تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يعدّ عروة بن الزبير مؤسسًا، لدراسة المغازي؛ إذ كان أول من ألّف كتابًا في المغازي وحياة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو فقيه ومحدّث مشهور، ينتسب إلى بيت من أشراف بيوتات العرب، ويدخل في عداد الطبقة الأولى من مؤرخي السيرة. وكان عروة ثقة فيما يروي من الحديث؛ فقد مكّنه نسبه من أن يتصل بأسرة الرسول عليه الصلاة والسلام، فروى هذه الأحداث عن أبيه الزبير بن العوام ويروي الكثير من الأخبار والأحاديث عنه وعن خالته عائشة أم المؤمنين وعن أمه أسماء بنت أبي بكر الصدّيق، رضي الله عنهم. وعن عروة أخذ ابنه هشام هذه الثروة العلمية، وأخذ ابن شهاب الزهري، كما ورد كثير من رواياته وأحاديثه في كتب ابن إسحاق والواقدي وابن هشام وابن سعد والطبري (51).

وقد تجاوز عروة في الروايات التاريخية فترة الرسالة إلى عهد أبي بكر الصدّيق ومن بعده حتى واقعة الجمل، وربما تجاوزت إلى أحداث الردة والفتوح في القادسية واليرموك. ويمكن أن يعدّ ما وضعه جسرًا بين دراستي الحديث والتاريخ، ويعدّ رائدًا في علم التاريخ والرجل الأول في المدرسة التاريخية في المدينة خاصة وفي الشام (52).

6 - محمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ت124هـ/741م):

هو محمد بن مسلم بن عبيد بن عبدالله بن شهاب، مِن بني زهرة، ويعتبر من أعظم مؤرخي المغازي والسيرة؛ إذ يرجع إليه الفضل في تأسيس مدرسة التاريخ في المدينة (53)، وقد أمره خالد بن عبدالله القسري بكتابه السيرة له (54)، كما أمر أيضًا بكتابة كتاب عن القبائل العربية الشمالية، ففعل ولم يتمّه (55). ولم يكن للزهري كتاب إلاّ كتاب نسب قومه (56). ويبدو أنّ الزهري كان واسع المعرفة بالأنساب، يقول عنه الليث (57): وإن حدّث الزهري عن العرب وأنسابها قلت لا يحسن إلاّ هذا.

ويخبرنا الزهري نفسه أنه كتب (أسنان الخلفاء) لجدّه (58)، وهو عبارة عن قائمة يذكر فيها تاريخ وفاة الخلفاء وأعمالهم عند الوفاة ومقدار ملكهم (59). وكان يقول: أدركت أربعة بحور: عبيد بن عبدالله أحدهم، وقال: سمعت من العلم الشيء الكثير، فلما لقيت عبيدالله بن عبدالله كأني كنت في شعب من الشعاب، فوقعت في الوادي، وقال: مرة صرت كأني لم أسمع من العلم شيئًا (60).

7 - محمد بن السائب الكلبي (ت146هـ/763م):

هو كلبي النسب، وتنتمي قبيلته إلى قضاعة وهي من جذامات القبائل العربية القحطانية، هاجرت من اليمن واستقرت بالشام (61). وأنّ هذا المكان قد مهد له الاتصال برواة القبائل والتعرف على أنسابها، فحاول جمع أطراف علم الأنساب معتمدًا على أفضل راوي كل قبيلة في النسب (62)، وأضاف إلى ذلك التعرف على الأخبار والأدب وشعر النقائض (63). ومن خلال هذا الاطلاع الواسع، أصبح عالمًا بالأنساب واللغة والتاريخ، إلاّ أنّ ثمة اتفاقًا على أنه أول النسابين الكبار، ولكنه رُوِي عنه ولم يؤلِّف في النسب (64).

8 - أبو اليقظان النسابة (ت190هـ/805م):

هو عامر بن حفص، وكان مولى لبني تميم (65)، ويلقب بسحيم، وكان عالمًا بالأنساب والأخبار والمآثر والمثالب. ويتميز بأنه كان أول من ألّف في الأنساب عامة نقلاً عن الروايات القبلية بالدرجة الأولى، لأنها المنبع الأساسي لهذا العلم. وله من الكتب: النسب الكبير، وكتاب أخبار تميم، وكتاب نسب خندف، وكتاب النوادر؛ ولكن هذه الكتب لم يصلنا منها شيء إلا مقتطفات متناثرة في بطون الكتب، وقد نقل المدائني كثيرًا عنه. ويبدو أنه أولى عنايته للنوادر، وأنّ كتابه بهذا العنوان لقي بعض الرواج وقد اطلع عليه ابن النديم في القرن الرابع الهجري، وتؤكد المقتطفات المأخوذة عنه لدى البلاذري وابن خياط وغيرهما هذه الملاحظة، كما تؤكد أمرًا آخر هو عنايته بأخبار أهل البصرة وأحداثها (66).

9 - هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت204هـ/819م):

يعتبر من أعظم الإخباريين في التاريخ العربي وتابع دراسات والده في الأنساب وتقدّم بها، وقد وصل إلينا كتابه جمهرة النسب بجزأين الأول يختص بقبائل العدنانية والثاني قبائل قحطان، ويقول عنه ابن قتيبة: "كان هشام أعلم الناس بالأنساب، أخذ هذا العلم من أبيه" (67).

أما عن دراساته فغزيرة ومتنوعة ذكرها ابن النديم في الفهرست يبلغ عددها نحو (140) موضوعًا، وصل إلينا منها جمهرة النسب، وكتاب الأصنام، وكتاب نسب فحول الخيل في الجاهلية والإسلام (68).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير