بل الحافظ لم يزد عن حكاية ما يراه شدة من ابن حبان لا يرضاها، ولم يتعرض لنقدها وذكر أن الرجل عمدة في التاريخ فهو مرجع ينقل العلماء عنه، ولم يجعله ثقة مقبولاً، بل إن واحداً من أشهر من نقل عن سيف وهو الدارقطني في المؤتلف = يذكر غالب الأخبار خلواً من غير عزو حتى إذا أتى لما هو من طريق سيف = نص عليه وأبرزه، وهذا ظاهر في أنهم يقصدون الذكر لا القبول ..
والأهم: أن ابن حبان ليس هو فقط من اتهم سيف بهذا، بل قال غيره: ((سيف بن عمر الضبي الكوفي متهم في دينه مرمي بالزندقة ساقط الحديث لا شيء)).
وإنما تجاوزت سؤالك لخروجه عن محل البحث فليس راوي كتاب الدارمي متروك الحديث ولا قيل فيه: مشهور بالكذب متهم بالزندقة والوضع، فلس خير منه ..
وطرق إثبات الكتب لأصحابها لا تتوقف على إسنادها كالأخبار، بل من الكتب الثابتة ما لم يصلنا سوى وجادة لا يعرف لها إسناد أصلاً ..
ولم يتفق علماء السلف على ذكر القعقاع الصحابي الذي قاتل في الفتنة بل أكثر الثقات الأثبات المحققين الذين تكلموا عن أخبار الفتنة لم يذكروا القعقاع بكلمة ..
فكل مناهج أهل الحديث على اختلاف اعتبارهم للقرائن ورتبها في الأبواب: ليس فيها قبول خبر رجل متروك متهم بالوضع والزندقة مشهور بالكذب فلس خير منه ..
هل عندما يصف الحافظ بن حجر نقد احد العلماء بانه "افحش"!! وهي من الفحش تكون اشارة أو خبر عن شدة ابن حبان؟؟ كما تصف ذلك.
أم أن هذه اللفظة "افحش" هي خبر أو إشارة لشدة استنكار الحافظ على هذا الوصف الغير عادل لأحد أعمدة التاريخ الإسلامي!
لاشك أن مقصد الحافظ هو الإستنكار الشديد تجاه هذه التهمة سواء كانت من ابن حبان أو من غيره.
ثم إذا كان بن حبان اعلم من الحافظ فلاشك ان الحافظ اعلم منّا بكلام علماء الجرح والتعديل واعلم منا بنقد التاريخ. خاصة أن حديثك ورأيك في الموضوع ليس له سلف!
ثم مثالي ليس خارج عن الموضوع بل هو وجه آخر لهذا المنهج الذي تطبقه هنا، فنفي نسبة كتاب بحجة عدم صحة السند، هو مشابه لنفي شخصية تاريخية بحجة عدم وجود سند صحيح!
فكلا الأمرين متعلق بالسند وهو مايتشبث به كثير من أهل البدع للتلبيس.
فأسانيد الكتب لها معاملة تختلف عن معاملة اسانيد احاديث الحلال والحرام مثلاً
واسانيد الحوادث التاريخية لها معاملة تختلف عن معاملة اسانيد احاديث العقائد واصول الإعتقاد وهكذا
وبصراحة ياشيخ ابوفهر أجد أن المشائخ أبوفاطمة وخزانة الأدب أجادوا في الشرح وبيان المسألة والتفريق بين التاريخ وبين الحديث كذلك اوضحوا حقيقة وجود شحصية القعقاع بالسند الصحيح بل اشار الشيخ ابو فاطمة إلى أنه من كبار التابعين
ومع ذلك لا أجد لك مبرر في عدم قبول كلامهم مع أني لا أجد لك سلف من العلماء الجرح والتعديل المتقدمين والمتأخرين قال بان هذا الرجل لا وجود له في الواقع او انه شخصية خيالية وهو ما طالب به المشايخ خزانة الأدب وابو فاطمة المصري ولم نجد جواب عليه؟؟
فهدانا الله وأياك للحق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 11 - 10, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيك ..
مجرد عدم رضى الحافظ ليس رداً ولا رداً قوياً هذا هو موضع الانتقاد عليك ..
وابن حبان لم يتفرد بتهمته بالزندقة والوضع واجتماعه مع غيره وعدم ظهور حجة الحافظ = يسقط كلام الحافظ ويبقيه عارياً عن البرهان مع معارضة من هو أعلم منه ..
ومعاملة التاريخ ليس منها قبول رواية متروك مشهور بالكذب متهم بالوضع والزندقة ..
والتابعي المذكور ليس محلاً للبحث ..
وهذا التابعي رجل من رجال الأسانيد لا دليل بسند صحيح على أنه هو هو الذي شهد الفتنة والقادسية ..
أما القعقاع الصحابي فهو الذي يقصده سيف وزعم أنه صحابي وهو الذي شهد الفتنة ولم يرو سوى من طريق رجل مشهور بالكذب متهم بالزندقة والوضع متروك الحديث لا يساوي فلساً ..
ومثل هذا لا ينفعه أن يروي في تاريخ أو غيره ..
ولم يأت أحد بسند مقبول غير أسانيد سيف بن عمر والواقدي وجميعها لا خير فيه في حديث ولا تاريخ ولا علم ..
أما القعقاع التابعي فليس هو الذي روى سيف أخباره في الفتنة وجعله صحابياً ..
فمن كان يثبت قعقاعاً غير الذي زعم سيف صحبته وروى أخباره في الفتنة = فهذا شأنه لم نباحثه فيه أصلاً، وإنما هو المتطفل على بحثنا ..
أما بحثنا: فهو في القعقاع الصحابي الذي زعمه سيف بن عمر وروى أخباره في الفتنة وأنه وهم مختلق موضوع لا أصل له ..
والمعاملة في الحديث والتاريخ واحدة فيما يتعلق برد أخبار المتروكين المشهورين بالكذب المتهمين بالوضع والزندقة ..
وأخذ القعقاع الذي هو تابعي يروي آثاراً ونحوها وتلفيقه على القعقاع الذي يحكي عنه سيف = تلفيق فاسد لأن سيف يتكلم عن من زعمه صحابياً ..
وأخذ القعقاع الذي هو تابعي يروي آثاراً ونحوها وتلفيقه على القعقاع الذي يحكي عنه الواقدي = تلفيق فاسد لأنه لا حجة بسند صحيح على أن القعقاع التابعي شهد القادسية ولا على أن الواقدي يقصد القعقاع التابعي ..
والبصر بالفرق بين محلي البحث هذين = من بدهيات ما يدل على سلامة الملكة العلمية ..
¥