للإشارة فمعاهدة تسليم غرناطة لا تهم إلا مملكة غرناطة القديمة التي تضم غرناطة, البشرات, وادي آش, مالقة, رندة, المرية, المنكب…بينما الحواضر الأندلسية الكبرى الأخرى كقرطبة, أشبيلية, طليطلة, بلنسية, سرقسطة…و التي سقطت قبل إنشاء مملكة غرناطة فغير معنية بهذه المعاهدة, لكن المعاناة كانت واحدة, فقبل دخول النصارى لكل مدينة كانوا يوقعون المعاهدات ثم ينكثونها بعد أن يوطدوا أمرهم بالمدينة.
و أترككم مع أهم بنود معاهدة تسليم غرناطة التي تضمنت أكثر من 50 بندا.
معاهدة تسليم غرناطة المعقودة بين أبي عبد الله الصغير و الملكين الكاثوليكيين
بتاريخ 21 محرم 897 ه/ 25 نونبر 1491م
المادة الأولى:
على ملك غرناطة و القادة و الفقهاء و الحجاب و العلماء و المفتين و الوجهاء, بمدينة غرناطة و البيازين و ضواحيها, أن يسلموا إلى صاحبي السمو, أو من ينتدبانه للنيابة عنهما, في مدة أقصاها ستون يوما, اعتبارا من 25 تشرين الثاني, عام 1491م. معاقل الحمراء, و البيازين, و أبواب تلك المعاقل, و أبراجها, و أبواب المدينة المذكورة, و البيازين و ضواحيهما, و أبراج أبواب المدينة المذكورة, و ضمن هذه الشروط يأمر صاحبا السمو, بأن لا يصعد أي نصراني السور القائم بين الحمراء, و البيازين, لئلا يكشف عورات المسلمين في بيوتهم, و إن خالف أحد هذه الأوامر, يعاقب عقوبة شديدة, و ضمن هذا الشرط, سيقدم المسلمون الطاعة و الإخلاص و الولاء كأتباع لصاحبي السمو.
و ضمانا لسلامة تنفيذ هذه البنود, يقدم أبو عبد الله الصغير ملك غرناطة, إلى صاحبي السمو, خمسمائة شخص من أبناء و بنات علية القوم, في المدينة, و البيازين و ضواحيهما, و ذلك قبيل تسليم الحمراء بيوم واحد, مصطحبين معهم الحاجب يوسف بن قماشة, ليكونوا جميعهم رهائن, لدى صاحبي السمو, لمدة عشرة أيام, يتم خلالها ترميم المعاقل المذكورة, شريطة أن يعامل الرهائن إلى حين انتهاء هذه الفترة معاملة حسنة. و في نهاية الأجل, يرد الرهائن إلى ملك غرناطة , و يراعي هذه الاتفاقية صاحبا السمو, و ابنهما ضون خوان و سلالتهم. و يعتبر أبو عبد الله الصغير, و سائر قادته, و جميع سكان غرناطة, و البيازين, و ضواحيهما, و قراهما و أراضيهما, و القرى و الأماكن التابعة للبشرات, رعايا طبيعيين, و يبقون تحت رعايتهم و دفاعهم. و تترك لهم جميع بيوتهم, و أراضيهم و عقارهم, و أملاكهم حاليا, و دائما دون أن يلحق بها أي ضرر, أو حيف. و أن لا يؤخذ أي شيء منها يخصهم, بل بالعكس, سيتم احترام الجميع و مساعدتهم, و يلقون المعاملة الطيبة, من قبل صاحبي السمو, و شعبهما كخدم و أتباع لهما.
المادة الثانية:
في الوقت الذي يتسلم صاحبا السمو قصر الحمراء, يأمران أتباعهما بالدخول من بابي العشار و نجدة, و من الحقل القائم خارج المدينة. و على من يعين لاستلام الحمراء, أن لا يدخل من وسط المدينة.
المادة الثالثة
في اليوم الذي يتم فيه تسليم الحمراء و البيازين, و شوارعهما و قلاعهما و أبوابهما, و غير ذلك, يقوم صاحبا السمو بتسليم ابن الملك أبي عبد الله الصغير, المحتجز في قلعة مقلين, مع سائر الرهائن الموجودين معه, و سائر الحشم و الخدم الذين كانوا برفقته, و لا يكرهون على التنصر أثناء احتجازهم.
المادة الرابعة:
يسمح صاحبا السمو, و سلالتهما, للملك أبي عبد الله الصغير و شعبه أن يعيشوا دائما ضمن قانونهم (أي بممارسة الشعائر الإسلامية) دون المساس بسكناهم و جوامعهم و مناراتهم. و سيأمران بالحفاظ على مواردهم, و سيحاكمون بموجب قوانينهم و قضاتهم, حسبما جرت عليه العادة, و سيكونون موضع احترام من قبل النصارى. كما تحترم عاداتهم و تقاليدهم إلى غير حين.
المادة الخامسة
لن تصادر من المسلمين أسلحتهم أو خيولهم, أو أي شيء آخر حاضرا و إلى الأبد, باستثناء الذخيرة الحربية التي يجب تسليمها لصاحب السمو.
المادة السادسة:
يسمح لمن يرغب في الجواز إلى العدوة أو أي مكان آخر, من أهالي غرناطة و البيازين و البشرات, و المناطق الأخرى التابعة لمملكة غرناطة, ببيع ممتلكاتهم و أراضيهم لمن شاءوا. و لن يحاول صاحبا السمو و ذريتهما منعهم من ذلك أبدا. و إذا ما رغب صاحبا السمو بشرائها من أموالهما الخاصة, فشأنهما في ذلك شأن سائر الناس, و لكن الأولوية تكون لهما.
المادة السابعة:
¥