تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السعوديين و تبرر المراسلة ذلك الخذلان بعدم استفزاز "الوهابيين الذين كنا نهدف الى البقاء دوما معهم على افضل صلة." كما رفضت مساندة حليفها سلطان مسقط بعدما تعرض للهزيمة على يد جيش سعودي. اما المرحلة التالية فتعبر عنها الاحداث و المراسلات التي وقعت في عهد سعود بن عبد العزيز بعد مضي عامين على دخول الجيش المصري الى الجزيرة واستيلاءه على الحجاز و مداخل نجد و قبل اسبوعين من وصول محمد علي باشا الى الحجاز ليفتتح المرحلة الثانية من الحرب. فقد ارسل سعود مبعوثا في صيف 1813 اسمه ابراهيم بن عبد الكريم الى فارس بغرض ابرام الصلح و معاهدات الصداقة مع شاه الروافض و ازالة اسباب غضب الشاه بخصوص الغارات السعودية على المراقد الرافضية بالعراق. و فيما ذكر المبعوث النجدي للضابط البريطاني ان الزيارة كانت تهدف لاثناء شاه الروافض عن القيام بالحملة عسكرية التي توعد بالقيام بها ضد الامارة السعودية انتقاما لتدمير المراقد فان الضابط البريطاني تشكك في صحة ذلك التبرير بالنظر الى ان الحكومة الفارسية كانت لا تسيطر على سواحل الخليج و ليس باستطاعتها القيام باي حملة ناجحة على ساحل الخليج الغربي فضلا عن التوغل في بيداء نجد. استقبل الشاه مبعوث سعود استقبالا حسنا و حمله بالهدايا لسيده. و فيما كانت البعثة تسعى ظاهرا لشراء حياد فارس و ضمان مرور الامدادات عبر فارس و الخليج مقابل التعهد بعدم التعدي على الروافض في الجزيرة و العراق و ربما السكوت عن ضم فارس لبعض المناطق التي تطمع فيها في الخليج مثل البحرين الا ان الهدف الاهم كان لقاء الضابط السياسي البريطاني في بوشهر. ثم قام المبعوث اثناء زيارته لفارس بلقاء الضابط البريطاني بروس مدير الوكالة البريطانية ببوشهر على ساحل الخليج الفارسي و نقل اليه" تمنيات اميره سعود بالدخول في روابط مودة و صداقة متبادلة مع الحكومة البريطانية بما ينفع الطرفين. و يقول المبعوث انه بالنظر ليقين سيده التام بمدى قوة البريطانيين في البحر التي لا تقف امامها اي قوة اخرى فانه يامل في معاهدة تفتح بمقتضاها موانئ الدولتين و تقوم تجارة حرة لا يقيدها قيد بين رعايا الدولتين." وافقت بريطانيا مع اشتراطها ان تتضمن المعاهدة ليس فقط مظاهر السلام السلبي من عدم اعتداء و حرية ملاحة فقط بل و تتعداها الى قيام سعود بحماية السفن البريطانية التجارية المسلحة و الحربية التي ترسو لاي سبب طارئ او للتمون بالماء و الوقود و الحطب على شواطئ الخليج الغربية و ان يتعهد بمنع رعاياه من التعدي على السفن البريطانية المسلحة المارة في مياه الخليج و بالتالي يفسح لها المجال لتؤدي مهامها التجسسية بدون عوائق. و يبدو ان التنازلات التي كان سعود مستعدا لتقديمها كانت كبيرة لان بروس ارسل يقترح على رئيسه حاكم بومباي البريطاني ان يرسل سفنا و ضباطا بريطانيين لمسح السواحل الغربية للخليج الخاضعة للامارة السعودية لرؤية ما يمكن الاستفادة منها الا ان حاكم بومباي بعد ان ثمن الفكرة اعتذر بعدم توافر السفن و الامكانات اللازمة في ذلك الوقت للقيام بمهمة المسح. و قد زكى الوكيل البريطاني الفكرة لرؤسائه بالقول ان "التعاون مع القوة الوهابية له فوائد اهمها السيطرة التامة على القرصنة العربية في المستقبل و تحويل هذا الامة الهمجية المتوحشة (اهل نجد) من سراق و قطاع طرق الى رعايا صالحين (لبريطانيا) فضلا عن فتح ساحل الخليج الغربي للانشطة التجارية." اما المرحلة الثالثة فيمكن الاستدلال على بعض خفاياها من خلال رسالة عبد الله بن سعود رابع و آخر حكام الامارة السعودية الاولي لبروس مدير الوكالة البريطانية في بوشهر جنوب الخليج قبل سقوط الدرعية بثلاث سنوات. و يقول بروس في مقدمة ترجمته للرسالة "مرفق طيه رسالة وصلتني من شيخ الوهابيين عبد الله بن سعود و رسالة منه لحليفه رحمة بن جابر الجلاهمة، و ترون من رسالة شيخ الوهابيين انه محدد للغاية فيما يخص قيامنا بحماية اي من قبائل تلك المنطقة او اعطائها تصاريح سفر بريطانية و اعتبر ان ضم اي قبائل غير المتفق عليها للحماية البريطانية يعتبر مخالفا للاتفاقية التي تربط بيننا." يقول عبد الله بن سعود بن عبد العزيز في رسالته للضابط بروس "بعد التحية ... ينبغي ان تعلموا انه مما لا يرضيني ان يقوم رحمة (بن جابر) او

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير