ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[08 - 04 - 10, 04:14 م]ـ
أما هذه الرسالة أيها الأحبة فحقها أن تُكتب بماء الذهب وتُعلق في الدور خاصة الوصية الأخيرة
رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عامله أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقال:
"بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله عمر أمير المؤمنين، إلى عبد الله بن قيس (أبي موسى الأشعري)، سلام عليك، أمَّا بَعْدُ، فإنَّ القضاء فريضة محكمة وسُنَّة مُتَّبَعة، فافهم إذا أُدْلِيَ إليك، فإنَّه لا ينفع تكلُّم بحقٍّ لا نَفَاذَ له، آسِ بين الناس في مجلسك ووجهك وعدلك؛ حتى لا يطمع شريف في حَيْفِك، ولا يخاف ضعيف جَوْرَك، البيِّنَة على مَنِ ادَّعى، واليمين على من أنكر، الصلح جائز بين المسلمين إلاَّ صلحًا أحلَّ حرامًا أو حرَّم حلالاً، لا يمنعك قضاءٌ قضيتَه بالأمس راجعتَ فيه نفسك وهُدِيتَ فيه لرشدك أنْ تُرَاجع الحقَّ، فإنَّ الحقَّ قديم، وإنَّ الحقَّ لا يبطله شيء، ومراجعة الحقِّ خير من التمادي في الباطل، الفهمَ الفهمَ فيما يختلج في صدرك مما يبلغك في القرآن والسنة، اعرف الأمثال والأشباه ثُمَّ قِسِ الأمور عند ذلك، فاعْمِد إلى أحبِّها إلى الله وأشبهها بالحقِّ فيما ترى، واجعل للمدَّعي أمدًا ينتهي إليه، فإنْ أحضر بيِّنَة وإلاَّ وجَّهت عليه القضاء، فإنَّ ذلك أجلى للعمى، وأبلغ في العذر، المسلمون عدول بينهم، بعضهم على بعض، إلاَّ مجلودًا في حدٍّ أو مجرَّبًا في شهادة زور، أو ظَنِينًا [1] في ولاء أو قرابة، فإنَّ الله تولَّى منكم السرائر، ودرأ عنكم بالبيِّنات، ثم إيَّاك والضجر والقلق، والتأذي بالناس، والتنكر للخصوم في مواطن الحقِّ التي يُوجِبُ الله بها الأجر، ويحسن بها الذكر، فإنه مَن يُخْلِص نيَّته فيما بينه وبين الله يُكْفِه الله ما بينه وبين الناس، ومَن تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شانه الله" [2].
[1] الظَّنِينُ: المُتَّهم الذي تُظَنُّ به التهمة، انظر: ابن منظور: اللسان، مادة طنن 13/ 272.
[2] البيهقي: السنن الكبرى، 10/ 150، سنن الدارقطني (16)، وانظر الباقلاني: إعجاز القرآن 1/ 140، والقلقشندي: صبح الأعشى 10/ 196.
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 04:58 م]ـ
واذكر أني قرأت -وليصححني الإخوة- أن عبد الملك رحمه الله قد وبخ الحجاج كذلك لما تمادى في كلامه
مع أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما بعد أن انهى صراعه مع ابن الزبير وقتله.
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[09 - 04 - 10, 05:09 م]ـ
ابو ماجد صديقي
واذكر أني قرأت -وليصححني الإخوة- أن عبد الملك رحمه الله قد وبخ الحجاج كذلك لما تمادى في كلامه
مع أسماء بنت الصديق رضي الله عنهما بعد أن انهى صراعه مع ابن الزبير وقتله.
حياكم الله
كيف يوبخه على مجرد شتم أسماء بنت الصديق ويكرمه لقتل ابنها عبد الله بن الزبير وصلبه والقائه في مقابر اليهود؟!
هؤلاء لم يوطدوا لأركان حكمهم إلا بالفسقة والظلمة أمثال الحجاج ومسرف بن عقبة وخالد بن يزيد القسري وكل منهم متهم في دينه.
قال الحافظ الذهبي عن عبد الملك بن مروان: وكان الحجاج من ذنوبه.
أما قول من قال:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
قال صلى الله علي هوسلم: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِى هَاشِمٍ وَاصْطَفَانِى مِنْ بَنِى هَاشِمٍ». (صحيح مسلم)
قال المناوي في فيض القدير (2/ 265):
قال ابن حجر وهذا ذكره لإفادة الكفاءة والقيام بشكر النعم ونهيه عن التفاخر بالآباء موضعه مفاخرة تفضي لتكبر أو احتقار مسلم (واصطفى من قريش بني هاشم) وهاشم هو ابن عبد مناف (واصطفاني من بني هاشم) فإنه محمد بن عبد الله بن الله بن عبد المطلب بن هاشم ومعنى الاصطفاء والخيرة في هذه القبائل ليس باعتبار الديانة بل باعتبار الخصال الحميدة، وفيه أن غير قريش من العرب ليس كفؤا لهم ولا غير بني هاشم كفؤا لهم أي إلا بني المطلب وهو مذهب الشافعية.
¥