تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان محمد علي قائدا لفرقة من المتطوعين اليونانيين المقدونيين قاتلت الفرنسيين مع الجيش العثماني و المماليك و اهل مصر حتى اجلتهم، ثم قاتلت البريطانيين مع مسلمو رشيد و الدلتا و هزمت حملتهم على مصر. ولاه عوام القاهرة على البلاد بمشورة علماء الازهر للتخلص من حالة الفوضى الناتجة عن تصارع عصابات الجند المملوكي و العثماني و الالباني بالمدفعية في الشوارع لثلاث سنوات و اشترطوا عليه الحكم بالكتاب و السنة و هو يتمنع و يدعي الزهد، الا ان محمد علي كان انتهازيا يطمع في حكم الدولة العثمانية كلها و ما وراءها، و رغم ان انتهازيته و فساد عقيدته و تجاهله للشرع اضعفا المسلمين في النهاية مقابل اوروبا الا انه-خلافا للدعايات السعودية الحديثة- كان اكبر من ان يكون جاسوسا لاي دولة خاصة و قد كان يعتبر نفسه امبراطورا ندا لملك انكلترا و فرنسا و السلطان العثماني و غيرهم معتمدا على اتساع مملكته و جيشه الحديث الذي دعمه بضم الاسطول العثماني كما لم يكن الفارق المادي بين جيشه و الجيش الفرنسي يومها (مقارنة بالحاضر) بالذي يبرر تلك العمالة او الخضوع خاصة و ان فرنسا كانت دولة ممزقة بعد هزيمتها في الحروب النابليونية. و من المعروف انه رفض معاونة فرنسا في غزوها للجزائر او معاونة بريطانيا في الحملة على قواسم راس الخيمة المتهمين بالقرصنة مع ان بريطانيا عرضت عليه اعطاءه راس الخيمة ان قبل بالتعاون في الحملة بل و اصطدم معهم عسكريا عدة مرات اثناء حكمه و هو ما لا يمكن قوله عن حكام الامارة السعودية. لم يكن محمد علي ليتهيب الفرنسيين و الانكليز لهذه الدرجة و قد طردهم لتوه من مصر ثم كون دولة تشمل جزيرة العرب باكملها تقريبا و مصر و الشام و نصف الاناضول و السودان و كريت اليونانية ليصبح احد القوى العظمى في زمانه. بل و يعرف عن محمد علي انه جمع القناصل الاوروبيين بالقاهرة في ايام اشتداد الازمة المحيطة بغزواته و اعلان الدول الاوروبية حمايتها للقسطنطينية و اعلمهم انه اذا ما حاولت روسيا دخول القسطنطينية فسيدفع بابنه ابراهيم باشا لغزو الاناضول "لحماية الاسلام و المسلمين" متحديا بذلك قوى اوروبا مجتمعة. على الجانب الآخر كان الفارق بين شيخ عشائر قطاع الطرق النجدية الضعيف الصغير الذي يواجه الابادة و بريطانيا كبيرا بدرجة تسمح بدعم اي طرح عن خضوع آخر امراء الدولة السعودية الاولى لاهداف بريطانيا في الخليج و لعله كان ينظر الى التوسع البريطاني في مناطق النفوذ العثماني شمال الخليج و في الهند و ساحل فارس و عمان بموجب عقيدته على انه امر لا يعنيه بما ان بقية العالم الاسلامي من الكفار. تظهر المراسلات البريطانية الهندية في تلك المرحلة ان دوائر الحكومة البريطانية كانت قلقة للغاية من عدم استجابة محمد على لطلبها بالتعاون الامني البحري في الخليج و من تحركاته العسكرية على سواحل اليمن و مراسلاته مع سلطان عمان و اطماعه في مسقط و البحرين وصول قواته الى القطيف و تساءلت تلك الدوائر وقتها عما اذا كانت تلك التحركات ينبغي اعتبارها خطرا يهدد المواصلات البريطانية الى الهند و كيفية التعامل معه. و ارسلت الادارة البريطانية الهندية ضابط استخباراتها الكابتن سادلير لمراقبة ابراهيم باشا و استجلاء نواياه فقام بملاحقته لاسابيع في ترحاله بالجزيرة بزعم تهنئته بانتصاره على الدولة السعودية و التفاوض حول التعاون الامني البحري في الخليج بغرض دراسة القدرات العسكرية للجيش المصري و قياس مدى الخطر الذي يمثله على التمدد البريطاني في الخليج. و تقول تعليمات الحكومة البريطانية بوضوح ان على سادليير اثناء مرافقته للباشا "ان يقيم عدد و نوعية قوات ابراهيم باشا ... و ان يجتهد اثناء اقامته بالمعسكر التركي بمنتهى اللطف لاستجلاء نوايا ابراهيم باشا فيما يخص منتهى فتوحاته على الخليج الفارسي بدون اظهار اي اهتمام ملموس بالموضوع." و قد لاحظ سادليير، الذي رفض ابراهيم باشا لقاءه في البداية في الاحساء و عنيزة شرق الجزيرة و لم يوافق على استقباله الا في ابيار علي خارج المدينة -بخلاف امراء آل سعود المتلهفين دائما للقاء اي ضابط بريطاني، في تقريره لقيادته ان ابراهيم باشا كان يستجوبه بدوره للحصول على معلومات عن حجم الجيش البريطاني بالهند و ثروات الهند. كما نفى ابراهيم باشا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير