إن الوثائق المهمة المتعلقة بقوائم المتحولين الغرناطيين ما بين 1499 و 1500م, و التي نشرها مكيل أنخيل لاديرو كيسادا Miguel Angel Ladero Quesada (5) ستعطينا مفتاح الحل لهوية عائلة مولاي الفاسي.
ففي السجل رقم 296 و 2976 نقرا ما يلي: "دون فرناندو الفاسي, الذي كان يدعى (فراغ) , عمره 55 سنة. يعيش خارج المدينة في جنان تابع له.
زوجته, التي تدعى إيزابيل و كانت تنادى قبل ذلك ب (فراغ) , هي ابنة الملك مولاي أبو الحسن Buliacen , عمرها 50 سنة"
لقد كان إيرناندو (أو فرناندو) الفاسي, عم نونيث مولاي, متزوجا من ابنة السلطان النصري أبو الحسن علي ( Buliacen), فكان بالتالي صهر أبو عبد الله الصغير. لقد كانت المرأة النصرية تورث لابنها الحق في الملك و صفة الأميرية منذ القرن 14. هكذا فألفارو الفاسي و ابنه الدون إيرناندو الفاسي, حفيد و ابن حفيد مولاي الحسن على التوالي, كانا أميرين نصريين و هو ما يجعلهما نبيلين (أنفانتي Infante ) غرناطيين.
وثيقة أخرى نشرها لاديرو, هذه المرة تتعلق بتقرير الهبات الملكية الممنوحة للنصارى الجدد لمكافأة تنصرهم و تجنب الأضرار الاقتصادية التي قد تنجم لهم عن ذلك (8) , ورد في الملف 59 مايلي: "22 نونبر 1500, 20 ألف دوقة مدى الحياة للدون فرناندو الفاسي, الذي كان يدعى قبل ذلك أبو الحسن المتوكل Abulhacen Almutaguaguil".
إذا أضفنا هذه المعلومة إلى ما نعلمه مسبقا حصلنا على استنتاجات مهمة. ففي البداية هذه هبة كبيرة تليق بعنصر من العائلة الملكية, وقد رأينا أنه كان صهر مولاي الحسن, و يدعى المتوكل الذي ليس اسما و إنما لقب أو لقب خليفي. لم يحمل السلاطين النصريون أي ألقاب خليفية و إنما من عرفوا بذلك هم الملوك المرينيون بفاس (9) , حيث حصل هذا الأمير على هذا اللقب, و وجوده في غرناطة ينحي نظرية كونه عنصرا من العائلة الوطاسية الحاكمة آنذاك في المغرب.
فكيف وصل هذا الأمير إلى غرناطة؟
سنة 1465م, عندما كان سن فرناندو الفاسي 17 سنة, انذلعت ثورة في فاس أنهت حكم آخر أمير مريني, السلطان عبد الحق ابن أبو سعيد و بالتالي قضت على حكم بني مرين (10). رغم عدم وجود أي معلومة عن هذا الآن, فمن المرجح أن جزءا من عائلته استطاع الفرار و اللجوء إلى غرناطة, حيث كان يحكمها في تلك الفترة (1464 - 1482) مولاي الحسن, الذي زوج الأمير الفار من إحدى بناته, و استمر في حمل اللقب الخليفي كسلطان مريني في المنفى.
الاسم المسلم لفرناندو الفاسي
لقد كان الأمير المنفي ”المتوكل” إيرناندو الفاسي شاهدا سنة 1503 على تعيين الدون فرناندو و الدون خوان, ابني مولاي الحسن من الأسيرة النصرانية الثريا, نبيلين (أنفانتي) غرناطيين, و قد درس هذه الوثيقة لوبيث دي كوكا Lopez de Coca (11). في هذه الوثيقة ذُكر فرناندو الفاسي تحت اسم فرناندو عبد الحق الفاسي Fernando Abdilhaque de Fez , و هو ما يؤكد سلالته المرينية, خاصة و أن السلطان المريني الأخير, ربما والده, كان يدعى عبد الحق.
في نفس الوثيقة نقرأ أن اسمه السابق كان هو مولاي زيان Seyen, و هو الاسم المذكور في وصيته الموقعة في 3 يوليوز 1537 (12) , و هو اسم شائع بين آخر المرينيين و استعمل ككنية وهي تصاحب عادة اسم محمد: أبو زيان محمد. و من المرجح أن هناك خطأ ما ورد من الناقل لسجل الهبات, حيث ذكر أن كنيته أبو الحسن, المصاحبة عادة لاسم علي.
بإمكاننا أيضا العثور على معلومات أخرى بخصوص الاسم المسلم لفرناندو الفاسي حيث كان يظهر في وثائق أخرى قبل التنصير الإجباري لسنة 1500م. يتعلق الأمر برسائل التفويض الموقعة بتاريخ 1492م من طرف عبد الله القبساني للنبيل (الأنفانتي) أبي زيان, ابن الشيخ عبد الحق العبد حقي Alavidhaquir , و قد نشرها رفائيل بينادو سانتاييلا Rafael Peinado Santaella (13). لقد كان في الواقع ابن زيان ابن السلطان المريني الأخير عبد الحق, و قد يكون اسمه الكامل هو: أبو زيان ابن عبد الحق ابن سعيد, و لقبه الخليفي المتوكل. من الممكن أن يكون اسمه محمد لارتباطها بكنيته أبي زيان, أو عبد الحق إذا حاولنا فهم الاسم الغريب Alavidhaquir. ( هذا الرأي الأخير مستبعد, لأن كلمة Alavidhaquir تعني العبد الحقي أي المريني, و ذلك أن الدولة المرينية كانت تسمى أيضا الدولة العبد حقية, و ذلك نسبا
¥