تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيخ عبدالله ياسين شيخ ابن تاشفين قصة للتأمل]

ـ[عبدالله الجنوبي]ــــــــ[30 - 03 - 10, 01:52 م]ـ

قصة مخيم الشيخ عبد الله ياسين

بقلم: ابو محمد الليبي

[نسخة بدون تحية إلى القائمين على مخيمات الكشافة ونحوها]

...................................

في أعماق صحراء افريقيا

وبالتحديد في جنوب موريتانيا حيث القحط والبداوة

تبدأ فصول قصة لا يجود التاريخ بمثلها إلا نادرا

هناك حيث قسوة العيش

كانت تسكن قبائل (صنهاجة) البربرية الامازيغية المسلمة

وتنقسم إلى عرقيات كثيرة أشهرها (لمتونة) و (جذالة أو كدالة)

كان يحكم (الجذاليين) رجل اسمه يحي ابن ابراهيم

وفي بعض أيامه ضاق ذرعا بالانحلال المستطير , والبعد الكبير عن شريعة الإسلام في قومه وفي سائر بلاد المغرب

حيث فشى فيهم شرب الخمر والزنا حتى بين المحارم والجيران برضى الجميع

وادعى زعماء قبائل اخرى النبوة

ولا تسل عن صلاة ولا زكاة

واسودت صورة الوضع جدا

فحز في نفس الرجل ما رأى , وعزم على تعليمهم الإسلام مرة أخرى

ولكنه ماكان ذا علم بالعقائد والأحكام , ولم يكن بشرع الله ذا إلمام

فخطر على قلبه خاطر , وذلك ان يستجلب رجلا من ذوي الفهم والبصائر , فعزم أن يحج الى بيت الله الحرام وفي طريق عودته يمر على حاضرة الحواضر , القيروان معقل العلماء وملتقى الفقهاء والحكماء

ويأخذ معه أحد علمائها الى البدو ليعلمهم

وصل يحي الجذالي إلى القيروان في طريق الرجوع من الحج , والتقي مع احد كبار علمائها , ابو عمران الفاسي , فحكي له حاجته

[وقال لو رغبت في الثواب من الله تعال لبعثت معي بعض طلبتك يقرئهم القرآن ويفقههم في الدين فينتفعون به ويكون لك وله الأجر العظيم عند الله تعالى إذ كنت سبب هدايتهم فندب الشيخ أبوعمران تلامذته إلى ذلك فاستصعبوا دخول أرض الصحراء وأشفقوا منها فقال الشيخ أبو عمران ليحيى بن إبراهيم إني أعرف ببلد نفيس من أرض المصامدة فقيها حاذقا ورعا أخذ عني علما كثيرا واسمه (واجاج اللمطي) من أهل السوس الأقصى أكتب إليه كتابا لينظر في تلامذته من يبعثه معك فسر إليه لعلك تجد حاجتك عنده

فسار يحيى بن إبراهيم بكتاب الشيخ أبي عمران حتى وصل إلى الفقيه واجاج بمدينة نفيس فسلم عليه ودفع إليه الكتاب وكان ذلك في رجب سنة ثلاثين وأربعمائة فنظر الفقيه واجاج في الكتاب ثم جمع تلامذته فقرأه عليهم وندبهم لما أمر به الشيخ أبو عمران فانتدب لذلك رجل منهم يقال له عبد الله بن ياسين الجزولي وكان من حذاق الطلبة ومن أهل الفضل والدين والورع والسياسة مشاركا في العلوم فخرج مع يحيى بن إبراهيم إلى الصحراء وكان من أمره ما نقصه عليك]

وصل الرجل الموفق إلى الرجل الموفق

ويقص عليه الخبر , فيختار ابن ياسين أن يترك حاضرة القيروان وساكنيها , ورغد العيش فيها ومناظرها وشواطئها , ليخوض أعماق أعماق الصحراء ومصاعبها , ويعيش حياة البدو ويذوق من مرارتها , ليعلم الناس دينهم ويردهم الى رشدهم ومافيه فوزهم

فيخوضان صحراء الجزائر الشاسعة ثم يصلون إلى جنوب موريتانيا

ويبدأ عبد الله ابن ياسين في مهمته الجديدة

تعليم الناس الإسلام من البداية

بدأ بالنصيحة والانكار , والبشارة والانذار , فما رأى منهم الا العناد والإصرار

[وشرع يعلمهم القرآن ويقيم لهم رسم الدين ويسوسهم بآداب الشرع وألفاهم يتزوجون بأكثر من أربع حرائر فقال لهم ليس هذا من السنة وإنما سنة الإسلام أن يجمع الرجل بين أربع نسوة حرائر فقط]

وجعل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر وكبحهم عن كثير من مألوفاتهم الفاسدة وشدد في ذلك فأطرحوه واستصعبوا علمه وتركوا الأخذ عنه لما جشمهم من مشاق التكليف

ثم طردوه واخرجوه من البلد

طرد من البلد الذي خاض الصحراء كلها ليعلمهم دينهم الذي نسوه

طرد خارج البلد وحيدا

فهل قال مثلا (انا - أصلا - تواضعت كثيرا حين تركت طلابي وجئت هنا لتشتموني)؟

أو هل قال مثلا (خيرا تعمل , شرا تلقى) او (روحوا في ستين داهية)

؟؟

لا والله

اختار ان يدخل أكثر وأكثر في أعماق الصحراء

أرض السنيغال

جلس بجانب احد الأنهار ونصب خيمة صغيرة واستقر فيها

انقطع الشيخ في أدغال افريقيا

ليبدأ دعوته بخيمة

كما بدات دعوة الاسلام من غار ثم دار

وخرج معه الفوج الأول ممن كان في قلبه حمية لدينه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير