تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الذي عندي أنه كان (باشا)، وكان لاعب قمار، وعربيداً يسكر، ويفطر ولا يصوم، هذا مشهور عنه.

فقط كان خطيباً مفوهاً تنصت له الجماهير والحضور في المحاكم. ولذا باع لهم الكلام وساد فيهم بصوته العالي وأوداجه المنتفخة مع أنه كان عليل الأحرف فيما أعلم!!

فبم زعامته؟!

بم زعامته؟؟؟؟؟!!!!

ـ ومن مظاهر الظلم في تسجيل التاريخ المصري المعاصر أن مصر ـ حماها الله وحرسهاـ حال وجود الإنجليز فيها لم يكن يقال أنها محتلة كما نقول نحن الآن. كانت مصر تحت الانتداب العثماني بعد أن دخلها الإنجليز بثلاثين عاماً (1882 ـ 1918م)، ولها حكومة، ولها جيش .. كل مظاهر الدولة .. وبها حركات سياسية .. بل وتعقد اتفاقات مع الإنجليز أنفسهم ... اتفاقيات دفاع مشترك. وتعتبرهم أصدقاء .. حتى من يقرأ لعباس العقاد ـ مثلاً ـ يجد أنه كان يؤيد فكرة الصداقة مع الإنجليز، وكان يعتبر الإنجليز أصدقاء حقيقيين لمصر.وكانت الثورة فقط لتعديل بعض الشئون وعلى الملك، ولم تكن على الإنجليز. ومن يرقب حركة الشعب المصري إبان فترة ما عرف بالاحتلال يجد أن الانجليز كانوا بجيشهم في قواعد عسكرية (كامب) في القناة ومناطق قليلة من مصر. وفقط كالجني يتحكمون في الحركة الفكرية والسياسية خفية. والذي نسميه نحن احتلال عسكري لمصر، كانت معركتين (كفر الدوار) و (القصاصين) وقيل يومها أن الجيش الإنجليزي هنا لحماية مصالحه وكان يحارب الثوار.

إننا خدعنا في يومها، وخدعنا بعدها حين دون لنا التاريخ بشكل مغلوط، مع أننا لا زلنا نعيش في نفس الظروف فقط ذهب الإنجليز وجاء الأمريكان.

وهناك خداع آخر مصاحب لثورة أحمد عرابي باشا، تمثل في الأبطال المزيفين الذين الحقوا بالثورة، كمحمد عبده الذي لم يشارك بغير غضبة في غرفة نومه ربما، ثم نفي للداخل (الشام) ثم أعيد ليدخل صالون ناظلي هانم فيتغزل في سيقانها العارية وصدرها الناهد، ثم يرحل لأوروبا ليجلس مع الشقراوت .. يقول نتعلم مع الجمال ثم يقدم لنا هؤلاء على أنهم رواد وأصحاب حضارة وصانعي جيل.

إننا ندخل بسهولة جداً دائرة الحصر الوهمي، ينفخون في عربيد سكير مستحل للخنا والفجور ويقولون (زعيم الأمة) ونصدق. بل ونردد. ويقدمون لنا مشبوهاً على أنه أستاذ وإمام ونصدق ..

محمد جلال القصاص

ظهر الأحد 1/ 8 / 2010

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير