[المحاولات الفارسية لإضرام النار المجوسية التي أطفأها الإسلام على أيدي العرب الفاتحين]
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[09 - 10 - 10, 02:08 م]ـ
[المحاولات الفارسية لإضرام النار المجوسية التي أطفأها الإسلام على أيدي العرب الفاتحين]
هذا الموضوع وضعته قديماً ثم رجعت إليه اليوم فوجدته قد حذف!
فكر الشعوبية في مناهج المدرسة الصفوية:
تشكل الآداب أَحدَ أهم عناصر ثقافة الشعوب وربما هي مصدرها الأول والآداب بما فيها: الشعر - القصة - الخطبة - الحكاية - المثل - الكناية؛ جميعها مرآة صادقة تعكس الخلفيات النفسية والأخلاقية للشعوب؛ وتعتبر مقياساً لتحضرها؛ وعادةً ما يكون الأُدباء هُم حلقة الوصل الأولى التي تربط بين الشعوب فكرياً وثقافياً؛ وذلك لما يقدمونه من صورٍ جماليةٍ تخلوا من ألأمراض النفسية وعقد التمييز العنصري والتفرقة الطائفية؛ و تركز على إظهار جوانب الشفافية و ألأحاسيس المرهفة في الإنسان والطبيعة.
إلا أن الحركة الشعوبية اتخذت من الآداب وسيلة لزرع بذور العنصرية والكراهية في نفوس أبناء أمتها تجاه العرب والإسلام خاصة؛ وكان الشعر احد أهم أفرع الآداب المستخدمة في هذا الإطار لكونه الأكثر التصاقاً في عقول القراء والمستمعين؛ والأسهل حفظاً في الذاكرة؛ ومن هُنا نرى أن السلطان محمود الغزنوي أحد أُمراءِ الحركة الشعوبية عندما حَاول أَن يؤجج مشاعر العِداء الفارسي ضد الإسلام والعرب؛ كلف الشاعر الشعوبي أبو القاسم الفردوسي (411 - 329هـ) بكتابة قصائد شعرية يُمجد فيها تاريخ فارسَ وحضارتها؛ ويشتم فيها العرب وحضارتهم الإسلامية ويحط من شأنهم؛ وقد تعهد لهُ بأن يعطيه وزن ما يكتبه ذهباً إن هُو فعلَّ ذلك!.
وعلى هذا الأساس وضع الفردوسي ملحمته التي تخلوا من أي شاعرية واسماها الشاهنامه (ملك الكتب) واضعاًَ جُلها في شتم العرب وتحقيرهم؛ وتمجيد الفرس وملوكهم؛ وراح العنصريون الفرس يُحَفِظُونَ أبنائهم و يغذونهم بهذه القصائد وغيرها من الأشعار العدائية إلى يومنا هذا!؛ ومن نماذج الأشعار العدائية ضد العرب التي دونها الفردوسي في ملحمته الأبيات التالية:
زشير شتر خور دن وسو سمار
عرب را بجايي ر سيده است كار
كه تاج كيانرا كند آرزو
تفو باد بر جرخ كردون تفو
وتعني ترجمتها:
مِنْ شِرب لبن الإبل وأكلِ الضب؛ بلغَ الأمرُ بِالعرب مبلغاًَ أَن يَطمحوا في تاج المُلك؛ فتباً لكَ أيُها الزمان وسحقاً!
وليعقوب ليث الصفارين وهو احد أمراء الشعوبية ومن المتمردين على الدولة العباسية أبياتاً مشابهةً أرسلها للخليفة المعتمد العباسي يقول فيها:
أنا ابنُ الاكارمِ من نَسلِ جَم ..... وحائزٌ اِرثِ مُلوكِ العَجمِ
َومُحي الَذي باد من عِزَهَم ..... َوكَفى عَليَه طُوالُ القِدَم
فَقل لِبنَي هاشِم أجمعين ..... هَلُموا إلى الخَلع قبل الندَمِ
فَعُودوا إلى أرضِكُم بالحِجاِز ..... لأكلِ الضٌبِ ورعي الغِنَمِ
وقد أصبح التهكم والاستهزاء بالعرب وتحقيرهم سيرة الشعوبيين طوال القرون الماضية؛ ولم تقتصر وسائلهم في التعبير عن عدائهم للعرب على هذا الباب من الآداب فقط؛ بل إنهم سعوا في استخدام القصص و الحكايات وسيلة للحطِ من منزلة العرب وتأليب روح العداء في نفوس الأجيال الفارسية اللاحقة ضدهم؛
و كانت الحملة الشعوبية ضد العرب انطلقت بعدما أخذت الحضارة الإسلامية تزدهر وتنتشر بواسطة اللغة العربية التي طغت على لغة الأقوام والشعوب التي فتح الإسلام ديارها.
فالعربية إضافة إلى كونها لغة القرآن الكريم فإنها أصبحت فيما بعد لغة الفقه والآداب و علوم الطب والصناعة؛ وكانت مدارس نيسابور و بخارى و سمرقند في القرنيين الأول والثاني وحتى القرن الثالث عربية خالصة؛ وقد وضع أساطين علوم الفلسفة والطب و الصناعة من أبناء تلك الديار من أمثال: البيروني؛ والرازي؛ والبخاري وغيرهم؛ كتبوا جميع مصنفاتهم باللغة العربية وهذا ما أثار الشعوبيين واغاضهم؛ حيث أنهم وكما يقول ابن حزم الاندلسي: كانوا يسمون أنفسهم الأحرار والأبناء؛ وكانوا يعدون سائر الناس عبيدًا لهُم؛ فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب وكان العرب أقل الأمم عند الفرس خطراً؛ تعاظم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة؛ وراموا كيد الإسلام بالمحاربة؛ وقد اتخذ الصراع بين العرب
¥