تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يمانية، وسيوفنا مضريه، وأكتافها شديدة المضارب، ووصفها في المشارق والمغارب، فرساننا ليوث إذا ركبت، وأفراسنا لواحق إذا طلبت، سيوفنا قواطع إذا ضربت، وليوثنا سواحق إذا نزلت، جلودنا دروعنا وجواشننا [16] صدورنا، لا يصدع قلوبنا شديد، وجمعنا لا يراع بتهديد، بقوة العزيز الحميد، اللطيف لا يهولنا تخويف، ولا يزعجنا ترجيف، إن عصيناكم فتلك طاعة، وإن قتلناكم فنعم البضاعة، وان قتلنا فبيننا وبين الجنة ساعه [17]، قلتم قلوبنا كالجبال، وعدونا كالرمال؛ فالقضاء لا يهوله كثرة الغنم، وكثرة الحطب يكفيه قليل الضرم، أفيكون من الموت فرارنا وعلى الذل قرارنا؟ ألا ساء ما يحكمون، الفرار من الدنايا لا من المنايا، فهجوم المنية عندنا غاية الأمنيه، إن عشنا فسعيدا، وإن متنا فشهيدا، ألا إن حزب الله هم الغالبون، أبعد أمير المِؤمنين وخليفة رسول رب العالمين تطلبون منا الطاعة؟ لا سمعا لكم ولا طاعة، تطلبون أنا نسلم إليكم أمرنا، قبل أن ينكشف الغطاء ويدخل علينا منكم الخطاء.

هذا كلام في نظمه تركيك وفي سلكه تسليك، ولو كشف الغطاء ونزل القضاء، لبان من أخطأ، أكفر بعد الإيمان ونقض بعد التبيان؟ قولوا لكاتبكم الذي رصف مقالته، وفخّم رسالته [18]،ما قصرت بما قصدت، وأوجزت وبالغت، والله ما كان عندنا كتابك إلا كصرير باب، أو طنين ذباب، قد عرفنا إظهار بلاغتك، وإعلان فصاحتك، وما أنت إلا كما قال القائل: حفظت شيئا وغابت عنك أشياء.

كتبتَ: سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، لك هذا الخطاب، وسيأتيك الملك الناصر وبكتمر وعلاء الدين القيمري وساير أمراء الشام ينفرون الإيصال إلى جهنم وبئس المهاد، وضرب اللمم بالصماصم الحداد، وقل لهم: إذا كان لكم سماحة، ولديكم هذه الفصاحة؛ فما الحاجة إلى قراءة آيات وتلفيق حكايات، وتصنيف مكاتبات، وها نحن أولاء في أواخر صفر موعدنا الرَسْتَن [19] وألا تعدنا مكان السلم، وقد قلنا ما حضر والسلام.) اهـ.

(انتهت الرسالة)


[12] في الأصل أشدها؛ وبجوارها تصويب غير واضح.

[13] تأمل براءة أهل الشام من هولاكو وأجناده وإظهارهم للكفر بهم، وردّهم عليهم باطلهم رغم ضعف المسلمين في ذلك الزمان، ورغم ما سمعوا به من استباحة بغداد، وما بلغهم عما سفك فيها من دماء، صدق الله: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ) [المنافقون 8].

[14] في المخطوط عكس هذا، هكذا: (ولا عز من نصار فرعون من تمسك بالأصول ولا يبالي بالفروع)، وهناك تصويب فوق كلمة نصار كأنها (أنصار)، وأظن العبارة منقلبة عما صححته، لانسجامه مع الرد على ما عيّر به هولاكو والطوسي أهل الشام من المعاصي وجعلها سببا لتسلط التتار عليهم، فكأن أهل الشام يردون عليهم مقالتهم بأنّ تعييركم لنا بهذه الفروع وإنكارها علينا لا ينفعكم ولو كنتم قائمين بها،لأن أنصار فرعون ونحوه من الطواغيت لا ينفعهم التمسك بمثل هذه الفروع، ماداموا لا يبالون بالتمسك بالأصول. والله أعلم.

[15] الرتوت: ذكور الخنازير.

[16] الجواشن جمع جوشن: وهو الدرع.

[17] لله درهم: (إن عصيناكم فتلك طاعة، وإن قتلناكم فنعم البضاعة، وان قٌتلنا فبيننا وبين الجنة ساعه). شتان بين هذه العزة والاستعلاء رغم الضعف والقلة، وبين ذِلة الخونة والعملاء.

[18] الإشارة هنا والخطاب موجّه إلى الخائن نصير الشرك الطوسي، وتأمل تحقيرهم لخطابه وتهديده ووعيده بقولهم عنه أنه: (كصرير باب، أو طنين ذباب) فلله درهم.

[19] الرستن: قرية من قرى الشام، جاء في معجم البلدان أنها بين حماه وحمص، ولا زالت معروفة إلى اليوم في سورية وتتبع محافظة حمص تقع شمال مدينة حمص.

===============================

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[17 - 08 - 10, 07:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل على هذا الإثراء وهذه الزيادة

ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[17 - 08 - 10, 11:05 ص]ـ
أيام العز , اللهم ردّها علينا عاجلا غير آجل

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير