تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إثارتها لكي يضايقونا من جهات كثيرة في وقت واحد. إن من ينظر إلى القرارات الجديدة من الخارج يبدو له أنها سهلة التنفيذ، لكن صعوبات تنفيذها كبيرة جدا، وسأعرض لكم هذه الصعوبات تفصيلا حتى تأسوا على هذا الشعب المسكين وترفقوا به وتعاملوه بالحب والرحمة و تزكوه لدى صاحب الجلالة كما فعل ذلك رؤساء هذه المحكمة قبلكم.

إن لباسنا الخاص بالنساء ليس لباس المسلمين، بل هو زي إقليمي مثل زي قشتالة، و الزي الخاص يستعمله الناس في أماكن أخرى في الزينة و الأحذية، و من الذي ينكر أن زينا مخالف لزي الأتراك و المسلمين؟ بل إن أزياء المسلمين مختلفة فيما بينها، فزي فاس ليس هو زي تلمسان و لا زي تونس مثل زي المغرب، و نفس الشئ يقال عن زي تركيا و زي الممالك الأخرى، و لو أن طائفة محمد لها زي خاص لكان زياٌ واحداٌ في جميع البلاد، لكن الزي ليس هو الذي يصنع الفضيلة. إننا نرى قساوسة و مسيحيين من سوريا و من مصر يرتدون الزي التركي و تصل قفاطينهم إلى أقدامهم، يتحدثون العربية و التركية، لا يعرفون اللاتينية و لا الإسبانية و رغم كل ذلك فهم مسيحيون.

أذكر- و أعتقد أن كثيراً من معاصريَّ يذكرون – أن لباس أهل غرناطة قد تغير عما كان معتاداً، فقد بحث الناس عن زي نظيف، قصير، أقل تكلفة. إن هناك من النساء من يتكلف ثوبها دوقية واحدة و تحتفظ بثوب الزفاف و الحفلات للمناسبات و يتوارثن هذه الثياب لثلاثة أو أربعة أجيال. إذا كان الأمر كذلك، فما هي الفائدة التي تعود على أحد إذا حرمنا من ثيابنا التي اشتريناها – في حقيقة الأمر – بدوقيات كثيرة كانت حصيلة أعمال قمنا بها خدمة للملوك السابقين؟ لماذا يريدون أن يجعلونا نفقد أكثر من ثلاثة ملايين عملة ذهبية أنفقناها في هذه الثياب و أن يخسر التجار و السماسرة و عمال الفضة و غيرهم ممن يعيشون من جراء صناعة الثياب و الأحذية و المجوهرات الموريسكية؟ إذا كانت مائتا ألف امرأة أو أزيد ممن يعيشون في هذه المملكة سيتعين عليهن شراء ملابس جديدة من الرأس إلى القدم، كم من النقود يتكلف ذلك؟ أية خسارة تلك التي تمثلها الثياب و المجوهرات الموريسكية التي سيتخلصن منها! لأن هذه الثياب المصنوعة من قطع قماش صغيرة لا يمكن استعمالها إلا في صناعة هذه الثياب؛ و لهذا فهي غالية. و لا أدوات الزينة أيضاً يمكن استخدامها و لا الأحذية. هذه المرأة المسكينة التي لا تجد ما تشتري به ثوبا ولا عباءة و قبعة و حذاء فترتدي سروالاً و تلتحف بملاءة بيضاء، هذه المرأة ماذا تفعل؟ ماذا سترتدي؟ من أين لها بنقود لشراء ملابس؟ ثم هذه الإيرادات الملكية التي تستفيد من البضائع الموريسكية و التي ينفق فيها الكثير على الحرير و الذهب و المجوهرات، لماذا تخسر؟. إننا معشر الرجال نلبس على الطريقة القشتالية رغم أن معظمنا يرتدي ملابس فقيرة. لو أن الملابس هي التي تصنع الدين لكان الرجال أحرص عليها من النساء، فقد ورثوا الدين عن الكبار و العلماء.

سمعت كثيراً عن القساوسة أنه ستكون هناك مكافآت و تفضيل لمن يلبسون ثياباً قشتالية و حتى الآن، من بين كل من ارتدى الثياب القشتالية، لا أرى واحداً فقط أقل تعرضاً للمضايقات و لا موضع تفضيل. إننا جميعاً نُعامل بنفس الطريقة. إذا وجدوا سكيناً مع أحد يودعونه السجن و يفقد أمواله بين الغرامات و الرشاوى. تطاردنا المحاكم الكنسية و المحاكم المدنية، و رغم كل ذلك فنحن رعايا مخلصون دائماً و مطيعون لجلالة الملك و مستعدون لخدمته بأموالنا. لا يستطيع أحد إطلاقاً أن يقول إننا ارتكبنا خيانة منذ اليوم الذي استسلمنا فيه.

عندما قامت الثورة في البيازين لم تكن ضد الملك (8)، بل تأييداً لتوقيعه الذي نكنّ له الاحترام كشيء مقدس. قبل أن يجف مداد الحبر نُقضت بنود المعاهدة، فألقى القبض على النساء ذوات الأصل المسيحي لكي يجبروهن على التنصر. تأمل يا سيدي هل قام أهل هذه المملكة بالتمرد؟ لقد قاموا – تأييداً لصاحب الجلالة – بمرافقة كل من ماركيز مونديخار و السيد أنطونيو و السيد بيرناردينو دي مندوثا و أخوته ضد المتمردين إيرناندو دي كوردوبا اونخى ودييغو لوبيث اثيرا. كنا أربعمائة فارس موريسكي و كنا أول من حمل السلاح في إسبانيا ضد الجماعات. و قد كان السيد خوان دي غرناطة شقيق الملك أبي عبد الله قائداً للجيش

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير