ـ[د. مراد السرحان]ــــــــ[28 - 07 - 10, 07:25 م]ـ
الأخ الفاضل:" أبو البراء" حفظك الله
الكتاب موجود لدي لكن الغريب في الأمر أن ابن عرب شاه نقل هذه الفضائع عن تيمور لنك لكنه لم يكفره، بل نقل أن شيخه البزازي هو الذي كفره، كما أنني لم أقف على أقوال لأهل العلم فب كفره حسب بحثي المتواضع، حتى أن ابن خلدون- كما ذكر الأخ وليد العوني حفظه الله في مشاركته آنفا - قد التقى به عام803 هـ قبل وفاته بخمس سنوات , وأقام عنده خمسة وثلاثين يوماً فقال: "وهذا الملك تِمُر من زعماء الملوك وفراعنتهم , والناس ينسبونه إلى العلم , وآخرون إلى اعتقاد الرفض , لما يرون من تفضيله لأهل البيت , وآخرون إلى انتحال السحر؛ وليس من ذلك كله في شيء؛ أنما هو شديد الفطنة والذكاء , كثير البحث واللجاج بمايعلم وبما لايعلم.
سؤالي: إذا خشي علماء زمانه من تكفيره بسسب بطشه، فما بال من جاء بعده.
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 07 - 10, 03:11 ص]ـ
هذه المشاركة سوف تكون حول الشبهة التي سبق الرد عليها وهي قولهم: أن بعض سلاطين المماليك كانوا يحكمون بقانون (الياسق التتري) ومع هذا لم يكفرهم علماء السلف!!؟
وقد قلنا سابقاً أن هذا الزعم عاري عن الدليل الصحيح، وأن بنود الياسق التي كان يتبعها بعض سلاطين المماليك هي من تلك النوع الترتيبي التنظيمي، ولست من البنود التشريعات القضائية التعبدية كما ذكر محقق كتاب (النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة) الأستاذ محمد حسين شمس الدين.
فالقول بأن من حكم بـ (الياسق) من التتار فهو كافر، ومن حكم بنفس (الياسق) من المماليك ليس بكافر .. هو في حقيقته تفريق باطل .. بل علماء السلف كان موقفهم صريح من كل من حكم بالياسق، ولذلك حكموا على الطاغية تيمورلُنك بالكفر الأكبر عندما اتبع (نظام حكم الياسق) رغم أنه كان يدعي الإسلام
وسوف أنقل لكم ما جاء في كتاب: ((التشريع الوضعي في ضوء العقيدة الإسلامية)) لصاحبه محمد بن حجر القرني، وهوكتاب مقدم إلى جامعة أم القرى لنيل درجة الماجستير.
وهذا نص كلامه
يقول صاحب كتاب " التشريع الوضعي في ضوء العقيدة الإسلامية ": (ومن الأمثلة التي توضح وتؤيد أن اعتماد التشريع الوضعي كفر بمجرده - ما كان من شان تيمورلُنك - فإنه كان قد أعلن إسلامه، وأظهر شعائر الإسلام في بلاده، ومن ذلك أنه بعث برسالة إلى بعض الحكام يعاتبه فيها على عدم إقامة المساجد وعدم المحافظة على الصلوات، قال فيها: " إن ولاتك على مذهب سيء، وليس لديهم أي مسجد، ولا يحرصون على إقامة الجمعة وصلاة الجماعة مطلقاً، وإنهم لا يقيمون الفرائض والسنن، وإذا خرج شخص يؤذن للصلاة يلحقون به الأذى، وا أسفاه على لقب الرئاسة الذي نلته "، وكان مكرماً لعلماء الدين حريصاً على تشييد المساجد والمدارس في سمرقند وأصفهان وتبريز، لكنه كان يعتمد تشريع جنكيز خان " الياسا " ويجعله أصلاً في تدبير مملكته. ولأجل هذا أفتى العلماء بكفره، وفيما يلي أقوالهم:
قال السخاوي رحمه الله في سياق كلامه عن تيمورلنك: (يعتمد قواعد جنكز خان ويجعلها أصلاً، ولذلك أفتى جمع جم بكفره، مع أن شعائر الإسلام في بلاده ظاهرة) إهـ الضوء اللامع (3/ 49).
وقال ابن عربشاه رحمه الله: (كان معتقداً للقواعد الجنكز خانية، وهي كفروع الفقه في الملة الإسلامية، وممشياً لها على الطريقة المحمدية ... ومن هذه الجهة أفتى كل من مولانا وشيخنا حافظ الدين البزازي رحمه الله ومولانا وسيدنا وشيخنا علاء الدين محمد البخازي أبقاه الله وغيرهما من العلماء الاعلام وأئمة الإسلام بكفر تيمورلنك، وبكفر من يقدم القواعد الجنكزخانية على الشريعة الإسلامية) إهـ عجائب المقدور في نوائب تيمور (455).
وقال الشوكاني رحمه الله وهو يتكلم عن جنكز خان وياسقه والتزام المتملم بعد به: " فلزم طريقته الملعونة وتدبيره المشؤوم المتملك بعده من أولاد، ثم المتملك بعدهم من ولد ولده ... ثم اقتفى هذه الطريقة القبيحة والتدبير الكفري تيمورلنك فإنه كان لا يعمل في تدبير ملكه بغير كتاب الياسا) إهـ
وهذا الكلام من هؤلاء العلماء آت على مقتضى القاعدة العامة المتقررة في نصوص الشريعة، والتي عبّر عنها الشيخ محمد الشنقيطي رحمه الله بقوله: " من هدي القرآن للتي هي أقوم: أن كل من اتبع تشريعاً غير التشريع الذي جاء به سيد ولد آدم، محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه: فاتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح مخرج عن الملة الإسلامية) إهـ كتاب التشريع الوضعي في ضوء الشريعة الإسلامية (376)
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27516
الرد رقم 27
ـ[د. مراد السرحان]ــــــــ[30 - 07 - 10, 10:42 ص]ـ
الأخ العوضي حفظك الله تعالى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد وقفتُ على كلام ابن عربشاه في مخطوطٍ موجودٍ لدي بعد أن تصفحته تصفحاً سريعاً
لكنك قد أفدت وأجدت في هذه المشاركة عند نقلك للنصوص التي كنتُ أسعى للوقوف عليها
لكن يبقى تساؤل، وهو: هل ثبت أن أحدا كفَّرة لرافضيته؟
وجزاك الله خيرا على هذه الإجابة الكافية الشافية وعلى هذا الرابط المرفق بالمشاركة
أسأل الله - وأنا أكتب هذا الرد لك في يوم الجمعة المباركة - أن يزيدك علما، وأن يرفع
درجاتك في عليين، وأن يكرمك بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم، وأن يرزقك لذة النظر
إلى وجهه الكريم
¥