[تراجم مختصرة لأمهات المؤمنين رضي الله عنهن للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد]
ـ[همام النجدي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه تراجم مختصرة لأمهات المؤمنين مستلة من كتاب الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى (تأملات في قوله تعالى (وأزواجه أمهاتهم)، مع التنبيه على بعض المسائل المتعلقة بأمهات المؤمنين رضي الله عنهن.
قال الشيخ حفظه الله تعالى:
المسألة الحادية عشرة: في ذكر عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم والتعريف بهن رضي الله عنهن:
لا ريب أن من تمام تدبر الآية معرفة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعددهن وشيء من حياتهن رضي الله عنهن، وكتب السيرة والتراجم حافلة ببيان ذلك، لكن المفيد هنا أن نشير إلى شيء من ذلك ولو على وجه الاختصار (1).
عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة امرأة توفي في حياته اثنتان منهن، ومات صلى الله عليه وسلم عن التسع الباقيات.
1 - أولهن خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، تزوجها قبل النبوة ولها أربعون سنة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت، وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم رضي الله عنه فإنه من سريته مارية، وهي التي آزرته على النبوة وجاهدت معه، وواسته بنفسها ومالها، وماتت قبل الهجرة بثلاث سنين.
ومن خصائصها: أن الله سبحانه بعث إليها السلام مع جبريل فبلغها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولانصب» (2).
ومن خصائصها: أنها لم تسؤه قط ولم تغاضبه، ولم ينلها منه إيلاء ولا عتب قط ولا هجر.
ومن خصائصها: أنها أول امرأة آمنت بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة.
2 - ثم تزوج بعد موتها بأيام سودة بنت زمعة بن قيس القرشية رضي الله عنها، وكبرت عنده، وأراد طلاقها فوهبت يومها لعائشة رضي الله عنها، فأمسكها (3)، وهذا من خواصها أنها آثرت يومها حب النبي صلى الله عليه وسلم تقربا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبا له، وإيثارا لمقامها معه، فكان يقسم لنسائه ولا يقسم لها، وهي راضية بذلك، مؤثرة لرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، وتوفيت في آخر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعنها، وعن الصحابة أجمعين.
3 - ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر، الصديقة بنت الصديق، في شوال قبل الهجرة بسنتين وقيل بثلاث وهي بنت ست سنين، وبنى بها بالمدينة أول مقدمه في السنة الأولى وهي بنت تسع سنين، وقد عرضها عليه الملك قبل نكاحها في سرقة من حرير، ففي الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
«أريتك في المنام مرتين إذا رجل يحملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك. فأكشف فإذا هي أنت. فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه» (4).
ومن خصائصها: أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، كما ثبت عنه ذلك في البخاري ومسلم، وقد «سئل: أي الناس أحب إليك؟ قال: عائشة " قيل: فمن الرجال؟ قال: " أبوها» (5).
ومن خصائصها أيضا: أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها، وقد جاء في البخاري «عن عائشة رضي الله عنها قالت: "قلت يا رسول الله، أرأيت لو نزلت واديا فيه شجرة قد أكل منها، وشجرة لم يؤكل منها، ففي أيها كنت ترتع بعيرك، قال: " في التي لم يرتع فيها» (6). تعني أنه لم يتزوج بكرا غيرها.
ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي صلى الله عليه وسلم وهو في لحافها دون غيرها. ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أم سلمة! لا تؤذيني في عائشة، فإني والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها» (7).
¥