تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل تعرفون وقعة جسر أبي عبيد التي قُتِلَ فيها أكثر من سبعين صحابيًّا وآلاف المسلمين؟!!

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[20 - 04 - 10, 08:35 ص]ـ

هل تعرفون وقعة جسر أبي عبيد التي قُتِلَ فيها أكثر من سبعين صحابيًّا وآلاف المسلمين؟!!

الحمد لله الذي أمر بالجهاد في سبيله , ووعد عليه الأجر العظيم والنصر المبين, واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل في كتابه الكريم (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخليله, أفضل المجاهدين , وأصدق المناضلين , وأنصح العباد أجمعين صلي الله علية وسلم , وعلى آله الطيبين الطاهرين , وعلي أصحابه الكرام الذين باعوا أنفسهم لله, وجاهدوا في سبيله حتى اظهر الله بهم الدين وأعز بهم المؤمنين وأذل بهم الكافرين , رضي الله عنهم وأكرم مثواهم وجعلنا من اتباعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فإن الجهاد في سبيل الله من أفضل القربات , ومن أعظم الطاعات , بل هو أفضل ما تقرب به المتقربون وتنافس فيه المتنافسون بعد الفرائض , وما ذاك إلا لما يترتب عليه من نصر المؤمنين و إعلاء كلمه الدين , وقمع الكافرين والمنافقين , وتسهيل انتشار الدعوة الإسلامية بين العالمين , و إخراج العباد من الظلمات إلى النور ونشر محاسن الإسلام و أحكامه العادلة بين الخلق أجمعين, وغير ذلك من المصالح الكثيرة والعواقب الحميدة للمسلمين.

وقد ورد في فضله وفضل المجاهدين من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية ما يحفز الهمم العالية , ويحرك كوامن النفوس إلى المشاركة في هذا السبيل, والصدق في جهاد أعداء رب العالمين.

وقال تعالى في فضل المجاهدين (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

ففي هذه الآية الكريمة الترغيب العظيم في الجهاد في سبيل الله عز وجل وبيان أن المؤمن قد باع نفسه وماله علي الله عز وجل , أنه سبحانه قد تقبل هذا البيع وجعل ثمنه لأهله الجنة, أنهم يقاتلون في سبيله فيقتلون ويقتلون , ثم ذكر سبحانه أنه وعدهم بذلك في أشرف كتبه وأعظمها , التوراة , و الإنجيل والقرآن , ثم بين سبحانه أنه لا أحد أوفى بعهده من الله , ليطمئن المؤمنون إلى وعد ربهم ويبذلوا السلعة التي واشتراها منهم , وهي نفوسهم وأموالهم في سبيله سبحانه عن (إخلاص) وصدق وطيب نفس حتى يستوفوا أجرهم كاملا في الدنيا و الآخرة, ثم يأمر سبحانه المؤمنين أن يستبشروا بهذا البيع لما فيه من الفوز العظيم , والعاقبة الحميدة , والنصر للحق والتأييد لأهله , وجهاد الكفار والمنافقين وإذلالهم ونصر أوليائه عليهم, وإفساح الطريق لانتشار الدعوة الإسلامية في أرجاء المعمورة.

(من مقدمة كتاب " فضل الجهاد والمجاهدين " للإمام ابن باز رحمه الله)

قال أبو معاوية البيروتي: وبفضل الله، منذ فترة أقرأ في كتاب " الإصابة في تمييز الصحابة " للحافظ ابن حجر رحمه الله، وقد وصلتُ في قراءتي إلى حرف الثاء، فكثيراً ما استوقفتني العبارة التالية في تراجم الصحابة (واستُشهِد يوم جسر أبي عبيد) أو (يوم الجسر)، وقد ذكرها الحافظ ابن حجر قرابة الخمسين مرة في " الإصابة ".

فرجعتُ إلى كتب التاريخ وعرفت ما هي وقعة " جسر أبي عبيد "، فأحببتُ أن أفيد إخواني بها، فأقول مستعيناً بالله العزيز الحكيم:

مكان الوقعة:

جسر على نهر دجلة (وبعضهم قال: الفرات)، عند أرض نجران، على مرحلتين من الكوفة بالعراق، بين القادسية والحيرة.

الزمان:

في تاريخ الطبري: قال سيف بن عمر وكانت هذه الوقعة في شعبان من سنة ثلاث عشرة بعد اليرموك بأربعين يوماً،

وفي فتوح البلدان: كانت وقعة الجسر يوم السبت في آخر شهر رمضان سنة ثلاث عشرة.

أما الحافظ الذهبي، فذكرها في أحداث سنة أربع عشرة.

اسم الوقعة:

وقعة القرقس، ويقال لها القس قس الناطف، ويقال لها الجسر، ويقال لها المروحة (موضع البرج والعاقول).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير