تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أتدرون كم كان عدد الفوج

يقال أنهم اثنان فقط

والعدد الأقصى للروايات يقول أنهم سبعة أشخاص فقط

هناك في السنيغال

الشيخ الذي ترك مئات طلاب العلم وعشرات حلقات الدروس يخوض الصحراء المهلكة ليعلم سبعة أشخاص

وبدأ الشيخ بالعمل في مخيمه الجديد

يعلم طلابه العقيدة والأحكام

يخرجون فيصطادون ويأكلون

يعلمهم بالإضافة إلى ذلك الفروسية

واستمر صابرا محتسبا منقطعا في وسط افريقيا

مرت الأيام وعاد الجذاليون إلى قومهم

وجاءوا من هناك بستة او سبعة أشخاص اخرين

ثم ازداد العدد بوتيرة بطيئة إلى أن ضاقت بهم الخيمة

فوسعوا المخيم وأقاموا خيمتين

ثم ثالثة ثم رابعة ثم خامسة

وتكاثر طلابه بوتيرة بطيئة

وقسمهم الى مجموعات ومع كل مجموعة وضع المتميزين لمساعدته في تعليم الحضور

ومرت الأيام والليالي

وتتالت الشهور

وبعد أربع سنوات وصل العدد إلى ألف رجل وبدأت بوادر نجاح فكرة المخيم تظهر

يقول في كتاب اخبار المغرب:-

[فدخلها ودخل معه سبعة نفر من كدالة وابتنى عبد الله رابطة هناك وأقام في أصحابه يعبدون الله تعالى مدة في ثلاثة أشهر فتسامع الناس بهم وأنهم اعتزلوا بدينهم يطلبون الجنة والنجاة من النار فكثر الواردون عليهم والتوابون لديهم فأخذ عبد الله بن ياسين يقرئهم القرآن ويستميلهم إلى الخير ويرغبهم في ثواب الله ويحذرهم ألم عقابه حتى تمكن حبه من قلوبهم فلم تمر عليه إلا مدة يسيرة حتى اجتمع له من التلامذة نحو ألف رجل وكان من أمرهم ما تسمعه عن قريب]

واصبح بدل الداعية الوحيد

الف داعية

يعودون إلى بلادهم ويدعون أقوامهم

وينظم واحد بعد واحد بتوفيق الإله الواحد سبحانه الله

ثم حصلت نقلة نوعية

وصلت الدعوة الى زعيم قبيلة لمتونة (يحي ابن عمر اللمتوني)

فانضم إليه وضم معه عدد ضخما من قومه

وفي ظرف اربعة وعشرين ساعة

يرتفع عدد المستجيبين لابن ياسين من ألف رجل إلى سبعة آلاف

هكذا دفعة واحدة بمنه سبحانه

وما يعلم جنود ربك إلا هو

جاء يحي اللمتوني بهذا العدد ثم مات بعد ذللك بأيام قليلة فنعم ماصنع رحمه الله

فخلفه في رياسة اللمتونيين (ابو بكر ابن عمر اللمتوني)

فضموا إلى شمال السنغال بعض مناطق جنوب موريتانيا التي اخرج الشيخ منها قبل سنين ووصل عددهم إلى اثني عشر ألفا من الرجال

ثم بعد ذلك بسبع سنين يموت المؤسس المحتسب العالم العامل عبد الله ابن ياسين

بذر بذرة الخير وصنع رجال الخير

ومات بعد أحد عشر عاما كاملا قضاها في ادغال افريقيا داعيا

بدأ بلا شيء

و مات رحمه الله وخلف جيلا من أروع ما يكون

[ولما حضرته الوفاة قال لهم يا معشر المرابطين إني ميت من يومي هذا لا محالة وإنكم في بلاد عدوكم فإياكم أن تجبنوا أو تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وكونوا أعوانا على الحق وإخوانا في ذات الله وإياكم والتحاسد على الرياسة فإن الله يؤتي ملكه من يشاء من خلقه ويستخلف في أرضه من أراد من عباده في كلام غير هذا] أهـ

فتولى ابو بكر اللمتوني زعامة الاثني عشر الف

وكونوا بعد ذلك دويلة صغيرة جدا

وبعد عامين كان العدد قد وصل اربعة عشر ألفا

قسمه ابو بكر اللمتوني قسمين

قسم اخذه هو ونزل به الى جنوب السنغال لاصلاح أحدى النزاعات ثم انه بعد ذلك وجد اقواما لم تبلغهم دعوة الاسلام فأخذ في دعوتهم وفتح البلدان الافريقية ونشر الاسلام هناك

والقسم الاخر وضع عليه نائبه (يوسف ابن تاشفين) الى حين عودته

لكن اللمتوني تأخر هناك في جنوب السنغال وما بعدها للدعوة والفتوح

وأثناء ذلك سار ابن تاشفين الى الشمال

فدعا الناس للاسلام وقاتل مدعي النبوة والمرتدين وانضمت إليه المدن تلو المدن

والآلاف تلو الآلاف

وقطع الحواضر والبوادي

وبدأت مملكتهم تكبر وتكبر

ابو بكر اللمتوني جنوبا

ويوسف ابن تاشفين شمالا

عاد ابو بكر اللمتوني الزعيم الأول بعد خمسة عشرا عاما كاملة من الدعوة في ادغال افريقيا إلى نائبه يوسف ابن تاشفين

فوجد الرجل الذي تركه في جنوب السنغال قد ملك المغرب والجزائر وتونس والسنغال كاملة وموريتانيا كاملة

وحد كل هذه الدول في دولة واحدة

ووجد السبعة آلاف قد أصبحو مائة ألف فارس

هذا غير الرجالة والمدنيين

ووجده قد أصلح الناس ونشر دعوة الاسلام وجدده في المغرب الأقصى

وأنشأ مدينة مراكش

ومع اتساع ملكه

وجده كما تركه تقيا ورعا زاهدا مجاهدا صالحا

ثم وفي موقف لا يتكرر كثيرا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير