[من أجل امرأة مسلمة]
ـ[أبو العلاء الحنبلي]ــــــــ[23 - 09 - 10, 05:53 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آل بيته وصحبه ومن والاه
ثم أما بعد
فمن أجل امرأة مسلمة أخرج النبي صلي الله عليه وسلم يهود بنو قينقاع من المدينة النبوية.
ومن أجل نساء مسلمات سير الحجاج بن يوسف الثقفي جيش بقيادة ابن أخيه محمد بن القاسم الثقفي لفتح السند وبلاد الديبل.
يذكر البلاذرى – فى فتوح البلدان – ان البوارج الهندية قد استولت على سفينة كانت تحمل نساء مسلمات أرسلهنّ ملك جزيرة الياقوت (جزيرة سيلان) هدية الى الحجّاج بن يوسف , فنادت امرأة من تلك النسوة وكانت من يَرْبوع: يا حجّاج! وبلغ الح .. جّاج ذلك فقال: يا لبيك , فأرسل الى داهر يسأله تخلية النسوة , فقال: أخذهن لصوص لا أقدر عليهم.
من أجل امرأة مسلمة تحرك المعتصم بالله الخليفة العباسي بجيش عرمرم يقارب من مائة ألف مقاتل لفتح عمورية وغزو بلاد الروم.
من أجل نساء مسلمات سير نورالدين محمود -رحمه الله - جيش من الشام لمصر بقيادة أسد الدين شيركوةومعه ابن أخيه صلاح الدين -رحمهما الله - نجدة للخليفة الفاطمي العاضد الذي أرسل إليه رسالة جاء فيها:
(هذه شعور نسائى من قصرى يستغثن بك لتنقذهن من الفرنج).
من أجل نساء مسلمات تحرك المنصور بن أبي عامر من الأندلس إلي فرنسالنجدة أسيرتين مسلمتين بكنيسة في فرنسا.
قال في نفح الطيب إنه تمرس ببلاد الشرك أعظم تمرس ومحا من طواغيتها كل تعجرف وتغطرس وغادرهم صرعى البقاع وتركهم أذل من وتد بقاع ووالى على بلادهم الوقائع وسدد إلى أكبادهم سهام الفجائع وأغص بالحمام أرواحهم ونغص بتلك الآلام بكورهم ورواحهم ومن أوضح الأمور هنالك وأفصح الأخبار في ذلك.
أن أحد رسله كان كثير الانتياب لذلك الجناب فسار في بعض مسيراته إلى غريسية فلا منتزه إلا مر عليه متفرجا ولا منزل إلا سار عليه معرجا فحل في ذلك أكثر الكنائس هالك فبينا هو يجول في ساحتها ويجيل العين في مساحتها إذ عرضت له امرأة قديمة الأسر قويمة على طول الكسر فكلمته وعرفته بنفسها وأعلمته.
وقالت له: أيرضى المنصور أن ينسى بتنعمه بوسعها ويتمتع بلبوس العافية وقد نضت لبوسها وزعمت أن لها عدة سنين بتلك الكنيسة محبسة وبكل ذل وصغار ملبسة وناشدته الله في إنهاء قصتها وإبراء غصتها واستحلفته بأغلظ الأيمان وأخذت عليه في ذلك اوكد مواثيق الرحمن.
فلما وصل إلى المنصور عرفه بما يجب تعريفه به وإلامه وهو مصغ إليه حتى تم كلامه فلما فرغ.
قال له المنصور:هل وقفت هناك على أمر أنكرته أم لم تقف على غير ما ذكرته؟
فأعلمه بقصة المراة وما خرجت عنه إليه وبالمواثيق التي أخذت عليه فعتبه ولامه على أن لم يبدأ بها كلامه.
ثم أخذ للجهاد من فوره وعرض من ممن الأجناد في نجده وغوره وأصبح غازيا على سرجه مباهيا مروان يوم مرجه حتى وافى ابن شانجة في جمعه فأخذت مهابته ببصره وسمعه فبادر بالكتاب إليه بتعرف ما الجلية ويحلف له بأعظم ألية أنه ما جنى ذنبا ولا جفا عن مضجع الطاعة جنبا فعنف أرساله.
وقال لهم: كان قد عاقدني أن لا يبقى ببلاده مأسورة وما مأسور ولو حملته في حواصلها النسور وقد بلغني بعد بقاء فلانة المسلمة في تلك الكنيسة.
ووالله لا أنتهي عن أرضه حتى أكتسحها فأرسل إليه المرأة في اثنتين معها وأقسم أنه ما أبصرهن ولا سمع بهن وأعلمه أن الكنيسة التي أشار بعلمها قد بالغ في هدمها تحقيقا لقوله وتضرع إليه في الأخذ فيه بطوله فاستحيا منه وصرف الجيش عنه وأوصل المرأة إلى نفسه وألحف توحشها بأنسه وغير من حالها وعاد بسواكب نعماه على جدبها وإمحالها إلى قومها وكحلها بما كان شرد من نومها انتهى. (نفح الطيب1 - 404)
من أجل امرأة مسلمة أهتزت عروش وتحركت جيوش هبت لنجدتها أمم.
عملا بقوله صلي الله عليه وسلم: المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم».
وقوله صلى الله عليه وسلم: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا وشبَّك بين أصابعه».
وقوله:: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر».
فاللهم استجب دعائناو فرج كربنا وفك أسراناوانصرنا علي من بغي علينا.
وكتبه
العاجز الضعيف
المقربذنوبه الراجي عفوربه
محمدعوض عبدالغني المصري