و إذا كنا قد تحدثنا عن الطاقة التي تميز الأمير، و التي نعتمد عليها لنجاح مهمتنا التي غدت من الآن فصاعدا مهمته، فلأننا نعلم كم ستكون هذه الطاقة ضرورية أمام المقاومات التي لن تتأخر في إبدائها المعتقدات الباطلة المستندة إلى تقاليد بربرية ... و سنعمل من أجل مساعدته على تامين مراسلات منتظمة و مستمرة معه، نطلعه خلالها على أعمالنا، و بقدر الإمكان على سير الماسونية في العالم و إذا تلطف " مهندس الكون الأعظم بدعم جهوده و جهودنا، فسنرى أخيرا الشرق ينفض أكفانه، و يخرج كما " أليعازر " من قبره، و يولد من جديد مليئا بالحيوية من أجل الحياة الأخلاقية و الحضارة. هو ذا السبب، أيها الأخوة الزائرون الأعزاء، هو ذا لماذا وجد محفل " هنري الرابع "، أن من واجبه الاحتفال بهذه المسارّة كحدث واعد بمستقبل زاهر للماسونية ... ]] انتهى النقل
قلت: مع العلم أن " المعلم الأكبر الأقليمي " للماسونية كان يُعارض قبول المسلمين!!!
هذا ما وصلت إليه يدي من وثائق في هذه العجالة، و سأتناول هذا الموضوع في المرة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ بتفصيل أخرى دونَّها من بحثوا في الموضوع و اهتموا به؛ تجلي حقيقة تاريخ الأمير عبد القادر و ماسونيته المستورة!
و لا يغيب عنا دوره في جمع كتب شيخ الإسلام ابن تيمية و طلبته بالأثمان الغالية، و تجميعها ثم حرقها في دمشق بمؤازة كل من يهمه إتلاف تراث أهل السنة و الجماعة! و هذا الفعل قد اشتهر عنه عند علماء الشام السلفيين، و عنهم ذكره الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ في أحد مجالسه!
هذا ما كتبه ياكانوا معبرا عن انطباعاته و ترحيب الماسونية بالأمير عبد القادر:
" ما رأيناه فوق كل اعتبار في هذه المسارة، يا أخوتي، هو أن نصل بواسطة الأمير إلى تكوين محافل من أبناء البلاد، إننا نرغب أن تستشرق الماسونية إن صح التعبير، أن تحمل مجدداً إلى الأمكنة التي كانت مهدها كل الحسنات القادرة عليها، و أن تمزق عُصابة الجهل، و تحطم نهائيا سيف التعصب، و تقود أخيرا هذه الأمم التائهة إلى هيكل الإنسانية الكبير بطرق المحبة و الأخوة العذبة.
نحن نعرف أن محترفات ماسونية سبق أن قامت في الشرق، في القسطنطينية مثلا، رفعت عاليا و باعتزاز رايتها، نعرف هذا و نغتبط به، لكن هذه المحافل قد تأسست من قبل الأوروبيين الذين يسكنون تلك المسلمين. و نحن نعتقد أن هذا أمر يؤسف له، و يجب علاجه. لذلك يجب ألا نقصر في المديح و الشكر لأخينا محفل " أهرامات مصر " المحترم، و إلى شرق الاسكندرية، اللذين سلكا بإقدام في طريق فسيح، و أرادا تحقيق رغباتنا بمنحهما الهداية للأكثر شهرة و استحقاقا، دون ريب، من أحفاد الرسول صلى الله عليه و سلم، للشخص الذي تعقد عليه الماسونية الآمال من أجل نشر أخلاقها و مبادئها "
و بعد أن اقتنع أعضاء محفل الاسكندرية بأهمية هذه المسارة أقاموا احتفلا لها بالتفويض، و استجابوا لمطلب محفل هنري الرابع: " ... مقتنعين أنهم شرعوا في سلوك طريق مضمون، بل و سريع، للوصول إلى نشر حسنات النور الماسوني بين السكان العرب، و لأن مثالهما النبيل سيسهل لنا الوسائل لاقتلاع هؤلاء السكان من أحكامهم المسبقة الضارة، و إطلاقهم بقوة في حقل مدَنيتنا الأوروبية الواسع " [رسالة بتاريخ 29/ 03/1864م، ملفات " شرق فرنسا الكبير G.OD.F" ، و سجلات محفل " هنري الرابع "، و المراسلات المتبادلة مع " محفل الاسكندرية "، و المجلات الماسونية موجودة في " مكتبة الشرق الكبير "، شارع كاده CADET، و هي في متناول كل قارئ مهتم]
- قام دوبوك بقراءة خطاب نيكولو خطيب محفل الأهرام مرحبا بالأمير عبد القادر، و مما جاء فيه:
" .. ما من أحد مثلك أيها الأخ الشهير يستحق، بفضائله، هذه الإشارة من التضحية و الحب، و ما من أحد أكثر منك تأهلا للدعوة لحملها بفخار.
كم من الأعمال في مسيرتك تدفعنا إلى أن نقول لك: إنك ماسوني منذ زمن طويل ".
و في رسالة من الأمير عبد القادر لمحفل " هنري الرابع " قال:
¥