تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إذا خضعت أية ناحية من نواحي البشرات لسلطة صاحبي السمو, فإنه يتأتى على المسلمين تسليم جميع الأسرى النصارى الموجودين بيدهم, في مدة أقصاها خمسة عشر يوما من تاريخ الانضمام, دون أن يؤدي سموهما أي شيء مقابل ذلك التسليم, كما أنه يجب على هذه النواحي تسليم أية رهينة من النصارى لديهم خلال هذه المدة. و يقوم صاحبا السمو في مقابل ذلك, بإعادة جميع أسرى المسلمين المحتجزين لدى الأسبان.

المادة السابعة و الأربعون:

يتعهد صاحبا السمو لجميع السفن التي تأتي من العدوة (المغرب) و ترسو في موانئ مملكة غرناطة, بحرية التنقل جيئة و إيابا و هي آمنة, شريطة أن لا تقوم بنقل الأسرى النصارى, و يصدر صاحبا السمو أوامرهما للنصارى بعدم اعتراض هذه السفن, أو الأضرار بها أو بأهلها, أو بمصادرة شيء منها.

و في حالة مخالفة إحدى السفن لهذه التعليمات بنقلها بعض الأسرى النصارى, فإن حقها في الحماية يصبح لاغيا, و يحق لسموهما إرسال مفتش أو مفتشين يتوليان مهمة تفتيش السفن التي تعبر إلى العدوة, للتحقق من نفاذ هذه التعليمات. (1)

المادة الثامنة و الأربعون:

لا يُدعى و لا يأخذ أحد من المسلمين للحرب رغم إرادته, و إذا شاء جلالتهما استدعاء الفرسان, اللذين لهم خيول و سلاح, للعمل في نواحي الأندلس, فيجب أن يدفع لهم الأجر من يوم الرحيل حتى يوم العودة.

المادة الثانية و الخمسون:

يجب على كل من لديه دين أو تعهد أن يؤديه لصاحب الحق, و لا يجوز التحرر من أداء هذه الحقوق.

المادة الثالثة و الخمسون:

أن يكون المأمورون القضائيون اللذين يعينون لمحاكم المسلمين, مسلمين, الآن و إلى الأبد.

المادة الرابعة و الخمسون:

يكون المتولون لوظائف الحسبة الخاصة بالمسلمين, أيضا مسلمين, و ألا يتولاها نصراني الآن و في أي وقت آخر. (1)

و قد ذيلت المعاهدة بتأكيد ملكي قشتالة و أراغون ضامنين بدينهما و شرفهما القيام بكل ما يحتويه هذا العقد. ثم ذيلت بتاريخ 30 دجنبر 1492م (أي بعد تسليم غرناطة) بتأكيد جديد موقع من ولي العهد و سائر عظماء المملكة الإسبانية باحترام المعاهدة من الآن و إلى الأبد. و في نفس اليوم 25 نونبر 1491م الذي وقعت فيه معاهدة تسليم غرناطة أبرمت معاهدة أخرى سرية يضمن فيها الملكان الكاثوليكيان حقوق و امتيازات و منح السلطان أبي عبد الله و أفراد أسرته و حاشيته من حق ملكية أبدية لمنطقة البشرات حول أندرش و عذرة, و منحة قدرها 30 ألف جنيه قشتالي, و أن يحتفظ بأملاك أبيه أبي الحسن, إلخ…

[( http://blogs-static.maktoob.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/05/gran_capitulaciones_santafe.jpg)

الصفحة الأخيرة من معاهدة التسليم و عليها توقيع فرديناند و إيسابيلا, و توقيع سكرتيرهما فرناندو دي تافيرا, و ختم مملكة قشتالة. و هي صورة للوثيقة المحفوظة بدار المحفوظات العامة في سيمانقا, و تحمل رقم PR II -207

http://www.webislam.com/media/image/2008/06/gran_capitulaciones_santafe.jpg

الهوامش:

(1) بنود هذه المعاهدة من البند 1 إلى 47 نقلتها من كتاب "انبعاث الإسلام في الأندلس" للدكتور علي الكتاني المغربي رحمه الله, و قد نقلها بدوره مترجمة عن الدكتور الأردني محمد عبده حتاملة. أما البنود من 48 إلى 54 فقد نقلتها من كتاب ”نهاية الأندلس” (ص 235) للمؤرخ المصري محمد عبد الله عنان رحمه الله لعدم ورود هذه البنود في كتاب الكتاني. و يعود هذا الاختلاف في عدد البنود إلى وجود وثيقتين تهما هذه المعاهدة, كما ذكر عبد الله عنان في كتابه السالف الذكر: ”رجعنا في ترجمة و تلخيص نصوص معاهدة التسليم إلى الوثيقتين الرسميتين اللتين تضمنتا نصوص هذه المعاهدة, و هما أولا, الوثيقة المحفوظة بدار المحفوظات العامة في سيمانقا ( Archivo General de Simancas), و تحمل رقم PR II- 207 ضمن مجموعة ( Capitulaciones con Moros y Caballeros de Castilla). و هي تملأ إحدى عشرة لوحة كبيرة و محررة بالقشتالية القديمة و لدينا منها صورة فوتوغرافية. و ثانيا, الوثيقة المعروفة بوثيقة فرناندو دي ثافرا, أمين الملكين الكاثوليكيين, و تحفظ بمجموعة دي ثافرا ببلدية غرناطة, و قد نشرت ضمن مجموعة وثائق تسليم غرناطة:

Las capitulaciones para la entrega de Granada, por Miguel Garrido

Atienza. P 269-295

كتبه هشام بن محمد زليم المغربي.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير