.. وهكذا على مدى خمسة ايام متوالية ... !! اكثر من ذلك، فقد بعث "البابا بولس السادس" برسالة إجلال واحترام الملك فيصل رحمه الله، وراوياً له فيها ماذا جرى بين السفير الاسرائيلي في روما والكاردينال "بيمونوللي" من إصرار على عدم تحقيق"لقاء الحوار" بين الاسلام والمسيحية.
ثورة داخل الفاتيكان:
يومها، اعلنوا، اننا قمنا بثورة داخل"الفاتيكان" لماذا.؟
لأنه ليس من التقاليد البابوية، ان يبدأ "البابا" الكتابة لأي رئيس دولة فقد جرت العادة، منذ القديم، ان يتولى"البابا" الاجابة عن رسائل رؤساء الدول، لا ان يكون هو البادىء بكتابة الرسائل.
بدء الحوار:
وقبل ان يبدأ الحوار بين علماء المملكة العربية السعودية وبين "الفاتيكان" صدر عن "مجمع الفاتيكان الثاني" كتيّب يقع في نحو 150 صفحة تحت عنوان"توجيهات للمسيحية من اجل الحوار بينهم وبين المسلمين". وذكّروا بأن المسلمين" ناجون عند الله عملاً بما اتخذته أعلى سلطة في الفاتيكان".
وفي هذه الأجواء بدأت اجتماعات "الحوار الاسلامي- المسيحي" في "الفاتيكان" ثم ما لبث ان دعانا "مجلس الوحدة الاوروبية"- بناءاً على قرار مجمع الفاتيكان الثاني – في ستراسبورغ ومن ثم لبّت المملكة الدعوة ايضاً التي وجّهت من "مجلس الكنائس العالمي" في جنيف، وايضاً، الى وزارة العدل الفرنسية، ثم الى جمعية "الصداقة السعودية الفرنسية".
وكانت كل تلك اللقاءات تتم وفقاً لتلك الروح التي أعلنها"الفاتيكان"، والتي كان لها الدوي والتأثير العظيمين. فقد كان المرة الأولى في التاريخ التي يخرج فيها وفد من المملكة العربية السعودية، بناءا على دعوة الغرب المسيحي "للقاء البابا" ومجلس الكنائس العالمي البروتستانتي الذي يقابل الكنيسة الكاثوليكية.
وقف التنصير:
بعد انتهاء اللقاءات المتعددة التي حصلت بين علماء المملكة وبين كبار مسؤولي"الفاتيكان" وفي يوم مغادرتنا عاصمة"الكثلكة"، وقف الكاردينال "بيمونوللي" مخاطباً العلماء المسلمين بقوله:"لقد قررنا في هذا اليوم وقف التنصير الكاثوليكي في العالم الاسلامي. ونحن نطلب منكم ان تعودوا الينا"بالبشارة".
ذلك ان السيد المسيح عندما ودّع نبأهم انه ستأتي من بعده"بشارة" أي نبي يخبرهم بالحقائق. وقد جاء في "سفر أشعيا" كما يلي:
"بعد المسيح يأتي نبي عربي من بلاد"فاران" بلاد اسماعيل- و"فاران" باللغة الارامية هي بلاد الحجاز، "وعلى اليهود ان يتبعوه، وعلامته انه ان نجا من القتل فإنه النبي المنتظر، لانه يفلت من السف المسلول على رقبته، ويعود اليها بعد ذلك بعشرة آلاف قديس".
إنطباق على الواقع:
وهذه تنطبق تماماً على الواقع: فقد جاء في القرآن الكريم (يعرفونه-أي اليهود- كما يعرفون ابناءهم):
· فأعطى مكانه: بلاد اسماعيل- أي مكة المكرمة.
· اعطى صفته: يهرب من السيف المسلول على رقبته، وذلك عندما هرب ليلة المؤامرة التي حيكت لقتله، صلى الله عليه وسلم.
· "ويعود بعضرة آلاف قديس". وقد عاد صلى الله عليه وسلم الى مكة المكرمة بعشرة آلاف مؤمن.
فهذه النصوص واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، ولذلك تعتبر ان ما صدر عن "مجمع الفاتيكان الثاني" في عهد "البابا بولس السادس" كان خطوة طيبة وجديدة.
سر وفاة البابا ... والكاردينال:
"ولكن مع الاسف" – يضيف د. محمد معروف الدواليبي-، فإن "البابا" لم يلبث ان توفي في ظروف لا ندريها، كما توفي من بعده بقليل الكاردينال"بينمونوللي" الذي كان صلة الوصل بيننا وبين "الفاتيكان".
وبوفاتهما، اوقف الحوار بين الاسلام والمسيحية.
اليهود ... اليهود:
سُئل الدكتور"الدواليبي": - ألا تعتقدون بأن موت "البابا بولس السادس" الفجائي، ومن بعده بقليل الكاردينال"بيمونوللي" الذي كان صاحب فكرة"الحوار بين المسيحية والاسلام" كان من تدبير اليهود.؟
فأجاب:
عندما انفصلنا، تواعدنا على ان تكون الندوة الثانية في الرياض، وفي هذه الفترة ذهب "البابا" وذهب "الكاردينال" ... ولا اريد ان ازيد على ذلك!!.
وسُئل الدكتور "الدواليبي":
يتحدثون عن مواجهة حتمية ستحصل بين الاسلام والغرب يكون وراءها اليهود؟
¥