تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

استطاعت الامارة السعودية التغلب على نجد و الاحساء ثم استغلت انشغال العثمانيين و ولاة مصر المشرفين على الحجاز بقتال الفرنسيين ثم الانكليز الذين دهموا مصر و تمددت غربا فاكتسحت الحجاز و بثت سراياها الى اطراف بوادي اليمن و العراق والشام. كان اتمام الاستيلاء على حصون مكة و المدينة و وقف الحج المصري و الشامي متزامنا مع اشتداد الحرب بين محمد علي و المماليك في مصر و مع انطلاق حملة فريزر البريطانية للاغارة على مصر. بعد الانتهاء من آثار الغزو الفرنسي و البريطاني و فرارهما من مصر تفرغ العثمانيون لاستعادة السيطرة على الجزيرة فارسل والي مصر محمد علي باشا ابنه احمد طوسون الذي لم يبلغ العشرين في حملة مكونة من ثمانية آلاف راجل و فارس استولت على الحجاز و تم اسر غالب شريف مكة و ترحيله مسجونا الى مصر ثم سالونيك باليونان حيث مات. في ذاك الوقت كان سعود بن عبد العزيز قد مات و تولى بعده ابنه عبد الله الذي يأس من المدد البريطاني و الرافضي و زاد الوضع العسكري في عهده سوءا مما ادى به ان يعرض على طوسون باشا الخضوع لوالي المدينة المعين من قبل محمد علي باشا في نظير وقف التوغل في اتجاه الدرعية. و لما ايقن عبد الله بن سعود ان ملكه زائل ارسل ايضا رسالة محفوظة بدار الكتب المصرية للسلطان اعلن فيها خضوعه قال فيها:" بسم الله الرحمن الرحيم. . الحمد لله الذي جعل للداء العضال دواء، وحسم وألف نيات الأعداء السيئة بالصلح والصلاح، اللذين كانا أول مانع من الوقوع في المهالك المهلكة، والصلاة والسلام على أشرف خلقه وأصفيائه محمد خاتم أنبيائه الذي بلغ أحسن أنبائه وبعد: فإني أطوف حول الكعبة آمال العبيد التي هي أعتاب دولة مولانا قطب دائرة الوجود، وروح جسد العالم الموجود، وملاذ الحاجز والبادي، ومحط رحال آمال الرائح والغادي، علم الأعلام، إنسان عين أعيان الأنام، من نام في ظل عدله كل خائف، ولجأ إلى حماه كل عاقل عارف، ذي الأخلاق هي أرق من نسيم الصبا، مع الهيبة التي تحل من أجله الحبا، سلطان البرين، وخاقان البحرين، الذي برز بطلعته طالع السمو، السلطان ابن السلطان، سيدنا السلطان محمود الغازي، وأقدم عريضتي هذه المشتملة على الضراعة، وهي أنه لما كان عبدكم هذا من المسلمين الذين لا ينفكون عن أداء شروط الإسلام، التي هي إعلاء كلمة الشهادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج بيت الله الحرام، ومنع الظلمة من الإضرار بالناس كف أيديهم" ا. هـ. ثم سرد الأمير عبدالله بن سعود بعد ذلك كيف افترى أشراف مكة عليه عند السلطان العثماني لقتاله، وأنهم كتبوا عرائض مزورة إلى السلطات باسم الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد تعلن العصيان، ورفض الحجاج الذين يأتون من الآفاق، ويتابع الأمير رسالته قائلا: "وعلى العموم فإن كل ما نسب إلى عبدكم هذا من أمور الطغيان والخروج كلها ناشئ عن دسيسة الشريف المشار إليه"، ثم يقول في ختام رسالته: "قدمت عريضتي هذه التي هي أشهر من المثل السائر مصداقا لصداقتي على أن لا أنفك عن قيد الإطاعة، وأن أعد من عبيدكم القائمين بجميع خدمات الدولة العليا، فهي برهان قاطع يشهد بأني قائم بالدعوات في الأعياد والمحافل وعلى المنابر بدوام عمركم ودولتكم. " و يحفظ التاريخ مراسلة طوسون لابيه عن نتيجة المحادثات التي افضت للهدنة مع ابن سعود و انسحب بمقتضاها طوسون من نجد حيث ابلغ طوسون باشا اباه والي مصر بان "عبد الله ندم على ما فات و قرر اتخاذ موقف الحياد و عدم التعرض بوجه من الوجوه لاي قبائل او عربان ما عدا عربان الدرعية، و اعلن قبوله بان تصبح البلاد كلها مستظلة بظل الدولة العلية و تحت جناح عدالتها، رافعة لواء الطاعة و الخضوع، و ان يذكر دائما اسم الذات العلية الشاهانية في كافة المحافل و المنابر و القراءات و الادعية، و ان يتمسك بهذه الطريقة في المستقبل فلا ينحرف عنها و انما يلتزم جادة الصلاح و الطاعة فلا تدور على الالسنة اي كلمات خلاف التي نص عليها الشرع الشريف و القرآن الحكيم، و ان تترك تماما تلك الالفاظ و العبارات التي يتلفظ بها العربان متحدين بها المخالفين لهم ... و قد تعهد ببذل مساعيه الجدية في سبيل تنفيذ الاوامر العلية السلطانية و القيام بما تامر به من خدمات دون اهمال او تقصير." وافق طوسون على الصلح و

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير