- هنالك أطلق النصارى لقب " بربروس " على كل من الأخوين " عروج وخسرف " وهنالك أيضا اقترح بعض الأندلسيين على خسرف أن يغير اسمه، وأطلقوا عليه اسم " خير الدين ".
* (918هـ - 1512م) " عروج وخير الدين " يهاجمان الأسبانيين في " بجاية الجزائر " انتقاما لما ارتكبوه من مذابح ضد المسلمين *
خرج الأخوان من قاعدتهما في مرفأ " حلق الوادي " ومعهما قوة من ثلاث سفن صغيرة، واصطدما بسفينة حربية كبيرة كانت تنقل 300 جندي اسباني من " نابولي " إلى " برشلونة " وكانت السفينة أقوى بحجمها وبنيران مدفعيتها من مجموع السفن الثلاث.
- اندفعت السفن في محاولة لأسر السفينة، وأحبطت محاولات السفن الإسلامية سبع مرات متتالية، وفي الهجوم الثامن – وبعد أن أصيب عروج بجرح بليغ – نجح " خير الدين " بالوصول إلى السفينة المعادية، وقذف بنفسه فوقها، ولحق به المجاهدون بسرعة، وأمكن لهم الاستيلاء على السفينة بعد معركة عنيفة، واسروا كل من فيها، واقتادوها إلى مرسى " حلق الوادي " تلك كانت بداية البطلين .... فما ظنك بالخاتمة.
- وفي سنة (920هـ) يهاجم الأخوة " بربروس " " بجاية " للمرة الثانية دعما للمجاهدين ونجح " عروج " في الاستيلاء على سفينة من سفن الأسطول الأسباني، وأغرق أخرى في معركة رهيبة أصيب فيها بكسر في ذراعه، ولم يجد الأطباء يومئذ لها علاجا إلا البتر.
- ولما سقطت " جيجل " في قبضة المغامر " أندريا دوريا " وأسطوله بعد معركة وحشية وطرد المسلمون منها، استنجد أهل " جيجل " المشردون بعروج، وقاد عروج قوته البحرية ومعه إخوته، واتصل بمجموعات المجاهدين من أهل جيجل، وبعد معركة عنيفة استطاع عروج اقتحام المدينة وإبادة حاميتها إبادة تامة، ووفقه الله لطرد الصليبيين من بلدة إسلامية، وكانت أول بلدة ينقذها على ساحل البلاد.
- ولما ارتفعت الاستغاثات من أهل الأندلس طالبة الإنقاذ،توجه عروج وخير الدين على رأس قوة بحرية ملبيا أصوات الاستغاثة من المستضعفين من الرجال والنساء والأطفال الذين نكث الأسبان بوعودهم تجاههم، وأصبحوا يرغمونهم على اعتناق النصرانية تحت تهديد الإبادة.
- وأنقذ خير الدين ما يمكن إنقاذه، وانقض على " جزائر البليئار " التي أصبحت تحت سيطرة الأسبان، واحتل " مينورقة " وأخذ أسرى من أهلها، ثم رجع إلى قاعدته في مدينة " جيجل ".
* سقوط عروج بارباروس شهيدا وهو يدافع عن تلمسان بيد واحدة لله دره *
في عام (924، 1518) قام عروج بتحرير تلمسان من أيدي حكامها الخونة الموالين للأسبان، ولكن ذلك لم يدم طويلا حتى قام الخونة بمساعدة الأسبان بهجوم مضاد تقدموا فيه حتى قاموا بحصار تلمسان وظل عروج والحامية التركية يدافعون عنها حتى آخر رجل فيها، وسقط عروج شهيدا بعد أن تبادل هو وقائد الأسبان (غارسيا دي لابلازا) طعنتين قاتلتين مات هو على إثرها مع العلم أنه كان يقاتل بيد واحدة (رحمه الله).
وكان من غل وحقد الأسبان عليه أن قاموا بقطع رأسه وساروا بها إلى إسبانيا، حيث طيف بها على أكبر مدنهم، وذهبوا بها بعد ذلك إلى أغلب المدن الأوروبية التي كانت فرائصها ترتعد من مجرد ذكر " بربروس ".
* خير الدين ينتقم لأخيه، ويدمر الأسطول الأسباني أمام الجزائر في عام (925هـ، 1519م) *
- عندما توفي عروج في عام (925هـ، 1519م)، وأسندت إلى خير الدين القيادة، استدعى رجاله ليتهيئوا للحرب ضد الأسبان الصليبيين، وبينما هو يعمل من أجل إخراج هذه الفكرة من حيز القول إلى حيز العمل، إذ جاءه رسول من ملك إسبانيا (شارلكان) يأمره بالتخلي عن الجزائر لأنها كانت تحت تصرف الأسبان، ويستطيع الأسبانيون أن يخرجوها من أيدي العثمانيين وخير ملك أسبانيا (خير الدين) بين أمرين:
أولهما: أن يسلمها دون قتال
وثانيهما: أن يستعد للقتال.
وذكر له بأنه يجب ألا ينسى أن الأسبان لم يخذلوا في معركة، وأنهم قتلوا أخويه إلياس وعروج، وإن تمادى فيما هو عليه وركب رأسه فإن عاقبته ستكون كعاقبة أخويه فأجاب خير الدين:
" سترى غدا، وإن غدا ليس ببعيد، أن جنودك ستتطاير أشلاؤهم، وإن مراكبك ستغرق، وإن قوادك سيرجعون إليك مكللين بعار الهزيمة ".
¥