تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حيرام إلى صور ليفتش عن عمه حيث قتل أو مات و نهشت جثته الطيور الكواسر، و في مطلع القرن العشرين حضر أحد الماسونيين الأمريكان و هو "درايم ريغر" إلى صور، و فتش لمدة سنة إلى أن اهتدى إلى المكان الذي مات فيه فنصب له قبرا و عليه شعار الماسونية، و كان يؤمه الماسونيون للزيارة]

يتعلق الأمر هنا بنداء مضاعف باتجاه العقل الباطن للأمير الذي اهتم بعد إخفاقه السياسي في البحث الصوفي (لكن هل عرف عنه ذلك في ـ تلك الفترة؟، و هل كان الماسونيون يعرفون ذلك عنه؟ هذا ما يُشك به). فالماسونيون الأحرار يقترحون إذاً في آن واحد الاندماج الارتدادي، و التجربة الأخوية، إنما الاستيهامية إذ الأمر ليس في هذا الوارد دون عقدة اندساس.

أعتقد أن الأمير قد تحسَّس بهذه الدعوة، إذ لا يمكنه إلا أن يبتسم للصورة الثلاثية التي يقترحها الماسونيون للإسلام: فقراءتهم مناقضة لقراءته، فالماسونيون يفكِّرون بالقوة المقاتلة (عمر صورة الأمير المقاتل التي ستتكرر في كل هذه القضية) و بالعلم (ابن رشد، و تذاكراتهم عن تقدُّم العرب في هذا المضمار)، و الفلسفة (الفارابي)، و الواقع حتى في هذا الحال فإن المير لا يفكر إلا بالمعرفة الروحية، و بالشجاعة، و بالحسيَّة؛ كما ستلاحظ في إجاباته الخاصة فيما بعد، و هذا ما سيطرح مشاكل في الترجمة أمام الأخوة ...

نمتلك على الأقل رسالة أخرى موجهة إلى الأمير تؤكد فرضيتي، و هي تبدو عند القراءة الأولى و كأنها تمثل الصورة الفرنسية ذاتها لعبد القادر حامي ضحايا التعصب، و هي رسالة محفل " الصداقة المخاصة"، و موقَّعة من قبل مورا MURAT ، الذي تذكَّر أنه أحد رؤساء الماسونية عبر O.P.A النابوليونية و الشغوف بالدراسات المصرية.

[لمجد مهندس الكون الأعظم.

محفل القديس يوحنا المعروف بمحفل " الصداقة المخلصة" و الموضوع إشراف شرق فرنسة الكبير.

إلى الأمير عبد القادر، نسأل الله له الحفظ و الرشاد‍!

نحن جمعية الماسونيين الأحرار نردِّد معك: لا إله إلا الله.

و ليس لنا إلا مبدأ واحد: هو المجد لله مهندس الكون الأعظم ‍‍!

و الحب الأخوي لجميع أبناء البشر أبناء الله الأب الواحد،

الواثقون بالعدالة الإلهية الضامنة لخلود الروح.

نوجِّه لك أيها الأمير الورع هذه البادرة الودية لموقفك البطولي و النبيل وسط التعصب الرهيب الذي كسا بالحداد سورية بكاملها.

فليبارك الله، أيها الأمير الحكيم الباسل في هذا السلوك الديني المستوحى من عاطفة الأخوة الإنسانية أكثر منه من تسامح بسيط.

ألم يتوقع الله، و الذي لم يخلق كائنين متمماثلين تمام التماثل حتى و لا ورقتي عشب أو حبتي رمل، طرقا مختلفة لفهمه و عبادته؟

و ما اهمية هذه الفروق إذا كنا جميعً ننضوي تحت فكرة عدم إمكان خدمة الله بشكل حقيقي إلا بالعمل في محبة ليستنير و يساعد بعضنا بعضا الأخر. إن الله هو الأب السامي: أوليس السلام، و الاتحاد، و سعادة جميع أبنائه المتماعين بالعقل و الحرية، مجده الأعظم؟

على هذا الأساس، نحن جمعية الماسونيين الأحرار المنتشرين في كل أرجاء الأرض، بعدد ما يزال قليلا في الواقع، سنكون معك دائما، دعاة الأخوة الإنسانية و المدافعين عن حرية المعتقد، و كذلك عن استقلال الشعوب التي نحترم حقوق الجميع.

إليك إذًا أيها المير الورع تحية الأخوة بالله، أبينا المشترك، و ليحقق الله السعادة لعائلته و الإزدهار لك في جميع مشاريعك الحقَّة]

هذه الرسالة في الواقع، تختلف كليا عن السابقة، فهي أكثر تفيّدا بالشكل المسيحي منها بالشكل الإسلامي، بالرغم من أ، هذا المحفل يضم في عضويته سفير الشاه و عددا من الشخصيات الفارسية المسلمة. و بينما محفل "هنري الرابع" بأن تتطرق رسالته إلى بعض المعارف الثقافية العربية الإسلامية، فإن نصّ هذه الرسالة، فيما عدا الترجمة التقريبية للصيغة الإسلامية المؤكدة لوحدة الله الأحد، إذ أنها تبدأ بشهادة " لا إله إلا الله " يؤكد على الآب " الأب المشترك" و " مهندس الكون الأعظم" , " الله "؛ بينما رسالة محفل " هنري الرابع"، لا تلمح إلى " الله الذب نعبده جميعا" و لكن يمكن أن يكون عبد القادر قد تحسس بصيغة " العرش ... في أعماق كل القلوب" الذي يتناسب مع مفاهيم العرش و الذكر في القلب، و لكن يمكن أن يكون أيضا قد اهتم بفكرة الواحد و المتعدد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير