تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[عائلة "مولاي الفاسي" المرينية بغرناطة.]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[04 - 07 - 10, 09:54 م]ـ

[عائلة "مولاي الفاسي" المرينية بغرناطة.]

بقلم هشام زليم المغربي.

الناطق باسم الطائفة المورسكية: فرانثيثكو نونيث مولاي

رفع الغرناطي فرانثيثكو نونيث مولاي Francisco Nunez Muley سنة 1566م مذكرة لرئيس محكمة غرناطة يطلب منه وقف تنفيذ القرارات التي تحضر على المورسكيين إبداء مظاهر هويتهم: كاللغة, الزي, الموسيقى و تقاليد أخرى. فإن كانت هذه المذكرة مشهورة إلى حد ما (1) , حيث احتُفظ بملخصات لها, بينها نسخة مارمول كاربخال Marmol Carvajal و النسخة الرسمية الكاملة (2) , فإن صاحبها, فرانثيثكو نونيث مولاي, كما ذكر الباحث الفرنسي برنارد فانسن Bernard Vincent , لا نعرف عنه إلا النذر اليسير,. أغلب ما نعرفه عنه ورد في مذكرته الشخصية, حيث نجده قد تقلد مكانة مرموقة بين الأرستقراطية المورسكية. لقد كان خادما للأسقف تالافيرا Talavera كما ذكر هو نفسه: ”إلى جانب هذا, أستطيع القول أني عملت كخادم للأسقف المبجل لمدة تزيد عن 3 سنوات, و كنت بمعيته في زيارة زار فيها كل البشرات (…) أتذكر هذا و كأنه وقع بالأمس, كان ذلك في سنة 1502".

سنوات قليلة بعد ذلك, و تحديدا سنة 1513م, كان ضمن وفد من الوجهاء الغرناطيين قابلوا الملك فرناندو الكاثوليكي. و كان هو من دعا المورسكيين إلى منح قدر من الأموال للملك الكاثوليكي و إلى خلفه الامبراطور كارلوس الخامس سنة 1517م مقابل التخفيف عنهم: ”كنا بضعة أفراد من أعيان و أمراء هذه المملكة رفقة الماركيث دي مونديخار من أجل تقبيل يدي جلالة الملك و تهنئته بمناسبة قدومه ليحكم ممالكه هاته, في نفس الوقت عولجت بعض الأمور لخدمة صاحب الجلالة و أيضا أغراض متعلقة بالمواطنين الذين قدموا لصاحب الجلالة الخدمة الاعتيادية المؤلفة من ال21 ألف دوقة".

كما كانت له اجتماعات مع رجال الكهنوت من طبقات متعددة: "و قد بلغت هذا بفعل محادثة كانت لي مع الدون غاسبار دي أبالوث Don Gaspar De Avalos قبل أن يصبح أسقفا"…"ناقشت هذا عدة مرات مع بعض سادة محاكم التفتيش, و هم يشاطرونني نفس الرأي, و تستطيع حضرتك الاستعلام لديهم". معلومات أخرى عن شخصيته عثر عليها برنارد فانسون بعيدا عما هو مذكور في مذكرته, معلومات لم تضف شيئا سوى التأكيد على مكانته المرموقة بين المورسكيين (3): فقد كان جابي ضريبة الفارضة, و هي المهمة التي خلفه فيها ابنه ألونثو مارتنيث دي ثانتياغو Alonso Martinez de Santiago, و قد تلقى كلاهما مكافآت إلى جانب استفادت فرانثيثكو نونيث من مدخول مرتبط بقصر الحمراء رفقة 8 مورسكيين آخرين, و هو ما ضمن له 9 ألاف مرابطي في السنة.

مع ذلك فهو الممثل و الناطق باسم الطائفة المورسكية الغرناطية لدى أعلى سلطة, لهذا كتب تلك المذكرة باسم الطائفة. و من الواضح أن هذه المكانة الرفيعة اجتماعيا, سياسيا و اقتصاديا كانت تليق بعنصر من العائلة الملكية النصرية, إضافة إلى أن الاسم العائلي "مولاي" ليس سوى اللقب الذي ينادى به الملوك و الأمراء من العائلة الملكية الغرناطية: يكفي ذكر أسماء مولاي الحسن, مولاي الزغل إلخ.

لكن إلى حد الآن لم يُعثر على القرابة الحقيقية لفرنثيثكو نونيث مولاي بسبب الصعوبة التي يطرحها البحث عن نسبه في العائلة النصرية ذات الترابط المعقد. في نفس المذكرة ذكر بعضَ أقاربه الذين يبدون أنهم أكثر أهمية منه, فقد كانوا هم من احتفظوا بالوثيقة التي علّق فيها كارلوس الخامس سنة 1518م تنفيذ قرار منع ارتداء اللباس المورسكي: ”و هي في حوزة ابن أخي (أوابن أختي) دون إيرناندو مولاي Don Hernando Muley, ابن الراحل دون ألفارو الفاسي Don Alvaro de Fez والده, و كان قد جلبها جده, عمي الراحل دون إيرناندو الفاسي". هكذا نستنتج أن أسماء أفراد عائلته توحي بأصل مغربي فاسي, أما مولاي فتدل على نسب ملكي.

إيرناندو مولاي, ابن أخ (أو أخت) نونيث مولاي المذكور أعلاه, يؤكد الأصل المغربي للعائلة, و قد نسب أصله للعائلة المالكة في وثيقة ذكرها برنارد فانسون تعود لسنة 1579م (4): "أنا من سلالة ملوك فاس و المغرب (…) أنا من سلالة الملوك".

الأمير المريني الفارّ: أبو زيان المتوكل أو فرناندو الفاسي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير