تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل المورسكيون أسبان؟]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[24 - 04 - 10, 05:55 م]ـ

هل المورسكيون أسبان؟ ( http://hicham84andalous.maktoobblog.com/1567511/%d9%87%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d8%b1%d8%b3%d9%83%d9%8a%d 9%88%d9%86-%d8%a3%d8%b3%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%9f/)

http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/04/expulsion-de-los-moriscos-de-espana-1609-300x256.jpg (http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/04/expulsion-de-los-moriscos-de-espana-1609.jpg)

ظهرت في الآونة الأخيرة مطالب من جهات متعددة تدعو الدولة الإسبانية لجبر ضرر أحفاد المورسكيين الذي اضطروا للهجرة بعد قرار طردهم من إسبانيا سنة 1609م. و قد اتخذت المطالب بالتعويضات صورا متعددة من بينها المطالبة بمنح الجنسية الإسبانية لأحفاد المورسكيين الذين يعيشون خارج شبه الجزيرة الأيبيرية و تحديدا هنا في دول شمال إفريقيا و مالي. فهل يعتبر منح الجنسية تعويضا؟ إذا كان الأمر هكذا فالمورسكيون الذين ظلوا في إسبانيا و لم يهاجروا (لسبب أو لآخر) قد نالوا حقهم منذ زمن بما أنهم يحملون الجنسية الإسبانية, و لكن لماذا ثار بلاس انفانتي رحمه الله على الدولة الإسبانية و حاربها فكريا و رفض أن يُنعث بالأسباني, بل أصرّ على أن ينادى بالأندلسي؟ و لماذا منحت إسبانيا لمنطقة الجنوب حكما ذاتيا –صوريا- تحت اسم إقليم الأندلس أو أندلوثيا؟ إنها مفارقة عجيبة, مورسكيو الداخل يبحثون عن التخلص من الجنسية الإسبانية و بعض مورسكيي الخارج يناظلون للحصول على هذه الجنسية.

لنر رأي أحد مورسكيي الداخل في الهوية الإسبانية للشعب المورسكي لنعرف ما إذا كان المورسكيون أسبانا أم لا؟

بقلم خوانفير سانشيث لموقع الهوية الأندلسية.

تعريب هشام زليم.

”بدأ شيئا فشيئا يتحول ما كان حتى عهد قريب حكرا على الباحثين و تراثا شبه خاص للأسف بالوطنيين الأندلسيين أصحاب الضمائر الحية, إلى شأن عام تثير مواضيعه اهتماما كبيرا, و خصوصا بعد ذكرى مرور 4 قرون على الطرد الجزئي, المثير للجدل, للمورسكيين من أندلوسيا و باقي دول الجوار الأيبيري و المتوسطي. إن المورسكولوجيا هي مادة مثيرة لا تتوقف عن طرح الحقائق بعيدا عن الغلق و الحصار الأكاديمي الذي يُراد اختزالها فيه.

في خضم كل هذا, استرعى انتباهي معالجة العديد من المورسكولوجيين لقضية المورسكيين بطريقة غير دقيقة, سطحية و رائقة للسلطة, فيما يخص هويتهم و بالتالي هوية الشعوب التي ينتمون إليها. لم يستنكفوا و لا يستنكفون عن ترديد عبارات مٌضلِّلة و مزيِّفة, من قبيل: ”إسبانيا المورسكية", "مورسكيون أسبان", "إسبانيا المسلمة"…يريدون بذلك إسقاط هوية إسبانية مزعومة, مصطنعة و غير موجودة لا تاريخيا, لا ثقافيا, و لا لغويا, بصورة رِجعية على السكان المنتمين للأمم المختلفة التي قطنت في شبه الجزيرة في العصر الوسيط, و الذين لا يزالون اليوم بشكل عام تحت إكراه الدولة الإسبانية.

لا وجود لمسألة مورسكية واحدة, و إنما لعدة مسائل مورسكية.

إن إفصاح مختلف المورسكيين المنحدرين من شعوب متنوعة (كالشعب الأندلسي, القشتالي أو القطلاني) عن نفس الأيديولوجية و الرؤية للعالم لا يحيلهم إلى ثقافة واحدة و أمة واحدة, فما بالك بأن تكون أسبانية, رغم تعنت الرواية التاريخية الرسمية و تشبثها بذلك باذلة الغالي و النفيس. لم يكن المورسكيون أسبانا لأن ثقافتهم لم تكن أسبانية. لم يكونوا يحسون بأنفسهم أسبانا لأن إسبانيا و مفهومها بالنسبة لهم لم يريا النور إلا مع المدعوين بالملكين الكاثوليكيين (1). فالهوية الإسبانية لم تكن شيئا مشتركا و طبيعيا في بلدان شبه الجزيرة الأيبيرية, و إنما كان يطلق على المجال الأيديولوجي ألتثليثي (و لا حتى هذا) المشجِّع للاعتداءات و الغزو.

هذه هي الحقيقة. فقط منذ فترة الملكين الكاثوليكيين يمكن الحديث عن إسبانيا أو ما يتعلق بالإسبانية كشيء حقيقي, كهوية للإمبراطورية المؤسسة و كنتاج لإخضاع الشعوب. ليست الإسبانية بشيء يوحِّد و إنما شيء يفرض و يتنصل؛ لأنها ليست عفوية, لم تولد لا الآن و لا قبل ذلك من قلب الشعوب الطبيعي و إنما عبر الغزو.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير