والديانات التي كانت منتشرة فيما بينهم قبل ظهور الإسلام، من يهودية ومسيحية
وديانات وثنية، كما عرف ركراكة وأصولها القبلية، وموقعها الجغرافي في بلاد
المغرب الأقصى.
أما الفصل الثاني، والذي اختار له عنوانا: "المغاربة بين الشخصية الوطنية
والسلطة المشرقية"، فقد تحدث فيه عن البدايات الأولى للقاء المغاربة بالدعوة
الإسلامية، مستعرضا قضية لقاء رجال رجراجة السبعة مع النبي (ص)، مستشهدا
بنصوص وروايات ووقائع من مصادر تاريخية تؤكد صدق القضية.
كما أبرز مميزات رجال ركراكة بعد اعتناقهم الإسلام، وإسهامهم في محاربة
الديانات الوثنية، وعلاقتهم بعقبة بن نافع. كما سلط الضوء على المراحل الأولى
لدخول الفاتحين العرب إلى بلاد المغرب، وما تميزت به من حدة وصراعات
واضطرابات، ساهم بعضها في تقديم صورة مشوشة عن إسلام المغاربة في هذه الفترة.
الفصل الثالث، خصصه الباحث للتعريف بسيدي شيكر ورباطه وموقعه الجغرافي،
والإصلاحات التي شهدتها عمارته عبر التاريخ، والأدوار التعليمية والتثقيفية
والتربوية والجهادية والاقتصادية والدينية التي لعبها الرباط منذ إنشائه إلى
اليوم، ومن أهمها محاربة النحل المنحرفة، وإعلاء راية الإسلام. كما عرف بعدد
من العلماء والمتصوفة الذين كانوا يتوافدون على الرباط.
الفصل الرابع والأخير، تحدث فيه عن الصوفيين الأوائل بالمغرب، على عهد
المرابطين، مستفيضا في ذكر أسمائهم وأحوالهم ومقاماتهم. كما تحدث عن المتصوفة
على عهد الموحدين وما تعرضوا له من محن واضطهاد. وذكر منهم كثيرين على رأسهم
الشيخ أبو العباس السبتي والشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش والشيخ أبو زيد عبد
الرحمان السهيلي.
وقد ختم المؤلف كتابه بالرسالتين الملكيتين كما أشرنا، وبما قاله الشيخ عبد
الحي الكتاني الذي وصف مكان تواجد رباط شاكر، بجوار واد تانسيفت بأنها أشرف
بقعة وأقدس بناحية مراكش.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف محمد السعيدي الرجراجي سبق أن أصدر وحقق مؤلفات
تاريخية وأدبية، وتراجم وأعمال شعرية وروائية، نذكر منها:"السيف المسلول" في
جزءين، "شاعر الحمراء بين الواقع والادعاء"، في جزءين، "الفقيه محمد بن احمد
العبدي الكانوني: حياته وفكره ومؤلفاته"، "جواهر الكمال في تراجم الرجال" في
جزءين، "ركراكة وتاريخ المغرب" ثم "آسفي وما إليه".
أما رجال ركراكة السبعة المعتبرين من الصحابة، كما تذكرهم المصادر فهم:
سيدي واسمن، سيدي عيسى بوغابة، سيدي سعيد السابق، سيدي عبد الله أوناس، سيدي
يعلى والد سيدي شيكر، سيدي بوبكر أشماس ووالده، سيدي صالح.