تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد علق صاحب الجامع لأحكام القرآن على الحديث السابق بقوله: "وهذا محمول على بعض العلوم، كعلم الكلام أو ما لا يستوي في فهمه جميع العوام، فحكم العالم أن يحدث بما يفهم عنه، وينزل كل إنسان منزلته، والله تعالى أعلم وانظر التمهيد لشرح كتاب التوحيد

يتبع بحول الله

ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:19 م]ـ

وصلا بما سبق

يقول الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ

الواجب على المسلم وبخاصة طالب العلم ألا يجعل الناس يكذبون شيئا مما قاله الله - جل وعلا - أو أخبر به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووسيلة ذلك التكذيب أن يحدث الناس بما لا يعرفون، وبما لا تبلغه عقولهم، جاء في صحيح مسلم: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً"

وقد بوب على ذلك البخاري في الصحيح في كتاب العلم بقوله:

" باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه "

وهذا من الأمر المهم الذي ينبغي للمعلم والمتحدث والواعظ والخطيب أن يعيه، وأن يحدث الناس بما يعرفون وأن يجعل تقوية التوحيد وإكمال توحيدهم والزيادة في إيمانهم بما يعرفون لا بما ينكرون.

وفي الضعفاء: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قالوا: «يا رسول الله، ما نسمع منك نحدث به كله؟ فقال:» نعم، إلا أن تحدثوا قوما حديثا لا تدركه عقولهم فيكون على بعضهم فتنة.

عن أبي الطفيل، قال: سمعت عليا ـ رضي الله عنه ـ يقول: " أيها الناس أتريدون أن يكذب الله ورسوله حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أخرجه البخاري في الترجمة عن عبيد الله بن موسى {المدخل إلى السنن الكبرى}

عن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا حدثتم الناس عن ربهم فلا تحدثوهم بما يغرب عنهم ويشق عليهم "»

وفي جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: "عن هشام بن عروة قال: قال لي أبي: «ما حدثت أحدا بشيء من العلم قط لم يبلغه عقله إلا كان ضلالا عليه»

عن أبي قلابة قال: «لا تحدث بحديث من لا يعرفه، فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه»

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله»

وفي المقاصد الحسنة:

" أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم" الديلمي .. عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعاً بهذا، وسنده ضعيف، وقد عزاه شيخنا لمسند الحسن بن سفيان من حديث ابن عباس بلفظ:

" أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، قال وسنده ضعيف جداً، ورواه أبو الحسن التميمي من الحنابلة في العقل له بسنده عن ابن عباس ـ أيضاً ـ بلفظ:

" بعثنا معاشر الأنبياء نخاطب الناس على قدر عقولهم وله شاهد من حديث مالك عن سعيد بن المسيب رفعه مرسلاً:

"إنا معاشر الأنبياء أمرنا وذكره، بل عند البخاري في صحيحه عن علي موقوفاً:

" حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله، ونحوه ما أخرجه مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود، قال: ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة.

وصح عن أبي هريرة قوله حفظت عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعائين فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.

قال الحافظ في الفتح: وَالْمُرَاد بِقَوْلِهِ: "بِمَا يَعْرِفُونَ " أَيْ: يَفْهَمُونَ.

قال المناوي في فيض القدير: (ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة) لأن العقول لا تحتمل إلا على قدر طاقتها فإن أزيد على العقل فوق ما يحتمله استحال الحال من الصلاح إلى الفساد .....

فواجب على الحكيم والعالم النحرير الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله أنزلوا الناس منازلهم.

وقد قال عيسى ـ عليه السلام ـ: لا تضعوا الحكمة في غير أهلها فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، وكن كالطبيب الحاذق يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع ..

ـ[أ. د.عبد الفتاح خضر]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:20 م]ـ

.

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير