قال أبو بصير: ((جعلت فداك! فكيف يطوّل الله السنين؟)) قال: ((يأمر الله الفلك باللبوث، وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك، والسنون، وإذا آن قيامه مُطر الناس جمادى الآخرة، وعشرة أيام من رجب، مطراً لم ير الخلائق مثله، فينبت الله لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأني أنظر إليهم مقبلين ينفضون شعورهم من التراب)).
وروى عبد الله بن المغيرة عن أبي عبد الله جعفر الصادق – عليه السلام – قال: ((إذا قام القائم من آل محمد أقام خمس مئة من قريش، فضرب أعناقهم، ثم أقام خمس مئة أخرى فضرب أعناقهم، ثم خمس مئة أخرى، حتى يفعل ست مرات ذلك لأن الخلفاء الراشدين، وبني أمية، وسائر حكام المسلمين إلى زمن جعفر الصادق – لا يبلغ عددهم عشر معشار هذا العدد)، فقال جعفر الصادق: ((نعم، منهم، ومن مواليهم))، وفي رواية أخرى: ((إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء)).
وروى جابر الجعفي عن أبي عبد الله قال: ((إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فيها القرآن على ما أُنزل فأصعب ما يكون على من حفظ اليوم، (أي على ما حفظه الناس من المصحف العثماني كما هو في زمن جعفر الصادق)، لأنه يخالف فيه التأليف.
وروى عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال: ((إذا قام قائم آل محمد حكم الناس بحكم داود)) (1).
وروى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال: ((يخرج مع القائم – عليه السلام – من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسليمان، وأبو دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالك بن الأشتر، فيكونون بين يديه أنصاراً، وحكاماً)).
وهذه النصوص منقولة بالحرف، وبكل أمانة، من كتاب عالم من أعظم علمائهم، وهو ((الشيخ المفيد))، مروية بأسانيدهم المكذوبة – بلا شك – على آل البيت، الذين كان من أكبر مصائبهم أن يكون هؤلاء الكذّابون خاصّة شيعتهم، وكتاب ((الشيخ المفيد)) مطبوع في إيران، ونسخه الأثرية محفوظة، وموجودة عندنا.
ولأن عقيدة ((الرجعة))، ومحاكمة حُكّام المسلمين فيها – من عقائد الشيعة الأساسية، كان يؤمن بها عالمهم السيد المرتضى مؤلف كتاب ((أمالي المرتضى))، وهو أخو الشريف الرضي الشاعر، وشريكه في تزوير الزيادات على ((نهاج البلاغة)) (1)، ولعلها أكثر من ثُلُث الكتاب، وهي التي فيها تعريض بالصحابة، وتحامل عليهم، فقال السد المرتضى المذكور في كتابه ((المسائل الناصرية)): ((إن أبا بكر وعمر يُصلبان يومئذ على شجرة في زمن المهدي (أي إمامهم الثاني عشر الذي يسمون قائم آل محمد)، وتكون تلك الشجرة رطبة قبل الصلب، فتصير يابسة بعده)) (2).
ومن أكاذيبهم – أيضاً – أن المهدي المزعوم هذا سيُخرج مصحف فاطمة، وهو غير المصحف الموجود الآن، وقد نسب الكليني صاحب ((الكافي)) إلى جعفر الصادق أنه قال: ((وإن عندنا لمصحف فاطمة – عليها السلام –، وما يدريهم ما مصحف فاطمة – عليها السلام – … مصحفٌ فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد. مكثت فاطمة بعد النبي خمساً وسبعين يوماً، صُبَّت عليها مصائب من الحزن لا يعلمها إلى الله، فأرسل الله إليها جبرائيل يسيلها، ويعزيها، ويحدّثها عن أبيها، وما يحدث لذريتها وكان عليّ يستمع، ويكتب ما سمع. حتى جاء منه مصحف قدر القرآن ثلاث مرات، ليس فيه شيء من حلال، ومن حرام، ولكن فيه علم ما يكون (3).
لقد ثبت تاريخياً أن الحسن العسكري مات، ولم يعقب، وقد مات عقيماً، ونص على ذلك ابن جرير، وابن قانع، وغيرهما من المؤرخين، قال الشيخ محب الدين الخطيب ((أنه _أي محمد بن الحسن العسكري_ شخصية موهومة نسبت كذبا للحسن العسكري الذي مات من غير ولد, وصفى أخوه جعفر تركته على أنه لا ولد, له وللعلويين سجل مواليد يقوم عليه نقيب في تلك الأزمان, لا يولد منهم مولود إلا سجل فيه, ولم يسجل فيه للحسن العسكري ولد, ولا يعرف العلويون المعاصرون للحسن العسكري أنه مات عن ولد ذكر)).
ـ[عبد المحسن الأثري]ــــــــ[18 - 10 - 10, 11:19 م]ـ
انظر:
¥