تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هذه المرة كانت الأشياء أكثر استقامة، لكنها ليست أقلّ غموضا. و هكذا (مميز فمنذ أن تلقى الرسالة الأولى من " محفل الشرق الكبير" Grand Orient في فرنسا)، و هي تهنئة على تصرفه، عمد الأمير [عبد القادر] إلى الاستماع إلى شروح عن أهداف هذه الجمعية و نشاطاتها، و مداخلها و مخارجها، يقدِّمها له أحد أصدقائه، و هو لبناني و من الماسونيين القلائل العرب، و المسلمين القلائل في تلك الفترة، و هو (مميز " شاهين مكاريوس " الذي ربطته بعائلة الأمير صداقة حميمة) بحيث وجَّه فيما بعد اثنين من أبناء الأمير و هما محي الدين، الابن الأكبر، و محمد، إلى الانتساب إلى محفله " فلسطين" في بيروت. بينما انتسب ابن الثالث لاحقًا و هو الأمير عمر إلى محفل " النور" في دمشق و انتهى إلى رتبة عليا في محفل "معحبي الكون" في باريس، كما كان ابن رابع للأمير هو علي خليل ماسونيا أيضا. و كلهم تابعون إلى الجهات الوصائية الانجليزية في الجمعية.

أخيرا فإن العديد من أحفاده كانوا ماسونيين، حتى من كان في الجزائر مثل أبوطالب [محي الدين ابن أحمد] في العام 1901م.

ليس لدي برهان عما إذا كان قد تحدَّث عن ذلك إلى شرشل أوَّل مَن نشر سيرته الذاتية و أشار [في عام 1867م] إلى مسارَّة الأمير؟ و كان قادة الماسونية البريطانية في تلك الفترة من العسكريين و القناصل؛ و الأخوة الماسونيون يتنقلون كثيرا بين مصر و لبنان و سورية.

و تتيميز شهادة أحد الماسونيين الزائرين الأمريكيين و هو " روبير موريس " بدقتها، و هو يتحدث عن لقاء أجراه في دمشق بتاريخ 7 نيسان ـ أبريل 1868م، حيث صحبه الأخ " ناصيف مشاقة" بعد اجتماع ماسوني إلى الأمير الذي قام " بمعاقبته على الطريقة الأخوية الماسونية" و كان حاضراً في ذلك اليوم عدا أبناء الأمير الماسونيون، جوزيف بيلاستر J.PILASTERE الماسوني الفرنسي من محفل " الحقيقة" في مرسيليا، و كذلك عدة أعضاء أنجليز، و إيرانيين، و اتراك، و يونانيين، من محفل "فلسطين" في بيروت؛ و بعض أفراد عائلة العظم المعروفة في دمشق. و كان عبد القادر نفسه مدرج الاسم في جداول محفل "سورية" في دمشق دون أن يتوفر برهان على حضوره اجتماعات ذلك المحفل.

غمرت القوى الغربية الأمير الشهم بمظاهر الامتنان و الإعجاب بعد قضية مذابح1860: رسائل، و هدايا، و أوسمة، و زوار تتتابع على دمشق و غص الدرب الصغير في باب الفراديس بالوفود حاملي الهدايا: فانجلترا قدمت له بندقية مضاعفة الماسورة مطعَّمة بالذهب؛ و الولايات المتحدة مسدسين؛ و قدَّم له الفرنسيون وسام جوقة الشرف من المرتبة الأولى، و الروس وسام النسر الأبيض، و البروسيون وسام النسر الأسود، و اليونانيون وسام "المخلص"، و الإيطاليون وسام "موريس واليعازر"، و جزيرة سردينيا صلييبها و كذلك البابا بيوس التاسع، و بالطبع منحه السلطان العثماني النيشان المجيدي الهمايوني من المرتبة الأولى. كما بدرت من العالم الإسلامي ردَّات فعل مماثلة، كلن أفضلها في نظر الأمير تلك الرسالة التي وردته من البطل القوقازي محمد شامل أفندي المنفي في روسية. [الرسالة موجودة في تحفة الزائر (ص662 - 663) و في كتاب "فارس الجزائر، الأمير عبد القادر" للعماد مصطفى طلاس (ص320 - 321)]

لم يستطع عبد القادر إلا أن يفكر بقدرهما المشترك، فتعدَّى جوابه عبارات المجاملة إلى خلاصة عن مسيرته الخاصة، مع التأكيد على أن تصرفه يعود إلى عواطفه" الشريفة" و إلى شعوره كحام لأهل الكتاب. [الجواب موجود في التحفة (ص 663 - 664) و في كتاب العماد طلاس " فارس الجزائر" (ص 322 - 323)]

في هذا السياق من الغبطة بدا أيضا الماسونيون في تهنئتهم للأمير، بإرسَال الهدايا، و بالرسائل التي تعبر جيدا عن شعور الفرنسيين حيال المجاهد الجزائري في الفترة التي كان نابوليون الثالث يحلم فيها بمملكة عربية جاءت الرسالة الأولى من المحفل الباريسي " هنري الرابع"، الذي قدم أولا للأمير حلية، و هي مدالية معبرة برموزها [أعيدت هذه المدالية إلى G.O ( الشرق الأكبر) بتاريخ 13 تشرين الأول – أكتوبر 1947م (الرسالة 2997) من قبل عبد الرزاق بن عبد القادر أحد أبناء أحفاد عبد القادر من الجنسية الفلسطينية في الأرض العربية المحتلة. و المدالية موجود في متحف شارع كاده CADET . ] اهتم لها الأمير و هي تتألف من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير