ومن خصائصها: أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها بأنها من الطيبات، ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وكانت رضي الله عنها تتواضع وتقول: " ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى. . . " ( http://www.ajurry.com/vb/images/smilies/icon_cool.gif .
ومن خصائصها: أنها كانت أفقه نسائه صلى الله عليه وسلم وأعلمهن، بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق، وكان الأكابر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرجعون إلى قولها ويستفتونها.
ومن خصائصها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها، وفي يومها، وبين سحرها ونحرها، ودفن في بيتها (9).
وقد مات عنها صلى الله عليه وسلم وهي بنت ثماني عشرة سنة، وتوفيت بالمدينة ودفنت بالبقيع، وأوصت أن يصلي عليها أبو هريرة رضي الله عنه، سنة ثمان وخمسين من الهجرة.
واختلف أهل العلم هل هي أفضل أو خديجة على ثلاثة أقوال: فقال بعضهم: هي أفضل. وقال بعضهم: خديجة أفضل. وتوقف آخرون.
قال السيوطي في ألفيته في علم الحديث:
وأفضل الأزواج بالتحقيق ... خديجة مع ابنة الصديق
وفيهما ثالثها الوقف وفي ... عائشة وابنته الخلف قفي
يليهما حفصة فالبواقي ... وآخر الصحاب باتفاق (10)
قال ابن القيم رحمه الله: " وسألت شيخنا ابن تيمية فقال: اختص كل واحدة منهما بخاصة، فخديجة كان تأثيرها في أول الإسلام، وكانت تسلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتثبته وتسكنه، وتبذل دونه مالها فأدركت غرة الإسلام، واحتملت الأذى في الله وفي رسوله، وكان نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة، فلها من النصرة والبذل ما ليس لغيرها. 0 وعائشة -رضي الله عنها- تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين، وتبليغه إلى الأمة، وانتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ما ليس لغيرها، هذا معنى كلامه " (11).
4 - ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب -رضي الله عنها- وعن أبيها في السنة الثالثة من الهجرة، وكانت قبله عند خنيس ابن حذافة، وكان من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وممن شهد بدرا، وقد توفيت عام سبع أو ثمان وعشرين من الهجرة. 5 - ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامر، وتوفيت عنده -صلى الله عليه وسلم- بعد ضمه لها بشهرين، وكانت تسمى أم المساكين لكثرة إطعامها للمساكين -رضي الله عنها-. 0 6 - ثم تزوج أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة القرشية المخزومية وقيل هي آخر نسائه موتا، وقد توفيت سنة اثنتين وستين للهجرة، ودفنت في البقيع، وقد تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة الرابعة. من الهجرة. 0 ومن خصائصها: أن جبرائيل دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي عنده، فرأته في صورة دحية الكلبي. ففي صحيح مسلم «عن أبي عثمان قال: " نبئت أن جبرائيل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وعنده أم سلمة، قال: فجعل يتحدث ثم قام، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأم سلمة من هذا؟» (12) الحديث. 0 7 - ثم تزوج زينب بنت جحش من بني أسد بن خزيمة، وهي ابنة عمته أميمة بنت عبد المطلب، وكانت قبل عند مولاه زيد ابن حارثة، فطلقها فزوجها الله إياه من فوق سبع سماوات، وأنزل عليه: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} (13) فقام فدخل عليها بلا استئذان، وكانت تفخر بذلك على سائر أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتقول: " زوجكن أهاليكن، وزوجني الله من فوق سبع سماوات " (14).
وهذا من خصائصها. توفيت بالمدينة سنة عشرين، ودفنت في البقيع. وهي أول نسائه لحوقا به بعد موته -عليه الصلاة والسلام-. «فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا" قالت: فكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق» (15). 0 8 - وتزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية، وكانت سبيت في غزوة بني المصطلق، فوقعت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها، فقضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتابها، وتزوجها سنة ست من الهجرة، وتوفيت سنة ست وخمسين.
¥