تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لمؤسسها مولاي عبد الحق.).

فرناندو الفاسي بين المطرق و السندان.

حسب شهادته هو نفسه (14) , رافق أبو زيان ابن عبد الحق – أو فرناندو الفاسي- أبا عبد الله الصغير إلى المنفى, لكنه عاد هو بعد ذلك إلى غرناطة. لقد بدا له واضحا أنه كسليل لآخر ملك مريني ممنوع من العيش في المغرب, حيث تحكم الأسرة الوطاسية التي قضت على حكم أجداده و قتلت والده. هذه الوضعية جعلت منه شخصية استثنائية: فهو العنصر الوحيد من العائلة النصرية الذي لا يستطيع الهجرة و بالتالي وجب عليه البقاء وفق الظروف التي حددها القشتاليون للمورسكيين, و لهذا وجد نفسه مجبرا على التنصر. و يبدو أن الملكين الكاثوليكيين قد أقروا بمكانته الملكية, حيث من المرجح أن أولياءه هو و زوجته ابنة مولاي الحسن أثناء التعميد كانا هما الملكين الكاثوليكيين, و هذا ما يفسر تسميهما باسم فرناندو و إيزابيل, و قد منحوه راتبا ضخما لم يفقه إلا راتب أولئك "المتعاونين” الذين تنصروا بملئ إرادتهم, كالدون بيدرو الغرناطي (15). كان فرناندو الفاسي مستفيدا أيضا من ضريبة الفارضة (16) , و من المرجح أنه تلقى فوائد ملكية أخرى (17).

مكانته الرفيعة بين المورسكيين.

كان له نفوذ معنوي و شرفي بين الطائفة المورسكية الغرناطية, نفوذ يفوق نفوذ باقي النبلاء النصريين, الذين كانت روابطهم بالعائلة الملكية ضعيفة و لا ينتمون للسلالة المرينية. و من المؤكد أنه ترأس وفد الأمراء الأعيان الذين ذكرهم ابن أخته نونيث مولاي, و الذين تحدثوا مع فرناندو الكاثوليكي و كارلوس الخامس, لأنه كما رأينا هو من احتفظ بالوثيقة الملكية. كذلك ظهر كشاهد رئيسي على عدة تعيينات, و التي يمكننا من خلالها التعرف على بعض الجوانب عن شخصه. ففي تعيين صهريه, ابني مولاي الحسن الدون فرناندو و الدون خوان, و هي الوثيقة التي درسها لوبيث دي كوكا, أكد على أنه: ”موظف و عاش مع الملك مولاي الحسن". أيضا من خلال هذه الوثيقة, نعلم أن الدون فرناندو كان أعجميا – حيث كان يتحدث الإسبانية – و أنه يعيش في أبرشية سانتا مارية الواقعة في قلب مدينة غرناطة, إلى الغرب من المدرسة Madrasa (18). و في الوثيقة المتعلقة بأحباس سنة 1505م يتأكد وجوده بهده الأبرشية, كصاحب إحدى معصرات الزيتون (19) , الشيء الذي لا يتعارض و امتلاكه لجنان خارج المدينة. و في تعيين آخر (20) , أكّد أنه ابن أخت (أو ابن أخ) زوجة محمد الأعرج El cojo, و هذه صلة أخرى مع العائلة النصرية من جهة الأم. لقد شكلت هذه الامتثالات المتكررة كشاهد في التعيينات مصدر دخل لخزينته (21). و من المؤكد أن هناك معلومات كثيرة أخرى حوله في الوثائق الغرناطية, و نحن لحد الآن لم نستعمل إلا تلك المنشورة.

شخصيات أخرى من عائلة مولاي الفاسي.

الامتيازات التي كانت لفرناندو الفاسي تقاسمها مع أفراد آخرين من عائلته, مما يفسر المكانة الهامة لابن أخته نونيث مولاي. و لازلنا إلى حد الآن نجهل والد هذا الأخير. فربما هو ابن إحدى أخوات فرناندو الفاسي, حيث أنه لا يحمل لقب ”الفاسي” كما يحمله أقاربه. هناك شخص يحمل لقب ”مولاي, و هو صهر للنبيل (الأنفانتي) مولاي, و يدعى الدون فرناندو” و هو مذكور في لائحة المعمّدين الغرناطيين (22) , ربما هو والده, و هكذا يصبح لنا مولاي فرناندو آخر, غير أبو زيان المتوكل, لا يحمل لقب الفاسي لصلته بالعائلة من جانب الأم. غير أن هناك عدة معمّدين تحت اسم مولاي في لوائح التعميد لسنة 1500 (23).

مقاومة فرناندو الفاسي الحفيد و نكبته.

لحد الآن لا توجد معلومات عن ابن الأمير المتوكل فرناندو الفاسي , ألفارو الفاسي, و بالمقابل نتوفر على معلومات عن حفيده و شبيهه في الاسم فرناندو, الذي يبدو أنه ورث المكانة السياسية من جده فيما يخص تمثيل الطائفة المورسكية الغرناطية. ظهر تحت اسم إيرناندو دي مندوثا مولاي الفاسي (24) , لهذا نفترض أن مندوثا هو لقب والدته, و كان متزوجا من فلورنثيا إنريكث شيبونة Florencia Enriquez çaybona (25). إن الاسم المسلم لزوجته يدفعنا للشك في أن آل ”مولاي الفاسي" لم يقوموا بزيجات مختلطة مع الطوائف الأخرى –فلقب أمه مندوثا قد يكون مورسكيا و هو لقب شائع بين الغرناطيين المنصّرين – بالمقارنة مع باقي أفراد الأرستقراطية المورسكية الغرناطية الذين ارتبطوا بكبرى العائلات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير