تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمر عثمان عبد الله بن أبي سرح أن يغزو بلاد إفريقية، فإذا افتتحها الله عليه فله خمس الخمس من الغنيمة نفلاً، فسار إليها في عشرة آلاف، فافتتحها سهلها وجبلها، وقتل خلقاً كثيراً من أهلها، ثم اجتمعوا على الطاعة والإسلام، وحسن إسلامهم.

وأخذ عبد الله بن سعد خمس الخمس من الغنيمة، وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان، وقسم أربعة أخماس الغنيمة بين الجيش، فأصاب الفارس ثلاثة آلاف دينار، والراجل ألف دينار.

قال الواقدي: وصالحه بطريقها على ألفي ألف دينار، وعشرين ألف دينار، فأطلقها كلها عثمان في يوم واحد لآل الحكم، ويقال: لآل مروان.

(ج/ص: 7/ 171)

لما افتتحت إفريقية بعث عثمان إلى عبد الله بن نافع بن عبد قيس، وعبد الله بن نافع بن الحصين الفهريين من فورهما إلى الأندلس، فأتياها من قبل البحر، وكتب عثمان إلى الذين خرجوا إليها يقول: إن القسطنطينية إنما تفتح من قبل البحر، وأنتم إذا فتحتم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتتح قسطنطينية في الأجر آخر الزمان والسلام.

غزوة الأندلس

قال: فساروا إليها فافتتحوها، ولله الحمد والمنة.

وقعة جرجير والبربر مع المسلمين

لما قصد المسلمون وهم عشرون ألفاً إفريقية، وعليهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وفي جيشه عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، صمد إليهم ملك البربر جرجير في عشرين ومائة ألف، وقيل: في مائتي ألف.

فلما تراءى الجمعان أمر جيشه فأحاطوا بالمسلمين هالة، فوقف المسلمون في موقف لم ير أشنع منه، ولا أخوف عليهم منه.

قال عبد الله بن الزبير: فنظرت إلى الملك جرجير من وراء الصفوف، وهو راكب على برذون، وجاريتان تظلانه بريش الطواويس، فذهبت إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فسألته: أن يبعث معي من يحمي ظهري، وأقصد الملك، فجهز معي جماعة من الشجعان.

قال: فأمر بهم فحموا ظهري، وذهبت حتى خرقت الصفوف إليه - وهم يظنون أني في رسالة إلى الملك - فلما اقتربت منه أحس مني الشر، ففر على برذونه، فلحقته فطعنته برمحي، وذففت عليه بسيفي، وأخذت رأسه فنصبته على رأس الرمح وكبرت.

فلما رأى ذلك البربر فرقوا وفروا كفرار القطا، واتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون فغنموا غنائم جمة وأموالاً كثيرة، وسبياً عظيماً، وذلك ببلد يقال له: سبيطلة -على يومين من القيروان -، فكان هذا أول موقف اشتهر فيه أمر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وعن أبيه، وأصحابهما أجمعين.

قال الواقدي: وفي هذه السنة: افتتحت اصطخر ثانية على يدي عثمان بن أبي العاص. وفيها: غزا معاوية قنسرين. وفيها: حج بالناس عثمان بن عفان.

ثم دخلت سنة ثمان وعشرين من الهجرة

ففيها: ذكر ابن جرير فتح قبرص تبعاً للواقدي.

وهي: جزيرة غربي بلاد الشام في البحر مخلصة وحدها، ولها ذنب مستطيل إلى نحو الساحل مما يلي دمشق، وغربيها أعرضها، وفيها فواكه كثيرة، ومعادن.

وهي بلد جيد، وكان فتحها على يدي معاوية بن أبي سفيان، ركب إليها في جيش كثيف من المسلمين ومعه عبادة بن الصامت، وزوجته أم حرام بنت ملحان التي تقدم حديثها في ذلك

فكانت في هذه الغزوة، وماتت بها.

وكانت الثانية عبارة عن غزوة قسطنطينية بعد هذا كما سنذكره.

ولما جيء بالأسارى جعل أبو الدرداء يبكي، فقال له جبير بن نفير: أتبكي وهذا يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟.

فقال: ويحك، إن هذه كانت أمة قاهرة لهم ملك، فلما ضيعوا أمر الله صيرهم إلى ما ترى، سلط الله عليهم السبي، وإذا سلط على قوم السبي فليس لله فيهم حاجة. وقال: ما أهون العباد على الله تعالى إذا تركوا أمره؟!

قال الواقدي: وفي هذه السنة غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم. وفيها: حج بالناس أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

انظر البداية والنهاية. (ج/ص: 7/ 173)

ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 05 - 10, 07:10 ص]ـ

ثم دخلت سنة تسع وعشرين من الهجرة

ففيها: عزل عثمان بن عفان أبا موسى الأشعري عن البصرة بعد عمله ست سنين، وقيل: ثلاث.

وأمر عليها عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وهو ابن خال عثمان بن عفان،

وفي هذه السنة: افتتح عبد الله بن عامر فارس في قول الواقدي وأبي معشر.

زعم سيف: أنه كان قبل هذه السنة. فالله أعلم.

وفيها: وسع عثمان بن عفان مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبناه بالقَصَّة - وهي الكلس وجعل أبوابه ستة، على ما كانت عليه في زمان عمر بن الخطاب، ابتدأ بناءه في ربيع الأول منها.

وفيها: حج بالناس عثمان بن عفان، وضرب له بمنى فسطاطاً، فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى، وأتم الصلاة عامه هذا، فأنكر ذلك عليه غير واحد من الصحابة كعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وعبد الله بن مسعود، حتى قال ابن مسعود: ليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان.

ثم دخلت سنة ثلاثين من الهجرة النبوية

فيها: افتتح سعيد بن العاص طبرستان في قول الواقدي وأبي معشر والمدائني، وقال: هو أول من غزاها.

وفي هذه السنة: زاد عثمان النداء الثالث يوم الجمعة على الزوراء.

فصل

ذكر الذهبي وفاة أبي بن كعب

وممن ذكر شيخنا أبو عبد الله الذهبي: أنه توفي في هذه السنة - أعني: سنة ثلاثين - أبي بن كعب، فيما صححه الواقدي.

جبار بن صخر

ابن أمية بن خنساء، أبو عبد الرحمن الأنصاري، عقبي بدري، وقد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر خارصاً، وقد توفي عن ستين سنة.

حاطب بن أبي بلتعة

ابن عمرو بن عمير اللخمي، حليف بني أسد بن عبد العزى.

شهد بدراً وما بعدها، وهو الذي كان كتب إلى المشركين يعلمهم بعزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة، فعذره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به، ثم بعثه بعد ذلك برسالة إلى المقوقس ملك الإسكندرية. (ج/ص: 7/ 176)

الطفيل بن الحارث

ابن المطلب، أخو عبيدة، وحصين، شهد بدراً.

قال سعيد بن عمير: توفي في هذه السنة.

.

(ج/ص: 7/ 174)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير