تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومن هذا الباب أمر سعيد بن جبير رحمه الله تعالى، فإنه كان ممن خرج في فتنة عبدالرحمن ابن الأشعث، فلما ظفر به الحجاج الثقفي قتله عام 95 هـ. وخلاصة أمر فتنة ابن الأشعث أنه كان أميرًا من القادة الشجعان الدهاة، أرسله الحجاج بجيش لغزو بلاد رتبيل (ملك الترك) فيما وراء سجستان. فغزا بعض أطرافها، وأخذ منها حصونا وغنائم. وكتب إلى الحجاج يخبره بذلك وأنه يرى ترك التوغل في بلاد رتبيل إلى أن يختبر مداخلها ومخارجها. فاتهمه الحجاج بالضعف والعجز، وهدّده بأن يؤمّر مكانه أخاه إسحاق ابن الأشعث، فاتفق عبدالرحمن ومن معه على نبذ الطاعة، وبايعوا عبد الرحمن ابن الأشعث على خلع الحجاج وإخراجه من أرض العراق.

وقال بعضهم: إذا خلعنا الحجاج عامل عبد الملك، فقد خلعنا عبد الملك؟!! فخلعوا عبد الملك بن مروان أيضا.

وزحف بهم عبد الرحمن سنة 81 هـ عائدا إلى العراق، لقتال الحجاج، ونشبت بينه وبين جيوش الحجاج وعبد الملك معارك ظفر فيها عبد الرحمن، وتم له ملك سجستان وكرمان والبصرة وفارس إلا خراسان، ثم خرجت البصرة من يده فاستولى على الكوفة، فقصده الحجاج، فحدثت بينهما موقعة (دير الجماجم) التي دامت مئة وثلاثة أيام، وانتهت بخروج ابن الأشعث من الكوفة، وكان جيشه ستين ألفا، فتتابعت هزائم جيشه، في مسكن وسجستان. وتفرق من معه فبقي في عدد يسير، فلجأ إلى (رتبيل) فحماه مدة، فوردت عليه كتب الحجاج تهديدا ووعيدا إذا هو لم يقتل ابن الأشعث أو يقبض عليه، فأمسكه رتبيل وقتله وبعث برأسه إلى الحجاج

هذه خلاصة فتنة ابن الأشعث، وقد ذكرها أهل التاريخ كالطبري وابن الأثير وابن كثير وغيرهم.

وكما أسلفنا كان ممن خرج مع ابن الأشعث سعيد بن جبير رحمه الله؛ قال ابن كثير في (البداية والنهاية) (9/ 98 ط. المعارف، بيروت): " سعيد بن جبير الأسدي الوالبي مولاهم أبو محمد ويقال أبو عبد الله الكوفي المكي من أكابر أصحاب ابن عباس كان من أئمة الإسلام في التفسير والفقه وأنواع العلوم وكثرة العمل الصالح رحمه الله وقد رأى خلقا من الصحابة وروي عن جماعة منهم وعنه خلق من التابعين .... إلى أن قال: وكان في جملة من خرج مع ابن الأشعث على الحجاج فلما ظفر الحجاج هرب سعيد إلى أصبهان ثم كان يتردد في كل سنة إلى مكة مرتين مرة للعمرة ومرة للحج وربما دخل الكوفة في بعض الأحيان فحدث بها .... إلى أن قال: واستمر في هذا الحال مختفيا من الحجاج قريبا من ثنتى عشرة سنة ثم أرسله خالد القسري من مكة إلى الحجاج " ثم ذكر قصة قتل الحجاج له، فرحم الله سعيد بن جبير وغفر له.

ـ[أبو عبدالله بن جفيل العنزي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 01:53 ص]ـ

ثم لا تنسَ:

والدعاوى إن لم تقيموا عليها **** بيّنات أصحابها أدعياءُ

فهل جاءوا على كلامهم ببيّنة أم بظنون وتخرصات، بل بكذبٍ وتمحّلات، حتى إنك لتقرأ الصفحات ولا تجد فيها سوى: وأظن أنه كان .... وأظن أنه فعل ... وأظن أنه قال ....

ظنون في ظنون، فقاتل الله الجهل وأهل ظنّ السوء، كم أساؤوا للإسلام وأهله.

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:38 ص]ـ

هذه عادتهم في كتبهم!

فالرافضة عيال على كتب أهل السنة؛ وهم دائماً ما ينسبون مشاهير العلماء لهم؛ فكتب التاريخ والتراجم معدومة عندهم؛ ولا يستاقوها إلا من كتبنا؛ ومع هذا ينتقون منها ما يوافق أهوائهم ومذاهبهم الخبيثة؛ ومن نظر في كتب الرجال عندهم علم صحة قولنا؛ ويا للعجب من عبارات التعديل والتجريح عندهم!.

ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[24 - 08 - 10, 04:31 ص]ـ

بارك الله فيكم أخوانى الكرام

صحيح مذهب أهل البيت يقصدون به ما هم عليه من عقيدة و دين

الغريب أنهم مجرد خروجه مع ابن الأشعث على الدولة الأموية (المعادية لهم) نسبوه لدينهم،وأنه كان يستخدم التقية مع الأمويين.

و فى ترجمته نقل المترجم كلام أئمة الجرح والتعديل عند أهل السنة، ولم يذكر دليل واحدا على تشيعه.

وبالنسبة لمسألة التقية فوجدت هذا النص من سير أعلام النبلاء فى ترجمة سعيد بن جبير

"قال سليمان التيمي: كان الشعبي يرى التقية، وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتي بالرجل - يعني ممن قام عليه - قال له: أكفرت بخروجك عليَّ؟ فإن قال نعم، خلى سبيله.

فقال لسعيد: أكفرت؟ قال: لا.

قال: اختر أي قتلة أقتلك.

قال: اختر أنت فإن القصاص أمامك."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير