تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عندما كادت أوربا أن تُسلِم

ـ[محمد المبارك]ــــــــ[24 - 09 - 10, 05:53 م]ـ

بنى الكهنة اليهود "دياناتهم" اليهودية على كتب التوراة فقط،- كما يقول نورمان جولب "استاذ التاريخ والحضارة في جامعة شيكاغو في كتابه "من الذي كتب مخطوطات البحر الميت؟ " –

وهي الكتب الخمسة الأولى من العهد القديم المعروفة بـ "سٍفر التكوين" و " سٍفر الخروج" و "سٍفر اللاويين" و "سٍفر العدد" و "سٍفر التثنية" – مستبعدين كتب الانبياء من امثال "اشعيا".

فما هي قصة "سفر أشعيا" الذي يُنسب إلى سيدنا عيسى عليه السلام،

وهل ورد فيه ما يبشر بقدوم آخر انبياء الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.؟

وأين هو هذا "السٍفر" الآن؟؟

العلامة الدكتور معروف الدواليبي، وهو مستشار سابق في الديوان الملكي السعودي روى المراحل المثيرة التي رافقت العثور عن "سِفر أشعيا" وما نتج عنها من احداث في غاية الغرابة.

إكتشاف سٍفر أشعيا

عام 1953م اكتشفت في احدى المغاور في جبال الاردن التي تبلغ نحو 600 مغارة وهي الامكنة التي كان يختفي بها المؤمنون قبل آلاف السنين .. اكتشفت مخطوطات دينية هامة. ومن هذه المخطوطات التي تم اكتشافها "سفر أشعيا" الصحيح بكامله، بينما المنشور في التوراة هو جزء منه.

وبعد دراسته، اجتمع "الفاتيكان" لمدة اربع سنوات- من 1961 الى 1965 – وتبين ان لهذا "السِّفر تأثيراً جديداً على قواعد ومفاهيم المسيحية بالنسبة للإسلام، فأصدروا كتيّباً دعوا فيه الى الحوار ما بين المسيحية والاسلام، ويثنون على الاسلام كدين، ويأسفون لما سبق من خلاف بين الديانات، ويطلبون نسيان الماضي، وان يدخل المسيحي في حوار مع المسلم.

وثيقة الفاتيكان الهامة:

في السبعينات .. صدرت عن "الفاتيكان" وثيقة هامة. كانت بمثابة اعتراف رسمي مسيحي بالدين الإسلامي، ولأول مرة، جاء فيها:

(إن كل من آمن بعد اليوم بالله خالق السموات والأرض، ورب إبراهيم وموسى

، فهو ناج عند الله وداخل في سلامه، وفي مقدمتهم: المسلمون).

الفاتيكان يوجه الدعوة لعلماء السعودية

للحوار بين المسيحية والإسلام:

بعد صدور هذه الوثيقة، يقول الدكتور معروف الدواليبي وهو علامة معروف ومستشار سابق في الديوان الملكي السعودي وفي عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله .. يقول:

بعد صدور هذه الوثيقة، صدف ان كنا في موسم الحج مع المرحوم"الملك فيصل بن عبدالعزيز" في عام 1965م، عندما وجّّه "الفاتيكان" عن طريق إذاعته- نداءاً بالتهنئة بالحج وقضاء مناسكه الى الفيصل طيب الله ثراه والى الحجاج فرد الفيصل بالإذاعة على الإذاعة، محيياً هذه الروح الجديدة. ولم يلبث "الفاتيكان" ان سعى الى الدخول في حوار، والناس بين مصدّق ومكذّب، حتى وصلت الدعوة إلينا للدخول في حوار معهم وزيارتهم، وذلك للتعاون:"فيما يتعلق بحقوق الانسان". وكنا ايضاً، في كل مكان، مستغربين هذه الروح الجديدة.

ولما دعاني المرحوم الملك فيصل ليسألني رأيي في الدعوة التي وجّهها "الفاتيكان" الى علماء المملكة ليزوروه من "اجل حوار وتعاون لا يقصد منه البحث في اصول الدين". وانما التعاون على ما يأمر به الدين"بحقوق الانسان"، ألحيت على قبول الدعوة، فأمرني الملك فيصل بالتوجه الى "الفاتيكان" لكشف ماذا وراء هذه الدعوة.

فذهبت بالفعل الى "الفاتيكان" وكان معي سفير المملكة في روما، واجتمعنا بالكاردينال"بيمونوللي"، وزير الدولة في حكومة"الفاتيكان" فيما يتعلق بالعلاقات ما بين الاسلام والمسيحية، فعرفت ان الدعوة صحيحة وطيبة وانهم يريدون التعاون ونسيان الماضي.

وكانت اذاعة الفاتيكان: تركّز في نشراتها على الاجتماعات التي كنّا نعقدها على انني "مندوب" الملك فيصل يرحمه الله، وعلى أننا "اتفقنا على مبدأ الحوار".

السفير الاسرائيلي يتدخل:

وبعد 48 ساعة من معادرتي "الفاتيكان" طلب السفير الاسرائيلي في روما"مقابلة الكاردينال"بيمونوللي" مع انه لم يكن بين "اسرائيل" و"الفاتيكان تمثيل دبلوماسي، وانما كان طلبه الزيارة "بإسم حكومة اسرائيل".

ماذا قال السفير الاسرائيلي للكاردينال:

"نطلب منكم وقف أي حوار بين "الفاتيكان" وبين "المملكة العربية السعودية" فرفض الكاردينال طلب السفير.

وفي اليوم الثاني، عاد السفير وكرّر الطلب ورُفض طلبه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير