتحه الله علي، وقد كنتُ أود أن أرفعه كاملاً كما كتبته بصيغة:" وورد "0لكن تعذر ذلك لأسباب تقنية، فقررتُ أن ارفعه على حلقات، و الله الموفق لا رب سواه0
والمخطوط هو من مقتنيات:" مركز ودود للمخطومات "0وهذا هو رابط المخطوط:من ( http://wadod.com/bookshelf/book/907) هنا
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد لله رب العالمين00والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
فهذا جزء لطيف الحجم غزير الفائدة، فيه:" من حكايات شعبة بن الحجاج "0رحمه الله تعالى، ما يطرب لها طالب العلم0
وهذه الحكايات والأخبار، تختلف عن غيرها من حكايات الخيال، أو القصص الشعبية التي ليس لها رصيد من الواقع، أو نصيب من الصحة0
تختلف عنها لأنَّها من نسج الواقع والحقيقة، ليس للخيال فيها نصيب0
لذا فهي نبراس هدى ونور لطلاب العلم، على مختلف الأزمان العصور 0
ذلك لأنَّه – أي طالب العلم – يجد فيها المثال الحي للاستقامة على السنة، والتمسك بها0
أقول: إنَّ طالب العلم اليوم يجد فيها المثال الحي للاستقامة على السنة، ذلك لأنَّ أهل السنة والجماعة - وأقصد بأهل السنة والجماعة المعنى الأخص طبعاً – يعانون من ندرة الأمثلة الحية في هذا العصر0
لذلك نرى أنَّ البديل عن هذا النقص في هذا الباب، هو اللجوء إلى سلفنا الصالح لاستخراج النماذج الطيبة المباركة لطالب العلم، كي تكون عوناً ونبراساً له في مسيرته العلمية الطويلة0
والمطالع لهذا الجزء اللطيف، يجد فيه كل ما يحتاجه المسلم - من سلوك وفقه وعلم - على وجه العلوم، وطالب العلم على وجه الخصوص0
ففيه حسن التعبد لله تعالى، و الاطمئنان في الركوع والسجود، ويتجلى ذلك في قول أبي قطن:
" ما رأيتُ شعبة ركعَ قط إلاَّ ظننتُ أنَّه نسي، ولا قعد بين السجدتين إلاَّ ظننتُ أنَّه قد نسي "0 [1] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn1)
وفيه الحث على العمل وعدم الاعتماد على الآخرين في التكسب وتحصيل لقمة العيش، ويتجلى ذلك في قول شعبة رحمه الله تعالى:
" ويلكم الزموا السوق فإنَّما أنا عيال على إخوتي"0 [2] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn2)
وفيه التزهد، والدعوة إليه والاقتناع من الدنيا بالكفاف، ويتجلى ذلك بقوله رحمه الله تعالى:
" إذا كان عندي دقيق وقصب فما أبالي ما فاتني من الدنيا "0 [3] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn3)
وفيه العلم الجم، والتحري الشديد على الحفظ والإتقان، ويتجلى ذلك في قول حمَّاد بن زيد:
" إذا خالفني شعبة تركتُ ما في يدي لأنَّه لم يرضَ أن يسمع الشيء مرة حتى يعود فيه مرتين "0 [4] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn4)
وفيه حسن التلطف مع الفقير والمحتاج والمسكين، ويتجلى ذلك في قول النضر بن شميل:
" ما رأيتُ أرحم بمسكين من شعبة، وكان إذا رأى المسكين لا يزال ينظر إليه حتى يغيب عنه "0 [5] ( http://www.way2jannah.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=8#_ftn5)
لذلك قلت: إنَّ في هذه الحكايات الأسوة الطيبة لطلاب العلم، إذ أننَّا كثيراً ما نسمع – عندما نذكر الناس بعبادته صلى الله عليه وسلم – فيبادر المتقاعس منهم فيقول:
وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم فهو المؤيد بالوحي، لذلك فهو معصوم عن الزلل، و بذلك تيسرت له سبل العبادة0
وإذا ما ذكَّرت هذا الصنف من النَّاس، بعبادة صحابته الكرام، أجابك على الفور: ومن مثل الصحابة، نالوا شرف الصحبة والتربية بين يديه صلى الله عليه وسلم00؟؟ 0
فإذا قلنا لهم:
هذه حكايات أناسِ - ليسوا من الصحابة – انظروا إليها وتفقدوا حالكم إلى حالها، فبماذا ستجيبون الآن00؟؟ 0
¥