(1 - الكتاب حقق على نسخة واحدة فقط ولم يقابل على أكثر من نسخة ومعلوم لدى من له أدنى معرفة بأصول التحقيق مزالق التخريج على نسخة واحدة فقط علاوة على أن المحقق ذكر البتر الذي قد طال أول المخطوطة وآخرها وفقدان النسخة الأصلية المنقول عنها وهذا لا يقلل من مكانة السيرة أو يقدح في معلوماتها بالقدر الذي ينوه فيه إلى أنه يوجد كم ناقص منها ربما يكون فيه البغية المنشودة وأمر آخر أن الأسماء كثيرا ما يرد فيها تصحيف وتحريف ومع وجود أكثر من نسخة يتحقق الوصول للهدف المنشود أو تقريبه) .....
أما أنه حقق على نسخة واحدة فقط ولم يقابل على أكثر من نسخة فليس طعنا فيها فهما يعلمان جيدا أن كثيرا من الكتب لم يحقق إلا على نسخة واحد منها كتاب تحفة المشتاق لابن بسام ولم تخرج النسخة الثانية إلا
قريبا جدا وهي التي اعتمد عليها الخالدي الذي حققه ونشره عن طريق دار المختلف وقبله كانت النسخة الوحيدة وأعني نسخة شربيه هي المعتمدة ومازالت واعتمد كثير من المؤلفين والباحثين على هذه النسخة لمعرفة تاريخ نجد بالقرن التاسع والعاشر وهما من ضمن من استشهدوا بهذه النسخة فما بالهما هنا؟؟
إنما كان ما يأخذ على صاحب التحفة ذكره لوقائع سبقت عصره بأربعة قرون لم يذكر مصادره فيها ولم يذكرها كل المصدر التي قال أنه رجع لها
أما البتر الذي طال أول المخطوطة وآخرها فهذا لا يعني بطلان السليم منها ورده
وأما فقدان النسخة الأصلية المنقول عنها فلا يجعلها تفقد قيمتها العلمية كما أقرا هما بذلك وحينها يقبل الاستشهاد بها
أما وجود كم ناقص فهدا لا يعني وجود ما يناقض الموجود منها فيما فقد منها
أما التصحيف والتحريف فوارد بلا شك فهل التصحيف والتحريف طال سنحان و الحباب فقط من بين أسماء كل القبائل المذكورة بالكتاب؟؟؟
(2 - هذا النص وحيد وزيادة على ما ورد في المصادر الأخرى التي ذكرت هذه الأحداث ومنها كتاب الحدائق الوردية وهو الكتاب الذي تم تأليفه بعيد عهد الإمام أحمد بن سليمان والذي ذكر مؤلفه الحدثين ولم يذكر الحباب واختلف كذلك في بعض التفاصيل مع ما ورد في السيرة كل من أرخ لهاتين المعركتين غيل جلاجل والشزرة لم يتطرق لذكر آل الحباب أو الحباب وغابت عن كل من ذكر هذه الأحداث وعلى النقيض ورد ذكرهم في مقاطع مهمة من أحداث تلك المعركتين عند مؤلف السيرة وليس هذا رفضا لزيادة صاحب السيرة بقدر ما هو مقارنة بالكتب التي كتبت عن وقائع تلك الفترة ولأن التضارب في إيراد أسم الحباب عند المؤلف الوحيد الذي ذكرهم بدا واضحا مما يدل على عدم معرفته عينا لمشاركين علما قاطعا لدى مؤلف السيرة فيما يختص بهذه المعركة)
أما أنه نص وحيد فليس بوحيد حتى يستنكر لهذه الدرجة بل له شاهد وهو نص الزبيدي الذي أخفياه ولو سلمنا بأنه نص وحيد أليس نص صاحب السيرة المنصورية الذي استشهدا به بنسب الجحادر لبني حبيش نصا وحيدا يتما فلماذا الكيل بمكيالين
أما أنه زيادة عما ذكر من مؤلفين آخرين ذكروا المعركة فيبدوا أنهما يجهلان طرق المؤرخين أو يتجاهلانه فطبيعة المؤرخين زيادة بعضهم ونقصان بعض بل لو اتفقا مؤرخيين أثنين فقط بالتفاصيل لأتهم أحدهما بالأخذ من الآخر هذا أمر يعلمه من له أدنى معرفة بالبحث وله شواهد كثيرة قديمة وحديثة فابن بشر صاحب عنوان المجد معاصرا تقريبا لابن لعبون وأتهم بالأخذ منه في كثيرا من المعارك لتطبق التفاصيل والشواهد كثيرة
أما أن كل من أرخ لهاتين المعركتين غيل جلاجل والشرزة لم يتطرق أحد منهم لذكر آل الحباب أو الحباب وغابت عن كل من ذكر هذه الأحداث فعلى هذه القاعدة الجديدة التي وضعاها بعلم التاريخ يجب رد كل نص تفرد به صاحبه من المؤرخين فبهذا يحرم التاريخ العربي والإسلامي من كثيرا من الأمور لم يكفيهم الإتيان بقواعد جديدة بعلم النسب حتى أتوا بقواعد لعلم التاريخ ولا ندري بعدها إلى أين سيصل بهم العناد وأخشى أن يبطلا كلا العلمين بنهاية المطاف
جهلا فتح الله علي قلبيها أن كل مؤرخ له طريقته ونهجه وهذا من رحمة الله حتى تتنوع المعلومات وتتعدد وتكثر فلهذا كان كل كتاب تاريخ قديم مصدرا مستقل عن الآخر فهل يريدان أن تكون كتب التاريخ نسخة واحدة لا تختلف فيها المعلومات ولا يختلف الأسلوب
¥