الأمر بكل بساطة هو أن هذا هو نهج المؤرخين يقدمون ويأخرون ولا يعني هذا شيء بالنسبة للنسب والباحث الجاد لا يقرأ النصوص بهذه الطريقة الملتوية ولا يأخذ أمور النسب بهذه الصورة ما لم تكن النسبة واضحة صريحة مباشرة
وهم قد أقرا بهذا فقالا بالموسوعة صفحة 470
(هذا في نهاية القرن الثاني الهجري حيث لا تزال سنحان من جنب وإن كان حجم القبيلة يدفعها للاستقلال عن القبيلة الأم)
وقالا بنفس الصفحة
(والذي نلاحظه أن سنحان منذ القرن الثاني الهجري لا تذكر من ضمن جنب بل يقال جنب وسنحان فربما لكبر حجم سنحان بالنسبة لباقي البطون الجنبية أو أنها ليست منها) ......... أما جنبية سنحان فلا يشك فيها أحد فكل قدماء النسابة ذكروها بجنب
أذا هما يؤيدان أن كبر حجم القبيلة يكون سبب في استقلالها عن قبيلتها الأم وأن ذكر القبيلة والقبيلة الأم منفردين لايعني عدم الأنتساب ورأيهم في الحباب هو أنها قبيلة كبيرة مستقلة فقالا بمبحث نسب الحباب صفحة 13 أثناء كلامهم عن قبيلة الحباب
(ولكننا سوف نتناول هذا الكيان من حيث وحدة الانتساب والتي هي أشهر من نار على علم حتى أصبحت النسبة إلى الحباب تغني عن الانتساب لما بعدها وهذا من الشرف الذي يفخر به العرب بعضهم على بعض في الجاهلية والإسلام)
هنا يريان أن الحباب استقلت بالنسب عن قبيلتها الأم أين كانت فينطبق عليها في سنحان ما ينطق على سنحان بجنب ويعتبر النص الثاني لصاحب السيرة لا إشكالية فيها كما زعموا خصوصا أنه نسب الحباب في أو مرة ذكرهم إلى سنحان وإذا ما تذكرنا أن هذا هو دأب المؤرخين زالت تماما شبهة عدم نسبتهم إلى سنحان بالنص الثاني
6 - (هذا من جانب ومن جانب آخر فقد نسب حباب في النص الأول بألف ولام التعريف مضافة قبل الحباب آل الحباب بينما نسب الحباب التي في النص التالي دوت ألف ولام المضاف لها الاسم الحباب فهل يعني أنهما قبيلتان مختلفتان فهذا يدخلنا إلى محور آخر حيث من ذكر أنهم من سنحان هم آل الحباب والآخرين هم الحباب)
وأن يكن فما المشكلة في ذلك فهذا أقرب ما يكون للتصحيف الغير مخل منه إلى فرضيتهما فهو ليس جذري ولا معنى له فالاسم واحد وآل تقال مرة وتترك آخرى فهي حالها كحال بني فلان أو آل فلان
الملاحظ على ملاحظاتهم أمران
الأول: هشاشة المنطق وضعف الحجة ووهن الفكرة
الثاني: تكرار المعنى ووضعها بنقطة مستقلة كحال جزء من الملاحظة الثانية ووضعها مستقلة على أنها ملاحظة مستقلة وكحال الملاحظة الرابعة والملاحظة الخامسة فهاتين الملاحظتين تدور على معنى واحد وهو سياق القبائل بالنص الثاني
فلماذا التكرار هل هو للإيهام بأن الملاحظات على النص عديدة .... ؟؟؟
ولم يتوقفا عند إبطال القول بسنحانية الحباب ومحاولة تضعيف نص سيرة الأمام أحمد بن سليمان وإخفاء نص الزبيدي بل تعدو ذلك بقتله حتى لا يكون مجرد احتمال لتخلو لهم الساحة بإفراغها من هذا القول وينطلقوا بالقارئ نحو ما يريدون تماما كما فعلوا بمبحث نسب الجحادر ويبدو أن هذا هو ديدنهم وهي بلا شك حيلة العاجز الضعيف
قالا بمبحث نسب الحباب صفحة 34 لقتل أن يكون مجرد احتمال
(وبالتالي فإن كان هذا النص صحيحا والذي يعضده مناداة بعض حاضرة الحباب اليوم بانتساب الحباب إلى سنحان فهذا القول يلزم بأن تكون نسبة الحباب إلى سنحان طارئة حدثت بين القرنين الرابع والسادس الهجري خاصة وأن الحباب الأوديين الذين كانوا في أوائل القرن الرابع ينزلون في دثينة لم نعد نجد لهم ذكرا في تلك البلاد في القرن السابع بل أن هناك من أخذ مكانهم واستقر فنستدل على أنهم قد نزحوا شمالا وربما قد أستقر البعض منهم بالقرب من سنحان في بلاد عسير خاصة وأن عدد كبير من
سنحان وجنب قد هاجروا في القرن الخامس نصرة للصليحي لما أعلن دولته واستقروا حول صنعا ففي هذه الأثناء نعتقد أن الحباب قد نزلوا مع سنحان الذين لم يرحلوا إلى اليمن)
والرد على هذا من وجهين
الأول
ادعاءهم أن هذا القول يعضده بعض حاضرة الحباب وهذا غير صحيح بل أن أغلب نسابة الحباب يقولون به وباعترافهما وليس بعض حاضرتهم كما زعماء لتضليل القارئ
قالا في موسوعة قحطان بني مضيم صفحة 468 عند كلامهم عن نسب الحباب ما يلي
(وهذا موافق لما عليه أغلب نسابة الحباب المعاصرين يقولون إن الحباب بن عبدالله بن سنحان)
¥