[مذكرة المورسكي فرانثيثكو نونيث مولاي.]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[04 - 07 - 10, 09:58 م]ـ
[مذكرة المورسكي فرانثيثكو نونيث مولاي.]
بقلم هشام زليم المغربي.
في 1 يناير 1567 أذيع في غرناطة قانون غاشم يضم سلسلة بنود و أوامر تهدف لمحو ما تبقى من السمات الحضارية للأمة الأندلسية المسلمة, فكان على المورسكيين بموجب هذا القانون الالتزام بما يلي:
1 - حظر التحدث و القراءة و الكتابة باللغة العربية خلال فترة ثلاث سنوات.
2 - إلغاء كافة العقود التي تحرر باللغة العربية.
3 - أن تُقدُّم الكتب العربية التي بحوزة المورسكيين في ظرف شهر إلى رئيس محكمة غرناطة, و أن تُعاد الكتب إلى أصحابها بعد فحصها إذا لم يكن هناك ما يمنع من حيازة الشخص المؤمن لها, و يتم الاحتفاظ بالكتب المعادة إلى أصحابها لمدة ثلاث سنوات.
4 - أن يرتدي المورسكيون ملابس قشتالية, و ألا يرتدوا السراويل, و الملافح, و أن تسير الموريسكيات في الشوارع و وجوههن مكشوفة.
5 - أن يتبع المورسكيون – في زفافهم و سهراتهم و احتفالاتهم- عادات المسيحيين, و أن يفتحوا أبواب منازلهم و نوافذها, و ألا يرقصوا رقصة السمرة, و ألا يقيموا الليالي بأغنيات و آلات مورسكية, حتى لو كانت لا تتعارض مع المسيحية.
6 - ألا يوقر المورسكيون يوم الجمعة.
7 - ألا يستخدموا أسماءا و ألقابا عربية.
8 - ألا تتخضب المورسكيات بالحناء.
9 - ألا يستحم المورسكيون في الحمامات, و أن تُهدم الحمامات الموجودة.
10 - أن بُطرد "الغزاة" من إسبانيا, و ألا يكون للمورسكيين عبيد من الغزاة.
11 - أن تُراجع التصاريح الخاصة بامتلاك عبيد سود. (1)
http://i3.makcdn.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/07/moriscos_bautismo1.jpg (http://i3.makcdn.com/wp-*******/blogs.dir//87596/files//2010/07/moriscos_bautismo1.jpg) تعميد النساء المورسكيات.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يحظر فيها على المورسكيين لغتهم و ملابسهم…إلخ, لكن المورسكيين كانوا يتمكنون – من خلال ثرواتهم- من تأجيل اللحظة التي توضع فيها هذه الإجراءات موضع التنفيذ. (2)
في هذه المرة, لم يكن الأمر كذلك فقد كانت السلطات القشتالية عازمة على تنفيذ القرار مهما كلف الأمر. لقد حاول المورسكيون بكل الوسائل السلمية وقف تنفيذه, فعملوا أولا على تخفيف ما أصابهم بالتفاوض. فرفعوا احتجاجاتهم إلى الرئيس ديسا, رئيس المجلس الملكي كورتيس يطلبون منه إلغاء هذا القانون, أو على الأقل تأجيل تنفيذه. فتقدم باسمهم وفد يرأسه رئيس جماعتهم مولاي فرانثيثكو نونيث. لكن ديسا قابل الوفد بكل غطرسة و إهانة و إهمال. فأرسل المسلمون آنذاك وفدا إلى الملك فليبي الثاني و إلى وزيره المفتش العام الكاردينال سبينوزا, العدو اللدود للمسلمين. ترأس الوفد خوان أنريكث, و هو رجل نصراني يعطف على المسلمين و يدافع عنهم. و تضمن الوفد مسلمين من أعيان الأندلسيين هما خوان فرنانديث من غرناطة و فرناندو الحبقي من وادي آش. اجتمع الوفد بأعضاء الكرتس و بالكاردينال أسبينوزا, دون فائدة, إذ أجاب الكاردينال أن الملك مصمم على تنفيذ القانون و أن العرائض يجب تقديمها لديسا على أي حال. و طلب ديسا من جهته من الكاردينال تنفيذ القانون بصرامة و قسوة بصفته المفتش العام.
و تقدم الماركيث دي مندجر, حاكم غرناطة, بعريضة إلى الملك أوضح فيها خطورة الموقف لاعتراض المورسكيين على القانون و احتمال ثورتهم بسبب اليأس و طلب مساعدة أتراك الجزائر. فلم تأت عريضته بنتيجة, و أخذت السلطات الكنسية تنفذ الأحكام الجديدة في المواعيد المخصصة لها بكل شدة. (3)
و حين لم يكن هناك مجال للتأجيل طلب المورسكيون من فرانثيثكو نونيث مولاي (4) تقديم آخر و أشهر مرافعاته, فأرسل مذكرته الشهيرة إلى رئيس محكمة غرناطة, لكنها لم تحقق أدنى درجة من النجاح حيث ذهبت الحجج التي ساقها أدراج الرياح. يقول كابريرا دي كوردبا إن ديسا – بعد أن سمع المرافعة- قال بجفاء: ”إنها نفس الحجج القديمة, و ليست كافية لإلغاء القرار" (5). أمام هذا التعنت, كان تنفيذ هذه القرارات هو السبب الرئيسي في اندلاع ثورة البشرات (1568 - 1570م) (6).
¥