تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النصرانية (26) , الشيء الذي يبدو متماشيا مع الدور الذي لعبه آل مولاي الفاسي كممثلين حقيقيين للطائفة المورسكية بالمقارنة مع باقي أفراد الأرستقراطية الغرناطية, الذين اعتبروا "متعاونين" حقيقيين مع السلطات القشتالية (27).

مثل عمه نونيث مولاي, عمل فرناندو الفاسي الحفيد, كممثل للمورسكيين في المفاوضات العامة التي خاضها المسلمون في مملكة غرناطة و الذين تنصّروا حديثا, و التي, حسب كاميلو ألفاريث دي موراليث Camilo alvarez De Morales الذي اكتشف هذا الموضوع المهم للغاية (28) , كانت محاولة للحصول على تعهد بأن تترك محكمة التفتيش للمورسكيين حرية نسبية مقابل دفع ضريبة. في هذا الصدد سافر سنة 1556 إلى البشرات, منفقا 500 دوقة و اعتقل من طرف محكمة التفتيش لمدة 10 أشهر. بعد ذلك انتقل رفقة نونيث مولاي إلى مالقة و بلش مالقة. فإذا كان هدف ”المفاوضات العامة” هو إعطاء الطائفة المورسكية حرية نسبية في ممارسة عاداتها الإسلامية, فإننا نظن أن عمه حاول القيام بالشيء نفسه سنة 1567 من خلال مذكرته إلى رئيس محكمة غرناطة.

فرناندو الفاسي مولاي لم يحالفه نجاح كبير في مهمته, لأن بعض المورسكيين مثل الشابيث El Chapiz رفضوا دفع حصتهم من المصاريف بينما صمّت السلطات النصرانية آذانها عن سماع المطالب (29). بل الأكثر من ذلك, أنه إضافة لتعرضه لضغوط من طرف محكمة التفتيش تم طرده من غرناطة و صودرت ممتلكاته هو و أخوه أندرش Andrés. ثم طالب بالعودة و استرجاع ممتلكاته متذرعا بنسبه الملكي و أن في عنقه 14 ابنة و حفيدة كلهن أرامل يعيلهن (30) , و هو الشيء الذي حصل عليه لأن اسمه ظهر في قائمة المورسكيين الذين بقوا في غرناطة بعد طرد سنة 1570 (31). من الممكن أنه أمام هذه الصعوبات أخذ المشعل من بعده كناطق باسم الطائفة المورسكية عمه نونيث مولاي و أيضا لأنه من نفس سلالته.

أيضا في سنة 1587 عثرنا على شخص يحمل اسم إيرناندو مولاي رافق ألونثو ديل قشتيليو Alonso Del Castillo إلى مدريد من أجل تقلد منصب مترجم ملكي (32). من الممكن أن يكون الأمر يتعلق بنفس الشخص, خاصة و أن آل مولاي استمروا في التواجد و ربما أراد العودة مرّة أخرى ليكون الناطق باسم المورسكيين, أو ربما يكون ابنه (33).

المقاومة الفكرية

من الواضح أنه بقي هناك غموض كثير يلف تاريخ آل الفاسي مولاي, لكن يبدو من المهم إبراز انتماء العائلة للأمراء المرينيين, ما يفسر مكانتهم المميزة بين الأرستقراطية المورسكية و الدور الذي لعبوه في غرناطة القرن 16. و بصفتهم أمراءا مرينيين كانوا الأفراد الوحيدين من العائلة الملكية النصرية اللذين لم يكن باستطاعتهم الهجرة إلى المغرب, رغم محاولتهم ذلك. لقد احتلوا في غرناطة المكان الشاغر الذي تركه النصريون معنويا, و قاموا بدور يمكن تسميته بدور السلالة الحاكمة, خاصة و أنهم, بالمقارنة مع أقارب آخرين لهم لم يتخلوا عن هويتهم – و ربما أيضا عن ديانتهم -, و حاولوا الحفاظ على طائفة مورسكية بمعالمها الخاصة, لكنهم فشلوا. أما فيما يخص الثورة المورسكية بقيادة ابن أمية, و هو مورسكي آخر سليل الملوك أيضا, فلا يبدو أنهم شاركوا في ثورة البشرات. و هنا لا بد من التساؤل إن كانوا بالمقابل هم من حاكوا مقاومة من نوع آخر, المقاومة الفكرية, و المتجسدة في الكتب الرصاصية المقدسة Plumbeo, حيث قدمت العربية و الإسلام كأسس تاريخية لغرناطة, في محاولة لتجنب الطرد النهائي و أيضا لأسلمة النصرانية (34).

لقد كتب لويس دي مارمول كاربخال Luis De Marmol Carvajal إلى الأسقف دون بيدرو دي كاسترو Don Pedro De Castro بخصوص أصل الكتب الرصاصية Plumbeos:

"… سمعت هذا المُجاز قشتيليو يقول, قبل 4 أو 6 سنوات من انتفاضة المورسكيين, أن عند تدمير تلك الصومعة وُجد هناك تنبؤ عظيم, حيث قال لي أن شيخا مورسكيا يدعى المريني, توفي في السنة الأولى للتمرد, قال له ذلك, و يبدو أن هذا كان اتفاقا بينهم, لأن المريني يُعتدًّ من كبار المتعلمين و كانت له أوراق كثيرة بالعربية" (35).

ملخص:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير