تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الخارج و صدقات الحجيج و عطايا السلطان، و مع ان العالم المحمدي (كذا) يدعم معيشة اولئك المتسولين الكسالى المتبطلين فانهم يعتقدون ان ثراءهم من تلك الصدقات يعطيهم حق التكبر و التعامل مع الحجاج المتصدقين عليهم بتعالي و غطرسة" و يرى سادلير ان" الاعراب تخلوا عن آل سعود فور ان زالت قوتهم حيث ان اولئك الاعراب كانوا اتباعا للعقيدة في السراء فقط عندما كانت الامارة قوية و كانت تسمح لهم بالغزو معها و تقاسم الغنائم و هي الخصلة التي احسن سعود بن عبد العزيز الاول استغلالها و لم يسمح لهم بالبقاء خاملين، فيما كان تجاهل عبد الله بن سعود لذلك الامر سببا من اسباب خسارته و زاد الامر فداحة في اعين الاعراب انعزاله في الحصون و القرى الكبيرة عقب هزيمته في الماويه." بلغ جيش ابراهيم باشا الاحساء و راسله الانكليز-بعد تهنئته بالنصر- في التعاون لضمان امن الملاحة في الخليج لاختبار نواياه تجاههم و خططه التوسعية في الجزيرة فلم يبرم معهم امرا خاصة و قد كانت محاولة الانكليز غزو مصر بالتعاون مع بعض امراء المماليك المصريين اعداء ابيه و هزيمة الحملة الانكليزية على يد المصريين في معركة رشيد قريبة لم يمض عليها بضع سنين. و بالنظر الى ان بريطانيا علمت ان اول اوامر السلطان لمحمد علي عقيب توليه حكم مصر كانت تسيير جيش لاسترداد الحجاز و هو الامر الذي عطله لسنوات الغزو البريطاني لشمال مصر و مؤامرات بريطانيا المتكررة لاعادة المماليك للحكم و عزل محمد علي فيمكن القول ان تلك الحملات و المؤامرات البريطانية التي استمرت لاكثر من خمسة عشر سنة قبل سقوط الدرعية و عشرين سنة اخرى بعدها كانت دعما غير مباشر للامارة السعودية عن طريق اشغال الحاكم العثماني الوحيد القادر على القضاء عليها. كما يمكن رؤية ذلك في تزامن حملة البحرية البريطانية على رشيد و الاسكندرية مع حملة سعود على الحجاز. و لا شك ان محمد علي فطن بدهائه لذلك عندما طلب من بريطانيا بمكر السماح لفرقاطة مدرعة تابعة له بالابحار من الاسكندرية الى البحر الاحمر لدعم الحملة عن طريق ميناء راس الرجاء الصالح الخاضع لسلطة بريطانيا باقصى الجنوب الافريقي فرفضت بريطانيا و لعلها لم تشأ ايضا ان تتفتح عيناه على الاراضي الاسلامية الواقعة على سواحل شرق افريقيا التي حاول ابناؤه التمدد اليها فيما بعد. ادى تقييم سادلير لسوء نوايا ابراهيم باشا الى اتخاذ البريطانيين قرارا فيما بعد بالتغاضي عن مساعي احياء الامارة السعودية لان ضعفها مقارنة بمحمد علي باشا يسمح بتمرير المخطط البريطانية في بلاد الاسلام و الخليج. اما قطاع الطرق النجديين فقد تعلموا درسا هاما من الحوادث السابقة و هو انه لا سبيل للخلاص من "الفلاح المصري " او التركي البغيض الى قلوبهم الا بالتحالف مع القوى العظمى من النصارى. و رغم ما قيل عن فظائع ابراهيم باشا و قسوته في التعامل مع اهل نجد الا انها كانت اجراءات رمزية موضعية لم تنجح في فرض حل نهائي لمشكلة اعراب الجزيرة و منعهم من التمرد و الاتصال بالنصارى مستقبلا. و قد حاول ابراهيم باشا البقاء في نجد و الاحساء لانهاء المهمة الا ان السلطان العثماني نهاه عن اكمال مهمته او التقدم شرقا الى مناطق النفوذ البريطاني في الخليج و امره بالانسحاب من نجد بعد ان حدث انزال بريطاني في القطيف لانذار الدولة العثمانية ان احتلال ساحل الخليج امر محظور. كان مغزى الاشارة البريطانية هو استعدادها لتمويل الخارجين عن الدولة في الاحساء و شرق نجد لحرب عصابات ضد جيش ابراهيم، كما كان تلويحها بالرحيل مقابل رحيل قوات ابراهيم باشا من نجد تهديدا او امرا غير مباشر للدولة العثمانية باخلاء الساحة لحلفائها القدامى من بقايا آل سعود للعودة للحكم. و قد انسحبت القوة البريطانية بالفعل عقب انسحاب ابراهيم باشا من نجد و تركت الساحة لعودة آل سعود في حماية بريطانيا. "تجلية الراية" ص 34 - 40

ـ[أبوعابد الأثري]ــــــــ[17 - 10 - 10, 04:30 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير