[lمقال (مسلسل القعقاع ين عمرو في عيون الناقدين والمادحين]
ـ[غير مسجل]ــــــــ[12 - 10 - 10, 12:56 ص]ـ
د. محمد بن طاهر البرزنجي.
مسلسل القعقاع بن عمرو في عيون المادحين والناقدين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
مما لا شك فيه أن ما يعرض على القنوات الفضائية في عصرنا هذا يشغل أوقاتا كثيرة لشرائح كثيرة من المجتمع ولا سيما الشباب والشابات لذلك يولي الجميع اهتماما بالغا بعرض بضاعته الإعلامية بغية التأثير على الرأي العام وتعبئته بل إحداث تغيير "إيجابي أو سلبي" في تفكير الأفراد ونمط حياتهم وبالتالي كان لا بد لنا في بلاد المسلمين أن نولي اهتماما بالغا بما يشاهده الناس جميعا بغية تصحيح المفاهيم الخاطئة وتوضيح الصورة الرائعة والحقيقية لحضارتنا الإسلامية دون مبالغة أو تقصير ضمن رسالة إعلامية هادفة وبما يتلاءم مع التحديات التي تواجه أمتنا اليوم.
ومما لاشك فيه كذلك أن اطلاع الجيل الجديد على معالم الحضارة (التي أسسها الرسول عليه الصلاة والسلام وشيدها الراشدون) له بالغ الأثر في تنشئة شخصياتهم قوية ونفوسهم معتزة بأجداد صالحين مصلحين جديرين بالإقتداء فلو شاركنا في تقديم تاريخ خير القرون للجمهور الكريم كما هو دون مبالغة ولا تنقيص سنكون قد ساهمنا في تنشئة جيل قيادي ذو نفس عزيزة ونفسية أصيلة مستقرة غير قلقة مطمئنة بالإيمان واثقة بمعية الله سبحانه وتعالى في مواجهة التحديات.
ومن نعم الله عز وجل على الأمة وجود مبدأ المناصحة والتي من صورها النقد العلمي والأدبي البناء الهادف الذي لابد منه في طريق البناء والتجديد.
ولقد حاولت أن أطلع على العديد من المقالات التي أثنت أو انتقدت حلقات المسلسل منها مقالات علمية ومنها غير علمية ومنها انتقادات للمشاهد قبل إنتاجها كما فعل الأخ الكاتب عبد اللطيف ياسين ولكن المشاهد التي تحدث عنها تغيرت كثيرا بعد الإنتاج والإخراج الأخير فتلقفته مواقع الإنترنيت دون تثبت على أية حال سأتناول ما استطعت منها ولكن يهمني بالدرجة الأولى ما كتبه أو قاله أخي الشيخ الصلابي من طرف المؤيدين للمادة التاريخية المكتوبة وأخي الشيخ الغيث من طرف المعترضين على المشاهد والفكرة.
ولقد استمعت إلى كلام أخي فضيلة الشيخ الدكتور الصلابي على الجزيرة مباشر وهو يدافع عن نصوص السيناريو التي راجعها وصححها.
وكذلك قرأت وبتمعن تعقيب أخي فضيلة الدكتور خالد الغيث -أستاذ التاريخ وعضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى- في مقالتيه الأولى القصيرة والثانية المفصلة والله يشهد أني أحبهما في الله ولعلي أختلف معهما في بعض المسائل وأرجو أن لا يفسد هذا التباين في الآراء ما بيننا من ود قديم يتجدد بتجدد عروة الإيمان.
وعلى طريقة الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى أبدا بذكر المآخذ ثم أختم بذكر الإيجابيات. ولكن قبل كل ذلك أحب أن أشير إلى أمر في غاية الأهمية ألا وهو وجود مواطن اتفاق هامة بين الطرفين- المادحين والناقدين
أولا: كلا الطرفين حريص على إثبات عدالة الصحابة والذبّ عن أعراض الآل والأصحاب والزوجات الطاهرات أمهات المؤمنين رضي الله عنهم اجمعين.
ثانيا -كلا الطرفين يؤكد وجود اختلاف واضح بين النصوص المصححة والمشاهد الممثلة. فالشيخ الغيث حفظه الله وهو من الناقدين قال في رده الأولي:الذي أذهب إليه وأرجحه أن النص الذي راجعه الشيوخ الأفاضل غير النص الذي نفذه مخرج المسلسل ... وكذلك قال الشيخ الصلابي وهو من المراجعين للسيناريو: انأ لست مسئولا عن المشاهد وإنما عن النصوص التاريخية التي راجعناها.
ثالثا: كلا الطرفين يؤكد أن الأستاذ الفاضل أكرم ضياء العمري -وهو ممن راجعوا النصوص- أستاذ متمرس وخبير في مجال نقد الرواية التاريخية على طريقة المحدثين.
وتكفي هذه الأمور بيانا لكل من يريد أن يصطاد في الماء العكر فعلماءنا الأجلاء وباحثونا ومفكرونا ومؤرخونا المعاصرون حريصون جميعا على بيان الحقائق التاريخية للأمة عبرة واتعاظا وهذه بوابة حسنة للدخول إلى صلب الموضوع بقلوب متصافية.
أبدا بالنقد ورجائي أن يكون بناءا فأقول وبالله التوفيق:
¥