تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد اخترع الشيعة هذه الخرافة ليخرجوا من المأزق الذي تورطوا فيه، حيث إنهم يعتقدون أن الإمام لا يموت حتى يوصي من يكون خلفاً له. يروي الكليني عن جعفر الصادق أنه قال: ((لا يموت حتى يوصي من يكون خلفاً له ". يروى الكليني عن جعفر الصادق أنه قال: ((لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون بعده، فيوصي إليه)) (2)، وروى عنه أيضاً – قوله: ((لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت)) (3).

كما أنهم زعموا أن الإمامة منحصرة في أولاد الحسين بن علي – رضي الله عنهما –، ثم وقعت الورطة الكبرى حين توفّي الحسن العسكري، ولم ينجب أولاداً (4)، وأصبح مذهبهم الضال مهدداً في وجوده، و من ثم ادعوا – تسويغاً لاستمرار الإمامة – أنه ولد له ولد، غير أنه اختفى في سرداب في بيت أبيه، ولكن لا يجوز البحث عنه، ولا السؤال عن مكانه، وقد اختلفوا اختلافاً شديداً في وقد ميلاده، ومن هي أمه؟ وهل هو مستور غُيب دون أن يراه أحد؟ أو شوهد قبل الغيبة، أو بعدها؟ ومتى غاب (5)؟

لقد افترق الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري إلى أربع عشرة فرقة، لم تعترف بالمهدي المزعوم منها غير ثلاث، وأنكرت الباقياتُ أن يكون له ولد أصلاً (1).

ويقول الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله – مبيناً ارتباط اعتقادهم في المهدي الخرافة باعتقادهم في الرجعة:

(… ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي – وهو إمامهم الثاني عشر – من نومته الطويلة، التي زادت على ألف ومائة سنة، سيُحيي الله له ولآبائه جميع حُكّام المسلمين السابقين، مع الحكام المعاصرين لقيامه، وعلى رأس الجميع الجبت والطاغوت (أبو بكر ـ وعمر) – في زعمهم قبحهم الله – فمن بعدهما، فيحاكمهم على اغتصاب الحكم منه، ومن آبائه الأحد عشر إماماً، لأن الحكم في الإسلام حق لهم من الله، منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة، ولا حق فيه لأحد غيرهم.

وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم، فيأمر بقتل وإعدام كل خمس مئة معاً، حتى يستوفي قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة ثم بعد موت من يموت، وإعدام من يعدم، يكون البعث الأكبر للحشر، ثم إلى الجنة، أو النار الجنة لآل البيت، والذين يعتقدون فيهم هذه العقائد، والنار لكل من ليس بشيعي.

والشيعة يسمّون هذا الإحياء والمحاكمة، والقصاص باسم (الرجعة)، وهي من عقائدهم الأساسية التي لا يرتاب فيها شيعي واحد.

… ولأجل أن تعلم عقيدة الرجعة في كتبهم المعتبرة أذكر لك ما قاله شيخ الشيعة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف عندهم باسم ((الشيخ المفيد))، في كتابه ((الإرشاد في تاريخ حُجَج الله على العباد)) (ص 398 – 402)، وهو مطبوع على الحجر في إيران طبعة قديمة، لم يُذكر تاريخها، ولكنها طُبعت على خط محمد علي محمد حسن الكلبابكاتي.

روى الفضل بن شاذان عن محمد بن علي الكوفي، عن وهب بن حفص، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله – يعني جعفراً الصادق –:

ينادي باسم القائم، (أي إمامهم الثاني الذي يزعمون أنه وُلد منذ أكثر من أحد عشر قرناً، ولم يمتْ بعد، لأنه سيقوم، ويحكم، وينادي باسمه في ليلة ثالث وعشرين، ويقوم في يوم عاشوراء)، لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام جبرائيل عن يمينه ينادي البيعة له، فتسير إليه الشيعة من أطراف الأرض، تُطوى لهم طيّاً، حتى يبايعوه، وقد جاء الأثر بأنه يسير من مكة حتى يأتي الكوفة، فينزل على نجفنا، ثم يفرق الجنود منها في الأمصار.

وروى الحجال عن ثعلبة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر – عليه السلام – أن محمداً الباقر قال: ((كأني بالقائم – عليه السلام – على نجف الكوفة، وسار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرائيل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، والمؤمنون بين يديه، وهو يفرق الجنود في البلاد)).

وروى عبد الكريم الجعفي قال: ((قلت لأبي عبد الله – يعني جعفراً الصادق –: ((كم يملك القائم _عليه السلام_؟ قال: سبع سنين تطول الأيام حتى تكون السنة من سنية مقدار عشر سنين من سنيكم، فتكون سنون ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير