إذا فاختفاء اسم القبائل من تلك المنطقة ليس خاص بالحباب بل هو شامل لهم وإذا ما تذكرنا تشابه الأسماء واحتماليه كربيعة في جلد بن مذحج وزبيد بن سعد العشيرة بن مذحج وجمل في مراد بن مذحج وفي سعد العشيرة بن مذحج كان هنا احتمال كبير بورد تشابه الأسماء خصوصا إذا ما تذكرنا نص صاحب سيرة الأمام أحمد بن سليمان ونص الزبيدي بتاج العروس اللذان نسبا الحباب إلى سنحان وكذلك عدم وجود نص يذكر هجرة الحباب الأوديين لبلاد سنحان بعسير وكذلك استفاضة القول بنسب الحباب لسنحان عند أغلب نسابة الحباب فلا يكفي نص الهجري والهمداني القديم لإثبات نسب الحباب في أود فقد أتضح خلو المنطقة التي ذكروا فيها منهم من عهد قديم هم وكل إخوتهم كما أنه لم يعد لأخواتهم ذكر لا في منازلهم القديمة ولا غيرها فقد يكون أصاب الحباب ما أصاب إخوانهم
فربط الحباب المعاصرين بالحباب المذكورين عند الهمداني والهجري يحتاج لنص للأسباب السابقة فهل يملكان هذا النص فهما طالبا غيرهما به بموضع آخر وجعلا عدم وجود نص يذكر الهجرة سببا من أسبا عدم قبول ذلك الرأي وهنا هما كذلك لإ أين النص الرابط بينهما
وما ينطبق على نص الهجري ينطبق على نص الهمداني والدليل على عدم استقامة هذا القول أنهما حينما أراد التوغل قليلا للربط وقع في ما كانا هما في غنى عنه
قالا بمبحث نسب الحباب صفحة 37
(وربط ذلك بما أورده نسابة العرب ابن الكلبي في القرن الثاني الهجري والذي ذكر في نسب بني جدية وهو الحارث ابن كعب بن أود بن صعب بن سعد العشيرة: شبيب بن عبدالله ابن شكل بن بدر حي من جدية أجلاه علي بن أبي طالب رضى الله عنه أيام خلافته من الكوفة. وبما ذكره هذان العالمان علمنا أن بني شبي وبني حباب إخوة أبناء عبيدالله (عبدالله) بن شكل ونستطيع أن نحدد الوقت التقريبي الذي عاش فيه الحباب بن
عبيدالله أبو قبيلة الحباب وهو في النصف الأول الهجري وذلك إذا كان أخوه وهو شبيب بن عبيدالله بن شكل الذي عاصر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وكانت له هذه الحادثة التي ذكرناها)
أذا قاما استنتاجهما على أنه لو كان أخوه شبيب
عند الرجوع لمنهجيتهم مع المخالف نراهم لا يقبلان مثل هذه الاستنتاجات
قالا في مبحث نسب الحباب صفحة 45 في ثنايا ردهم على أحد مخالفيهم
(أنه قد بني نسبته للجحادر إلى بني عبد المدان من خلال وجود أحد أعلام بني عبدالمدان اسمه الحباب بن الربيع ابن عبيد الله وله أخ اسمه عبد الله فجعل عبدالله أبا للجحادر وأخيه الحباب بن الربيع أبا لقبيلة الحباب)
وهما فعلا ما نقدا غيرهما به فجعلا اسم علم شبيب من أود طابق اسمه اسم قبيلة شبيب من أود أب لهذه القبيلة وجعلوا من اسم أبيه عبيد الله وعبد الله بتحقيق آخر وجعلوا من عبيد الله أو عبد الله أب للحباب بناء على أبوته لاسم العلم شبيب ولم يبينا
على ما قاما ربطهما هذا سوى أن اسمه شبيب وهو من أود وأن قبيلة في أود اسمها شبيب ..... !!!
ونعود هنا للتذكر بما أنهما هنا يقولان بانتساب عبدالله أب الحباب إلى شكل بن بدر أحد أود وأيدهما في هذا أحد الذين قرضا مبحثهم وهو الأستاذ سعيد بن علي بن برمان الحبابي فقال في نفس المبحث صفحة 5
(نظرا لكل هذه الأسباب المتعددة والمقنعة التي تستند إلى اقدم المصادر وأصحها وهي كتاب ابن الكلبي ومن ثم توافق الهجري والهمداني مع ماقاله ابن الكلبي
قبلهم بثلاثمائة سنة تقريبا فإنني أرى بأن نسب الحباب الأقرب للصواب هو الحباب بن عبدالله بن شكل من أود بن صعب بن سعد العشيرة)
ابن الكلبي لم ينسب الحباب لأود إنما ذكر رجل من أود اسمه شبيب بن
عبدالله بن شكل بن بدر وهما من قام بالربط بدون دليل بل لمجرد تشابه الأسماء كما وضحت آنفا
ما يعنيني هو اتفاقهم على أن عبدالله هو أب للحباب وللجحادر فقد بين باحثينا ذلك أكثر من مرة بمباحثهم وبالموسوعة فعليه يكون الجحادر أبناء عبدالله من أود أو يكون الحباب من حبيش أو زبيد على أبعد تقدير لاجتماعهم بالنسب مع الجحادر في عبدالله
وفي نهاية مبحثهم حاولا التخلص من هذا المأزق ولمحا إلا أن عبدالله حلف وتركا كل أقوالهم السابقة أنه جد يجتمع فيه الجحادر والحباب وذلك أثناء السياق
التاريخي للجحادر وعرفوا أنهما إن قالا بأن عبدالله جد اتضح بطلان قولهم بأودية الحباب وبحبشية الجحادر فقالا في مبحث نسب الحباب صفحة 99
(بعد نزوح الجحادر الجماعي من اليمن في بدايات القرن العاشر الهجري إلى مواطنهم القديمة في الخوايس وكنتيجة طبيعية لوشيجة القربى بين الجحادر والحباب حيث يلتقون في صعب بن سعد العشيرة دون بقية قبائل مذحج نجد أن قبائل الحباب تتحالف مع إخوانهم قبائل الجحادر تحت اسم عبدالله ولم يعودوا يذكرون أو ينتسبون لسنحان)
لماذ قالا تحالفوا تحت اسم عبدالله والجد الجامع للجحادر والحباب هو صعب بن سعد العشيرة لما لم يتحالفا على الجد الجامع لهما وهو صعب؟؟؟
ولماذا عبرا باحثينا بالتحالف فقط ولم يقولا تحالفا على اسم جديهما عبدالله وهل غابا عنها نقدهما لنصوص الأمام أحمد بن سليمان وتدخل العبارة في المعنى
أن القول بأن الحباب من أود يلزم بالقول أن الجحادر من أود والقول بأن الجحادر من حبيش يلزم بن الحباب من حبيش وهما يقران بأن عبدالله هو جد جامع للجحادر والحباب فلا التشريق بنسب الجحادر لحبيش يجدي ولا التغريب بنسب الحباب للأود يجدي فليتهم سلكوا منهج علمي ثابت وصدقوا مع القارئ
يتبعه ملاحظات عامة