فأجاب: الأب "مبارك" اللبناني الاصل، والمعروف بمشاعره الطيبة، وهو من كبار رجال الكنيسة والاستاذ في "الجامعة الكاثوليكية" في باريس، نشر مقالاً في احدى المجلات العربية- وأنا احتفظ بنسخة منها- في ذات السنة التي لبّينا فيها دعوة "الفاتيكان" الى حوار، يحذّر فيها من تأثر الصهيونية على "الفاتيكان"، ويؤكد بأن "عناصر" داخل "الفاتيكان" ترده عن سياسته الجديدة- يومذاك-.
لماذا لا يبشًرون بين اليهود:
ويستطرد الدكتور الدواليبي قائلاً:
"لقد قلت صراحة للكاردينال"بيمونوللي" في جلسة خاصة اثناء الحوار"انني احمل شهادة دبلوم في الحقوق الكنسية"، فدهش وقال: ان شهادة"الحقوق الكنسية لا تعطى، الا لمسيحي، فكيف حصلت عليها".؟
فأجبته: بأنني نلتها من جامعة باريس"كدبلوم اختصاص"، لا من "الجامعة الكاثوليكية" وانني في اثناء قراءاتي "للانجيل" و "التوراة" و"الكتاب المقدّس" بشكل متعمق، لم استطع ان افهم بعض النصوص التي جاءت في "الانجيل"، وهي عميقة الاشكال عندي، ولم اجد حتى الآن من اطرح عليه هذا السؤال، لانه سؤال عميق، ويجب ان يكون المسؤول الذي سيتولى الاجابة عنه يتمتع بأعلى سلطة في الكنسية، وهذه المرة الاولى التي اجتمع فيها مع الرجل الثاني في "الفاتيكان"، فهل تسمح لي ان اطرح سؤال؟ ".
قال: تفضل.
قلت: لمن أرسل السيد المسيح.؟
قال: يادكتور، تقول انك تحمل شهادة في "الحقوق الكنسية". وأول شروط الحصول على هذه الشهادة ان يكون حاملها متعمقاً بدراسة الانجيل، فكيف تسأل مثل هذا السؤال، وفي "الانجيل" الجواب الصريح والواضح الذي يقفز الى العيون.؟
قلت: "قول المسيح: انما أرسلت لخراف بني اسرائيل الضالة" اشكالي هو هذا، وهي تعني ان مهمة السيد المسيح كانت محصورة بالتبشير بني اليهود، فما معنى انكم ترسلون المنصرين بين المسلمين ولا ترسلون منصِّرا واحداً الى اليهود؟؟.
"أضفت- والكلام لا يزال للدكتور الدواليبي- ان "اليهود" يتهمون السيد المسيح بأنه ابن زنا، وإن أمه السيدة مريم"زانية". ويؤكدون ذلك وهم يعتبرون بأن لا ولادة من غير زواج.
إلا الاسلام: فقد طهّر السيد المسيح، ودافع عنه، وقدّس أمه مريم العذراء وبمعجزة ولدت، وان المسيح ابن صحيح وليس ابن زنا. وعندما يقول السيد المسيح: انما أرسلت لخراف بني اسرائيل الضالة- أي- اليهود- فهو يعني ان المنصرين الذين ثبتتهم الكنيسة في اقطار العالم الاسلامي كان بجب ان يرسلوا الى اليهود لا الى المسلمين".
وماذا كان جوابه؟
د. دواليبي: قال غداً سوف اجيبك.
"وفي اليوم التالي، اعلن قرار"مجمع الفاتيكان الثاني": ان "الفاتيكان" قرر وقف التنصير المسيحي الكاثولوكي في العالم".
... وكان ذلك في يوم وداعنا لهم، وعودتنا الى الرياض .. !!
المصدر: مجلة ليل، نقلا عن موقع الغرباء
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[26 - 09 - 10, 03:10 ص]ـ
وهذه شهادة الدكتور محمّد عبده يمانيّ
في القضية بصِفَتِه شاهد عيان
وأحد أعضاء الوفد المشارك في المحادثات
كشف الدكتور محمّد عبده يمانيّ، جانباً مهمّاً من التاريخ المعاصر وملابساته، إذ يقول في معرض حديثه عن دور وسائل الإعلام تُجاهَ نُصرة النبيّ (ص):
مواجَهة أهل الكتاب بما جاء في سفر أشعيَا، الذي عثر عليه كاملاً في إحدى مغارات الأردنّ سنة /1958/ م، مع مخطوطات دينيّة كثيرة، وقد كان الرهبان والمؤمنون يختفون في هذه المغارات رهبانيّة أو خوفاً من أهل الشرك أن يقتلوهم، أو يفتنوهم عن دينهم، كما كان الحال في قصّة أهل الكهف، وكان الموجود من سفر أشعيَا في التوراة جزءاً ممّا جاء في السفر المكتشف.
وقد قام الفاتيكان بفحص هذا السفر المكتشف ودراسته من سنة /1961 م إلى /1965/ م فتبيّن لهم أنّ لهذا السفر تأثيراً كبيراً على قواعد المسيحيّة، وأنّها تلتقي مع الإسلام في كثير من الأصول، فأصدر الفاتيكان كتاباً أثنوا فيه على الإسلام خيراً، ودعوا فيه إلى الحوار مع المسلمين، وإلى نسيان الماضي، ثمّ أصدر الفاتيكان وثيقة أخرى هامّة، تضمّنت اعترافاً بالإسلام لأوّل مرّة، جاء فيها كما ذكرت:
(إنّ كلّ من آمن بعد اليوم بالله خالق السموات والأرض، وربّ إبراهيم وموسى، فهو ناجٍ عند الله، وداخل في سلامه، وفي مقدّمتهم المسلمون)
¥